قراءات في صحف عراقية قديمة

                                               

                       ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

في عام 1933 انشغل المجتمع البغدادي فيما انشغل بموضوع ازمة ارتفاع اسعار الكهرباء الذي كانت تنتجه وتوزعه شركة اجنبية وهي بريطانية وصدرت دعوات لمقاطعة تلك الشركة ورأيت ان اقتبس افتتاحية جريدة ( الاخاء الوطني) في عددها 521 الصادر يوم الاربعاء 29 تشرين الثاني 1933 الموافق 11 شعبان الخير سنة 1352 :-

الوزارة تدافع عن شركة الكهرباء اللاجنبية
شفلنا في الاعداد الثلاثة الاخيرة بتزييف مزاعم المغرضين في السياسة عن التعليق على البيان الرسمي الذي اذاعته الوزارة في سبيل الدفاع عن شركة الكهرباء الاجنبية. وكأن الوزارة قد شعرت بتأثر الشركة من تكاتف الشعب واتحاده في تأييد مقاطعتها اذا لم تنزل عند الطلب المنصف بتخفيض سعر الاشتراك بالكهرباء.وقد استغرب الاهلون كثيرا ان تترك الوزارة الشعب ومطلبه الحق في تنزيل السعر وتلتزم جانب الشركة وتحاول ان تبرر اصرارها على اسعارها الحاضرة، الامر الى ان تتجشم عناء استخراج الاسعار الرائجة في بعض الاقطار الاخرى. فما الذي دفع الوزارة الى تأييد الشركة والوزارة لم تسمع الامة منها رأيا او منهاجا للعمل فيكون اول ما تبادر به بتوجيه نشاطها في الدفاع عن منافع شركة اجنبية ربحت في العام الماضي اربعين الف ليرة انكليزية ويتوقع ان تربح في العام المقبل خمسين الف ليرة انكليزية.
وقد عنيت الوزارة في بيانها او دفاعها بذكر المدن حيث الاسعار غالية. مع ان هناك مئات المدن اسعارها ارخص من هذه ثم علينا ان لا ننسى الفرق في اسعار المعيشة واجور العمال بين تلك البلاد وبلادنا.
اما هذه الاسعار فقد فقد كان بعضها معمولا به يوم كانت العملة بالباون الذهب ثم نزلت الان 27 ونصف بالمائة. كما ان بعض المدن غير حقيقية في البيان الرسمي فسعر الوحدة في القاهرة والاسكندرية 20 فلسا وفي بيروت 18 فلسا للكميات الصغيرة واقل للكميات الكبيرة وفي استانبول 19 فلسا. ويؤسفنا ان الحكومة حينما تدافع عن الشركة الاجنبية وتورد الاسعار في بعض المدن الاخرى تنسى ان بغداد من عواصم النفط الكبرى ومن الضروري ان يكون للعاصمة النفطية ميزة وسعر يقل عن غيرها من المدن.
,ومالنا نذهب الى المدن البعيدة نستقصي اسعارها ففي بغداد الان معامل لتوليد الكهرباء في السكك الحديدية كما ان الاعظمية تجهز بالكهرباء من صاحب امتياز عراقي بسعر عشرين فلسا. ويكلف توليد الكهرباء في محطة الهنيدي 3 آنات للوحدة ومحطة الشالجية لسكك الحديد 2 آنة وكسور وفي غربي بغداد آنة واحدة وكسور. والذي يذكره المطلعون ان امانة العاصمة كلفت مهندسها الفني قبل بضع سنوات لدرس مشروع الكهرباء ، كما ان الجنرال هالموند الاختصاص الانكليزي في تقريره عن حالة السكك الحديدية العراقية وكانت النتائج التي توصيل الها قال ان سعر الوحدة الكهربائية لا يتجاوز آنتين.
وكان على الوزارة قبل اقدامها على صدم الرأي العام ووقوفها من الشركة الانكليزية موقف الدفاع ان تذكر ان الشركة طلبت ان تعفى من القيام بمد خط الترام في مشروع الامتياز وكأن الترامواي يكلف الشركة نفقات باهظة جدا، فاعفتها الحكومة في وقته من مد الترام وشرعت قانونا بتعديل الامتياز وفقا لذلك وقد نزلت في آنة واحدة من سعر الوحدة، ووعدت ان تخفض السعر اكثر متى تم المشروع. وهذا الوعد يجب ان يعتبر عهدا ملقا بالقانون يلزم الشركة بالبرية وتنفيذه.
فبعد ان يجمع اهل بغداد على المقاطعة ووجوبها ويسلم الجميع بأحقية طلبهم في تخفيض السعر اصبح من واجب الحكومة ان تبذل جهدا صحيحا في حمل الشركة على تخفيضه.
فهل ستقوم الوزارة بهذا الواجب؟


أنتهى الاقتباس

ملاحظة :- لاشك ان القارئ الكريم لهذا الكلام الصادر قبل اكثر من ثمانين عام سيدرك المستوى العالي من الوعي الاجتماعي والسياسي والشعور بالمسؤولية وعدم الوقوف اما التقصير موقف المتفرج ، وهكذا كان آباؤنا

مع تحيات معد قراءات في صحف علااقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع