أزاهير..

                                              

                         بقلم: هدى أمّون

أزاهير

اقترب اليوم المنتظر، ذكرى يوم الميلاد. والفرحة في القلب تجول بعد أن احمرّ وجهي من كثرة الحماس، وكأنّني طفلة صغيرة، تنتظر لعبة بفارغ الصبر. فحياة كل منّا عبارة عن كتاب، غلافه عبارة عن بدايته، وفحواه هو حكايته. وفي كلّ عام يتكرر غلافنا بعنوان جديد ومفاجأة سارّة؛ فيحتفل كل منّا في ذكرى مولده على طريقته الخاصّة. فأنا ،خصّيصا، أحبّ ذكرى ميلادي. فهو في نظري اليوم الأكثر تميّزا. فالكون من دوني للبعض مشكلة. لست أنانية أو مغرورة، ولكنّني أقدّر نفسي وأحبّها. ففي يوم الميلادتعيش روح ما، روح صاحبه، وأرواح ساهمت من أجل تميّز هذا اليوم ونشر السّعادة فيه. وفي كلّ يوم يتغيّر صاحب الميلاد في هذا العالم الكبير، وترتسم الِابتسامات على العديد من الوجوه. قد تبدو الأيّام للبعض كمياه راكدة أو ساكنة. القمر لا ينام، اللّيالي باردة، الغيوم داكنة. لكن، ستطلّ الأحلام بالأنوار واعدة؛ فتضيء الظّلام، واللّيالي تنجلي. فاليوم الرّابع من آذار يوم الحظّ في هذه الحياة، رمز النّقاوة، الجمال، الطّهارة والطّيبة. يوم ولدت، وحولي الوجوه المبتسمة. ففي هذا اليوم تتحقّق، وتتجدّد الأحلام. العزم ينبض في القلب، الدّمع من الفرح يسقط، وينهمر. الأمل يشرق من بين الصّخور، والفرح يضحى بالدنيا يدور، والتفاؤل يكتب نفسه بين السّطور، والحنان يضمّ أضلعي. فلم يبق أي شخص، لم يفرح معي. وشعرت همسًا خافتًا في مسمعي، همسًا يقول لي: لحسن الحظّ أنّك موجودة، لحسن الحظّ أنّك معي. فاليوم استبدلت غيم الشّتاء بشمس الصّيف. ففي ليلة مولدي تلمع نجوم السّماء. مهما غطّتها الغيوم، ستظلّ تلمع حرّة،وحبّا تحوم. وذلك البدر الجميل يضيء اللّيل بنوره الأبيض السّاطع. وأشعّة الشّمس وقت الشروق في لطف تميل. فبروعة أغنّي التفاؤل كالنّغم. وأسير، وعلى وجهي ابتسامة خفيفة. تفتّحت الزّهور من حولي، وبعطرها تنشر السّرور. تتفتّح أزهار اللّوتس والتّوليب. لؤلؤة البحر داخل المحار، طيور الرّفراف تزقزق وسط السّماء. الشّلالات وسط الأنهار، والورود البريّة النّادرة في الغابات. فالطّبيعة بأكملها تحتفل في يوم ميلادي. وفي كلّ ذكرى سنويّا خلقت أنا في هذا اليوم المميّز، وازداد تميّزًا عند سماع ضحكتي؛ فغرّدت الطّيور ترحيبًا بي، تلألأت قطرات النّدى من الفرح، فاحت رائحة الزّهور، وأعطتني عبيرها، وقد كان النّرجس على رأسها. هذا هو ميلادي العشرون. فقد حلم جزء من العمر، وولى، وما زلنا في فرحة نستقبل الآتي بكل أمل وسرور.

  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

512 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع