قراءات في صحف عراقية قديمة

                                          

                   ماجد عبد الحميد كاظم

قراءات في صحف عراقية قديمة

جريدة دجلة العدد 26 الصادرة في بغداد في 18 ذي القعدة سنة 1339 الموافق 24 تموز 1921

في حفلة الكشافة

اقيمت في يوم الجمعة في القشلة حفلة الكشافة في بغداد وقد بلغنا ان شابا اسمه محمود جلال افندي قد سقط من من الطابق الثاني الى الارض وقد اصابه اذى كبير وقد حمله الكشافة حالا واوصلوه الى المستشفى.

مضمون خطاب سعادة القائد العام في حفلة الكشافة

قد ورد الينا صورة تعريب يهذه الخطبة من سكرتيرية جمعية الكشافة في بغداد :-

لما اقيمت حفلة الكشافة السنوية في العام الماضي لم اتمكن من حضورها بسبب وظيفتي العسكرية التي دفعتني الى مغادرة بغداد في تلك آلآونة. وقد ساعدني الحظان اجيب اليوم بكل سرور دعوتكم اياي لمشاهدة احتفالكم السنوي الثالث.
ان كثير من الناس ينتقدون فن الكشافة ويعتقدون انه لافائدة من فن لايحتوي الا على الالعاب لكن الامر بخلاف ذلك.حيث ان الكشافة ليست بلعبة كما يتصور البعض بل هي ركن من اركان التربية والتعليم في يومنا هذا.ولا يتجاوز تاريخ وضعها على ما قبل عشرات السنين. وقد اتسعت نهضة الكشافة في العالم المدني اتساعا عجيبا حتى اصبحت اليوم من المستندات القويمة التي تستند عليها الامم الراقية في تربية ابنائها. اما العراق فلم يأخذ نصيبه من فوائد هذا الفن الا قبل ثلاث سنوات اي 1918 حينما ادخلت الكشافة في المدارس الرسمية في زمن الميجر بومن ناظر المعارف السابق.وقد انخرطت آنئذ في هذا السلك اكثر مدارس بغداد واخذت النهضة منذ ذلك الوقت تتقدم تقدما سريعا الى ان وصلت بفضل معاضديها من الاشراف والاعيان ومديري المدارس ومعلميها الى درجتها الحاضرة التي نشاهدها اليوم امامنا.
ان تربية الكشافة كما يعلم من له وقوف عليها ترمي الى غرس الفضائل والمزايا العالية في خلق الولد وتصبه على مساعدة غيره وتلقنه فكرة الاعتماد على النفس وتطبعه قوة الارادة والعزم وحب السعي واقتحام المشاق والخ هذا من الوجهة الادبية اما من الوجهة المادية فهي تسعي الى نمو جسم الولد نموا صحيحا حتى يصبح قويا نشيطا قادرا على مكافحة المصاعب فيستعرك الحياة.فأستشهد على صحة قولي هذا بالحادثة المؤسفة التي حدثت قبل برهة وهي سقوط احد المتفرجين من الطابق الاعلى الى الارض واصابته ببعض الجروح من جراء ذلك السقوط. ولقد شاهدنا جميعا ما ابدته الكشافة من الحنو والشفقة نحو هذا الجريح وتهافتهم الى تضميد حروحه ونقله الى المستشفى بسرعة واتقان عجيب. فأن هذا لدليل فعلي على الاعمال الحسنة التي يعملها الولد الكشاف الى المجتمع الانساني.

اني كنت عالما بوجود كشافة في بغداد حيث كنت الاقيكم تسيرون في الشوارع بجماعاتكم حاملين الاعلام وضاربين على الطبول ولاعبين في المزامير. ولكن ما كنت اعرف عن مقدرتكم وتقدمكم في هذا الفن شيئا. وقد لاقيتكم اخيرا بمناسبة قدوم سمو الامير فيصل مصطفين لأجل الاحتفال بسموه. وقد اعجبني آنئذ هندامكم ونظامكم ومنظركم على اني لم اكن عارفا بدرجة تقدمكم حتى اليوم.
ثم ان المظهر الجميل الذي ظهرت فيه الكشافة فيي احتفالهم اليوم لاريب له امر يستدل به على طاقة ابناء العراق في الاستاففادة من طرق التعليم والتربية التي تدرس في مدارسهم. فلو نظرنا الى المدة القصيرة التي عرفت فيه الكشافة في هذا القطر لاتضح ذلك لدينا جليا.
ولي الامل في ان هذه النهضة ستكلل بانجاح تام في المستقبل وستنشر في اصقاع العراق بلا استثناء وهنا اود ان استلفت انظاركم الى نقطتين هما من اهم مظاهر هذا الاحتفال. فالاولى هي عدم اشتراك البريطانيين هذه السنة في مشارفة وتنظيم الاحتفال السنوي بعكس ما كان في الاحتفالات السنوية الماضية. والثانية قيام الموظفين الاهليين وحدهم بجميع التمارين.
ففه
فعلي ان ابدي بهذه المناسبة الشكر المفروض للذوات الذين لم يألوا جهدا في سبيل تقدم الكشافة في هذا القطر. فأخص منهم بالذكر حضرة المستر لاينل سمث ناظر معارف العراق لقيامه بمواصلة العمل الذي شرع به سلفه ونهجه على منهجه.

وفي الوقت نفسه اعرب عن تشكراتي القلبية الى حضرات محمد جميل افندي الراوي ناظر الرياضة البدنية والالعاب ومحمد نجيب افندي الراوي معلم الكشافة في مدرسة البارودية ويوسف بك سكرتير جمعية كشافة بغداد عن خدماتهم الجليلة التي قاموا بها نحو تقدم النهضة بمساعدة مديري المدارس ومعلمي كشافتها ورؤساء فرق الكشافة وقواد قطعاتها فأني اشكر هؤلاء جميعا لوصولهم الى هذه النتيجة الحسنة.

واختتم كلامي هذا آملا لجميعكم جسن التوفيق وعسى ان نرى في آت قريب ارسال بعض البعثات الخاصة بتمارين الرياضة البدنية الى انكلترا ليشتركوا هناك بمسابقات الملاكمة والمصارعة والخ مع ابناء الانكليز.

  

لابد ان اقتباس الموضوع هذا يعطي القارئ الكريم فكرة وصورة عن الحراك الاجتماعي والمساعي التي كانت تبذل من اجل بناء العراق الجديد والاسلوب الذي كانت تتبعه ادارة الاحتلال وعلاقتها مع الادارات العراقية المختلفة .

مع تحيات معد - قراءات في صحف عراقية قديمة-

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1393 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع