هل نحتفل بعيد الحب؟

                                               

                         طارق رؤوف محمود

هل نحتفل بعيد الحب؟

بعد تحرير ارض العراق من التنظيم الإرهابي داعش على يد قواتنا المسلحة البطلة، تلاشا الخوف من ضياع العراق وبدأ شعبنا يحلم بمستقبل أفضل بعد تأكيد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الحفاظ على وحدة العراق والقضاء على الفساد والمفسدين ،والتفرغ لبناء العراق، وإعادة النازحين الى مناطقهم المحررة، والسيطرة على السلاح وحصره بيد الدولة فقط ، ومن خلال شاشات التلفاز لوحظ ان عدد من النازحين عادوا ومنهم إخوتنا المسيحين الذين تمكنوا من ترميم وفتح بعض الكنائس وأداء الصلاة فيها وكان هذا أمرا مشجعا لعودة الاخرين. 

أن شعبنا الذي أنهكته المآسي والويلات بحاجة ماسة للاستقرار والهدوء ولإزاحة الغم والهم الذي توطن في النفوس خلال السنين الأخيرة ،ويقتضي منا جميعا اشاعة روح التسامح ورفض اليأس والإحباط ولكي نوفر مثل هذه الفرصة نحتاج لقطرات من الحب الصادق بين أبناء شعبنا تروي قلوبنا، ولجرعة من الاخلاق والتسامح تلون أيامنا، وابتسامة تبعث فينا التفائل والامل وتذهب الهموم والاحزان عنا ، وكلما نتسامح نوقظ السعادة من سباتها، والحب والسلام مكملان لبعضهما وهما سمة المتفائلين ورمز العطاء، والمحبين ميالين نحو الخير لخلو مشاعرهم من الحقد والضغينة. دعونا ننسى جراحنا مؤقتا، ونبث أناشيد الحياة والسلام، وننثر الزهور والمحبة والوئام على قلوب شعبنا المظلوم كي تزدهر الحياة من جديد.
علينا ان نتجاوز كل اشكال التخلف والحقد العنصري والطائفي ونفضح الفاسدين ودعاة العنف أصحاب القلوب المتحجرة والتي لا تعرف الحب ابدا؟
لنشارك شعوب العالم بالاحتفال بعيد الحب حيث تحتفل معظمها بهذه الذكرى خاصة في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية، ففي هذا اليوم يعبر فيه المحبون عن حبهم، بإرسال التهاني بواسطة البطاقات المطبوعة والملونة، أو إرسال زهور أو حلوى.
لا بد ان نذكر ان قرية ( بالتسان ) في جزيرة مالطا تحتفل كل عام بهذه المناسبة لأنه المكان الذي يقال إن رفات القديس (فالنتين) قد وجدت فيه ويشاركهم في ذلك الكاثوليك المحافظون من جميع إنحاء العالم.
ويقول البعض إن هذا اليوم فرصة ثمينة للعشاق يعبرون فيها عن مكامن عواطفهم الإنسانية وآخرين يطالبون بإلغائه لأنه يوم للعشيقة.. ويرد عليهم المحتفلون بان هناك أنواع للحب، منها حب الوطن والحبيبة والابوين والاخوة والأصدقاء واحاسيس أخرى كثيرة للحب ويتمنون إن تكون السنة كلها عيد حتى لا يوجد مكان للكرة، ويقولون يكفي إن معظم الناس في العالم قد اختارت يوما للمحبين.
رغم ما يواجه هذا العيد من انتقادات ومعارضة يزداد الاحتفال بعيد الحب الغربي انتشارا في العالم العربي، حيث ازدانت مراكز التسوق الفخمة في بعض الدول العربية بأنواع الهدايا والحلويات والورود ذات اللون الأحمر، والكثير من الشباب في العالم متحفز لهذه المناسبة ليفرغ الكثير من همومه ويلطف عواطفه عندما يدلي الحب بأغصانه وضلاله الجميلة عليه، ويتسلل بعواطف نبيلة ومشاعر ود باقية، ليست عبث أو تسليه، لتنسيه ماسي الحروب والإرهاب والكره الذي يجتاح العالم.
اذن ليحتفل العالم (ونحن معه على طريقتنا الخاصة) نحو الحب والسلام ونبذ الكراهية والعنف أينما كان وفي أي يوم حل، لقد وهب الله الإنسان حب كل شيء جميل في الحياة.
عسى إن يستقر الحب في قلب كل ظالم وحاقد وفاسد ليطهره ويذكره بالقلوب الحزينة من أبناء شعبنا العراقي والعربي المهجرين والنازحين والذين غرقوا في البحار والأرامل واليتامى والمفقودين.
كيف نمتص حزن هؤلاء ، وننصت لهمومهم لأنهم لا يعرفون أي معنى للفرح ولا للعيد بعد ما لبسهم الظلم. وقسوة الانسان وهمجيته
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع