لاجئات.. لا سبايا

                                         

أقاويل كثيرة تتزايد هذه الأيام عن حملات تنشط باتجاه مخيمات اللاجئين في كل الدول التي لجأ إليها السوريون (الأردن، لبنان، تركيا، الجزائر) هرباً من آلة القتل والعنف في أرضهم. لكن الحملات الآنفة الذكر ليست بهدف المساعدة، ولا من أجل ايواء المحتاجين، ولا لتقديم العون، بل هي حملات ذكورية استغلالية قبيحة، غلافها الستر وباطنها النخاسة المقنعة بعناوين فضفاضة، مثل الزواج الشرعي ورفع المعاناة.

هكذا يتراكض «المجاهدون» لنصرة الشعب السوري، بسبي نسائه تحت ستار الزواج من فتيات سوريات، بعضهن قاصرات، بمهور بخسة تدفع للأب المكلوم الذي لا يملك قوت أطفاله، فيزوج ابنته طمعا بالستر. وبالفعل قام عدد من الرجال (من جنسيات مختلفة)، بالزواج من عدة فتيات سوريات، ولم يكن عند الأهل خيار سوى الرضا بهكذا زواج، غافلين عن مصير بناتهم المحتوم بين ايدي تجار الجنس.

وقد أطلق ناشطون سوريون حملة على فيسبوك بعنوان «لاجئات لا سبايا»، بهدف التوعية بشأن عروض الزواج التي تتكاثر على اللاجئات السوريات، محذرين من عواقبها كامتهان لقيمة الفتاة واستغلال ظرفها لزواج مؤقت، الغرض منه الاشباع الجنسي فقط.

يحدثني أحد المسؤولين عن تلك الحملة أن أحدهم تقدم للزواج من فتاة نازحة، وبعد أسابيع راح يبيعها لأصدقائه ومعارفه، الى ان هربت الصبية والتجأت إلى عائلة قامت بنجدتها.

وفتاة اخرى ذات أربعة عشر ربيعا تكالب عليها «الخطاب» بعد ان سرت اشاعة في القرية التي لجأت إليها مع عائلتها أنه «بشوية ضغط على أبوها ممكن تاخد البنت بـ 200 دينار»، الى ان اضطر الأب إلى أن يطرد كل من يقترب من بيته.

ان ما يحدث اليوم ليس جديدا على ساحة «الجهاد» الاسلامي، فلقد حدث من قبل للبوسنيات والعراقيات ولغيرهن من بنات البلاد المنكوبة، بعد أن خرجت فتاوى (حسب المقاس) لتحليل تلك العمليات «الخيرية»، بل والدفع بها.

وقد سمعنا وقرأنا عن تلك الزيجات ومخارجها عندما انفض الازواج (الفضلاء) عن زوجاتهم، بعد ان شبعوا منهن، مخلفين وراءهم أطفالا لا يعلم بحالهم الا خالقهم.

كأن ما حصل للسوريين من قتل وذبح وتهجير وتشريد لم يكن كافياً، ليأتي جهابذة «الستر» ويستغلوا ضعفهم وحاجتهم لسرقة بناتهم تحت شعار الزواج. أما الذين يتبجحون بنصرتهم للشعب السوري (بهذه الطريقة) مدعين شرعية الموضوع، وانهم يسعون لرفع المعاناة عن السوريات (على سنة الله ورسوله)، نقول ان هذا زواج استغلال واكراه لا يقره دين ولا عرف. ثم، أين انتم من معاناة نساء الدول الاخرى المنكوبة؟ ولماذا لم يكن جهادكم ونصرتكم الا عبر أجساد السوريات؟

ان كنتم ترغبون حقاً بنصرة الشعب السوري فقفوا معه بقلوبكم واموالكم.. أعينوه على ما يواجهه يوميا، أمنوا له الملاجئ الآمنة، والمدارس لأبنائه، والحليب لأطفاله. هكذا تنالون شكر العبد والرب.

وليكن في علمكم .. لن نسمح للسوريات أن يهربن من أنياب الذئاب ليقعن في حضن الضباع..!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع