عام مضى وعام مقبل

                                           

                          هشام الهاشمي

عام مضى وعام مقبل

ها هو عام 2017 على وشك الرحيل ، وقد حصل فيه ماحصل من أحداث ومواقف منها ما هو صحيح ومنها ما هو غير ذلك ، منها ما هو مفرح ومنها ما هو محزن ، مفرح أن العراق على وشك التخلص من آفة العصر الداعشية التي عاثت بالأرض فسادا، وحزن أن هناك الكثير ممن راح ضحية هذه الآفة عن قصد أو من غير قصد ! مر العام بالكثير من الندم والتغاضي، والمشاكل والتجاهل وتهميش وإقصاء للآخرين حتى بات نسيجنا الإجتماعي ممزقاً كما أراد له الأعداء. مر عام أو على وشك، وقد أخذ مني أحبة واصحاب ، وقرب لي الكثير من الأغراب . مر عام تعرفت فيه على حقيقة بعض البشر النقية ، كما كشف لي معادن البعض الآخر. وفاجأني بسقوط أقنعة من كانوا يدعون الإخلاص للبلد ، وعلمني أن من لا يراني بعز ، لا اراه بإجلال . عام مضى علمني أن الحب أخلاق فضيلة قبل أن يكون مشاعر رذيلة ، وأن الإحترام لبني البشر هو أساس أي تعامل إنساني مهما كان نوعه، فالعواطف إذا غالت في مداها أصبح صاحبها إنسان مغفل . وكذلك تعلمت من ذلك العام أن الحجر الذي لا يسد طريقي لا أوليه أهمية . وعلمني أن لا أحكم على سلوك صديق قبل أن أجربه عند الحاجة وبالذات عند السفر سوية . وعلمني أن الضربة التي التي لا تميتك، تقويك ، وأن الطيبة خطيئة في بعض الأحيان، وأن القلوب النقية البيضاء في هذا الزمن أصبحت نادرة جداً. هكذا مر العام ، فأشكر من بقي في حياتي من دون أن تؤثر فيه رياح العواصف الجارفة ، كما اشكر كل من حفظ لي في قلبه محبة ، واشكر كل من أهداني لحظة مودة ، واشكر كل إنسان دعا لي في ظهر الغيب بالرحمة ، كما اشكر كل من تحمل سوء مزاجي في لحظة ما . وها هو عام قادم يبدو لي أنه سيكون اصعب من العام الذي سبقه لكونه سيشهد مآسي كثيرة نتيجة ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. أما إذا أردنا أن نتكلم عن عالمنا العربي، فالحديث سيطول ، فكثير من المآسي والنكبات حصلت في عام 2017 وآخرها مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، وما سيجري في العام القادم بعد إنتفاضة الشعب الفلسطيني الجديدة ، سيجعلنا نترحم على ما شهده العام الماضي إن لم يتحرك الضمير العربي وينتفض ليجد حلاً لقضية القدس وغيرها . أقول هذا ، وأرجو لكم جميعاً عاماً جديداً يمن الله علينا فيه بالخير والسلام والأمن والبركة. 

أخوكم المحب/ هشام الهاشمي

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع