طيف يطل من السّماء

رسلان عامر

طيف يطل من السّماء

*

- نحن هنا..

والعتم أطلق ناره السواء تلتهم الأفقْ!
ورمادها يغشى المسالك والطرقْ!
وأمامنا في العالم المنهار لا يبدو بقربنا مفترقْ!
نمضي كأنّا في متاهات صقيع يحترقْ!
ونضيع في خطواتنا..
ونتوه في أعماقنا..
والعمق حتى العمق فينا مخترقْ!
لا ندري كيف خلاصنا..
أو ندري أين المنعتقْ!

- لكننا..
ما زال فينا حبنا..
يذكي وجيب قلوبنا..
يضوي مآقي عيوننا..
يحيي زهور نفوسنا!
لكننا..
نحن معاً..
رغم المآسي.. والرزايا.. والمحنْ!
ما زال فينا قوّة تغيّر الزمنْ!
وتخصب الرمالْ..
وتصنع المحالْ!

- وهناك في المدى..
في العالم الممتد بين الحلم والأملْ..
في مسرح النظرْ..
في منجلى البصرْ..
في مركب الخيالْ!
في رحلة الوجدانْ..
والشّوق للوصالْ!
هناك طيفكِ..
يطلّ مزهرا..
في زرقة السماءْ..
في خضرة الحقولْ..
في الزّهر والنّدى!
وعطركِ..
عبيره يكلّل الأجواءْ!
وصوتكِ..
رنيمه يموج في الأنحاءْ!
وحبّك ِ..
يصير في جنانيَ..
الإيقاع والصدى!

- فتقدّمي..
وأنشدي في معبد الإنسان ميمور الربيعْ!
وتبسّمي..
بسماتكِ صور من البعد الألوهي البديعْ!
ذاك الّذي نحياه في أرواحنا..
عند التقاء ذواتنا..
وسموّها في سدرة الحب الرفيعْ!

- هي ذي هنا..
أنفاسك مازال نغم أريجها مترددا عبر العصورْ..
هي ذي هنا..
في كل نجم لامعٍ..
في كل صبحٍ مشرقٍ..
في كل نبع دافقٍ..
في جوقة الأطيار.. في عرس الزهورْ!

- وهنا المدى..
سيظلّ فيكِ عامرا..
والخصب من إنجيلكِ..
متدفـّقا..
لا حدّ فيه للثراءْ!
ورُواؤكِ..
سيظلّ دوما نابضا..
ويدقّ أجراس الرّجاءِْ!
وعلى دروب مدينتي..
سأظلّ أكتب عهدكِ..
متجدّدا كالفجر من دون انتهاءْ!
وأظلّ أومن أنّنا..
في حبّنا..
لحن يطلّ من السماءْ!

- وغدا..
وإن بان المدى مثل سراب محترقْ..
سنقوم مثل مسيحنا..
والحب فينا ينطلقْ!
هذا الظلام بأرضنا..
سيحال فجرا منبثقْ!
والنبض في أرواحنا..
عشتار فيه تنعتقْ!

*
1-11- 2017
شهبا

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع