"هزة في أرض العراق،، لا تقضي على الفاسدين "

                                           

                           هشام الهاشمي

"هزة في أرض العراق،، لا تقضي على الفاسدين "

بسم الله الرحمن الرحيم "واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان" صدق الله العظيم.

قد يظن البعض بأن سأتحدث هنا عن واحد من الأفلام الهندية ، لكن حديثي ليس بهذا القصد .. نحن الان بصدد حكاية واقعية حدثت في قرية (نرجستان ) احدى القرى الايرانية النائية والبعيدة عن المدينة .. حكايتنا حدثت قبل عصر التكنلوجيا الحديثة بعشرات السنين يوم كانت الرسائل هي الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين البشر ونقل اخبار الناس بين كل ارجاء المعمورة ..في مكتب البريد كل الرسائل كانت تفرز وترسل الى عناوينها باستثناء رسالة واحدة فقد احتارت في امرها عاملة البريد لأن عنوانها غريب وهي معنونة (الى الله الواحد الاحد ) وهنا اضطرت تلك العاملة الى فتحها ومعرفة مضمونها لكنها تفاجئت بموضوعها ولم تتمالك نفسها حتى اجهشت بالبكاء فانتبه اليها كل العاملين في البريد وحين سمع المدير بذلك طلب منها ان تحضر امامه ومعها تلك الرسالة لفك شفرتها ومعرفة مضمونها . وهاهي الرسالة الان بين يدي المدير حيث فتحها وراح يقرا ماكتب فيها لكل العاملين .. وقبل ان نفتح الرسالة ونقراها تعالو اصدقائي لنرجع الى اصل الحكاية ..كان الموسم شتاء ونديف الثلج يغطي كل اشجار القرية في منظر طبيعي رائع (الصبي محسن ذات العشر سنوات مع اخته الصغيرة معصومة ) كانا يعيشان ضمن عائلة صغيرة متكونه من الام والاب في قرية نائية . كانت عائلة صغيرة وفقيرة معدمة تعتاش على صيد الطيور وتربية الدواجن وبيع الاسماك والبيض . بمرور الايام تصاب الام بمرض خبيث وتتدهور صحتها بشكل مفاجئ وهاهي بين الحياة والموت مما يضطر الاب الى ترك القرية والذهاب الى المدينة عسى ان يجمع بعض المال من معارفه واصدقائه اللازم لاجراء العملية في المستشفى لزوجته لكنه خرج ولم يعد ؟؟ ولم يبقى لتلك الام سوى ان تذرف الدموع وهي تنظر الى طفليها خوفا ان تفارق الحياة وتتركهما وحيدين يكابدان قساوة وشظف العيش .. لكن الطفلين حاولا بكل الطرق ان ينقذا والدتهما حتى جائتهم فكرة كتابة تلك الرسالة وليعنونوها الى الله الواحد الاحد بعد ان نفذت عندهما كل الحلول .. وها هي الرسالة وقعت كما ذكرنا بيد مدير البريد ..اذن دعونا نفتحها ونقراها سوية: ((سلام ياالله ... انا اسمي محسن واختي اسمها معصومة . امنا مريضة وحالتها سيئة جدا لابد لها من الذهاب الى المستشفى لاجراء عملية لها كما قال الاطباء . لذا قصد ابي الى المدينة بحثا عن صديق يقرضه بعض المال لاجراء العملية . لكنه ذهب ولم يعد !! قالت جدتي لنا ان الله يستطيع ان يفعل كل شئ وانه يشفي المرضى والان انا واختي معصومة نكتب لك هذه الرسالة كي تاتي الى بيتنا او ترسل اي احد لياخذ امنا الى المستشفى .. انت حنون جدا يالله وتحب الاطفال ونحن نحبك كثيرا وانا واختي لانعرف غيرك احد كي يساعدنا .. سنقف انا واختي معصومة كل يوم عند مدخل قريتنا نرجستان وننتظرك ... هذه رسالتنا اليك وفي الختام سلام)) ... التوقيع محسن واخته معصومة.

وبعد أن قراها المدير أزاح النظارة عن عينه وقال مخاطبا عمال البريد بنبرة حزينة 

"في الحقيقة ..لم اشعر بوجود الله بشكل جلي وواضح كما اللحظة .. لم اكن اعلم ان الله قريب منا الى هذا الحد !! كي يرينا من خلال لسان طفلين بريئين كل عظمته وجلاله !"
وهنا قرر العاملون بالاجماع ان يجمعوا فيما بينهم ذلك المبلغ المطلوب لاجراء تلك العملية لوالدة الطفلين ودفع كل تكاليف المستشفى.

ان المغزى الذي أردت إيصاله هو ان تلك الرسالة التي رفعها الطفلين الصغيرين الى الله كانا من خلالها واقعيين وموضوعيين بعد ان نفذت كل السبل امامهما من اجل ان تعيش امهما وينقذونها من براثن المرض والموت!! ولكن ان ننتظر هزة ارضية كما عبر عنها البعض ليعاقب الله من خلالها الظالمين والفاسدين فتلك هي الطامة الكبرى !! طيب ماذنب الناس البقية من الطيبين الصادقين ، ألم تشملهم بالعقاب تلك الهزة الارضية ؟؟ في تقديري ان المبالغة في الروحانية هي من تحط من الدين باعتباره قيمة سماوية عظمى سيما وان الله اكد في كتابه ..ان ليس للمؤمن سوى عمله وقل اعملوا وسيرى الله عملكم، وهو القائل أيضاً : "ولا تزر وازرة وزر أخرى" . فالقضاء على الفاسدين لايتم بالدعاء والاراتيل بل بالعمل ثم العمل. ولكن دعوني هنا أستبق سطوراً قبل النهاية لأختم الموضوع لكم .. لايغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. وقبل ان تعلقوا مشكورين، تذكروا أحبتي ان لله في خلقه شؤون.
هشام الهاشمي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع