أين مصر من مواجهة المخطط الايراني؟!

                                        

                   منى سالم الجبوري

أين مصر من مواجهة المخطط الايراني؟!

الصاروخ الحوثي "الايراني"، الذي ضرب جدة، طرح العديد من الاسئلة، من ضمنها؛ الى متى السکوت و الصمت على التطاول الايراني؟ هل العرب ينتظرون أن تطل إيران على البحر الاحمر کما أطلت على البحر المتوسط؟ غير إن السٶال الاکبر و الاهم هو: أين مصر من مواجهة المخطط الايراني؟ 

اللعب الايراني في أکثر من ساحة عربية و الطموحات التي لاتخفيها طهران للإمتداد الى عواصم أخرى، يزداد سخونة مع إرتفاع وتيرة قرع واشنطن لطبول التصعيد ضدها والتي بدأت تطال أجهزة و مراکز حساسة بحيث يمکن القول بإنه بمثابة الامساك من موضع الالم، ومن دون شك فإن إيران تعمل على رفع مستوى إستعدادها للمواجهة خارج حدودها و تحديدا في البلدان التي تقع تحت هيمنتها، والذي يمکن الإشارة إليه هو إن طهران قد إستعجلت المواجهة عندما أطلقت صاروخها بيد حلفائها الحوثيين على جدة، والذي يبدو واضحا بأنها تريد الإيحاء بإن المواجهة ستبدأ من خلال ضرب السعودية و دول الخليج، وفي هذا الخضم، فإن الانظار تتجه بشکل خاص نحو مصر التي دائما حرصت على التأکيد بأن الامن القومي العربي شأن يعنيها عموما وإن أمن السعودية و بلدان الخليج من ضمن أولوياتها، فهل ستتحرك مصر بوجه الاخطبوط الايراني الذي إمتد بصورة أو أخرى حتى الى مصر نفسها؟
الدور المصري الذي صار مفقودا على الصعيد العربي بعد أحداث الربيع العربي، لکنه آخذ في إستعادة عافيته رويدا رويدا خصوصا وإنه ومنذ تراجع الدور المصري عربيا حدثت الکثير من التطورات السلبية وتم إستغلال غيابها من جانب إيران بصورة غير عادية و من جانب ترکيا الى حد ما، رغم إن هناك فرق کبير و شاسع بين نوايا الدولتين فالاولى تقوم ببسط نفوذها في ظل مشروعها المشبوه أما الثانية فإن هدفها يميل و يٶکد أکثر على الجانب الاقتصادي مع إهتمامه بالجانب الامني مع بعض الدول کالعراق و سوريا بسبب العامل الکردي.
مصر التي کانت دائما تنسق سياساتها طبقا لما يتفق و يتلائم مع متطلبات الامن القومي العربي، وکانت تعتبر ذلك بمثابة حجر الزاوية في سياساتها کما عودت کافة الدول العربية، فإنها مطالبة بأن تتحرك الان تحديدا، ذلك إن الصاروخ الايراني الذي ضرب جدة، قد غير الکثير من الامور، بحيث يمکن القول إنه قد صار بمثابة الفيصل بين مرحلتين، ولاسيما وإن هناك العديد من التقارير التي أکدت على إن طهران أرسلت صواريخ جديدة لحلفائها الحوثيين في اليمن، ولايوجد شك من إن مصر تتدارس حاليا الوسائل و السبل الکفيلة بالرد على طهران و لجم تحدياتها و تهديداتها السافرة للأمن القومي العربي.
الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر، والذي سيشهد طرح العديد من الامور و القضايا المتعلقة بإيران، ولاسيما ملف مجزرة صيف عام 1988، التي أعدمت فيها السلطات الايرانية 30 ألف سجين سياسي إيراني، وبموجب ماقد ذکرته منظمة العفو الدولية و تقارير أخرى لمقررين للأمم المتحدة، فإن هذه المجزرة تحمل کل شروط و مواصفات الجريمة ضد الانسانية، وإن التحرك على هذا الملف و الذي من الممکن جدا إصدار قرار بشأنه يتضمن إدانة إيران و المطالبة بتشکيل هيئة دولية للتحقيق في الجريمة، وقد يکون إنجاح صدور مثل هذا القرار بمثابة صاروخ سياسي موجه للنظام في إيران بحيث يمکن رٶية تأثيراتها و تداعياتها سريعا على الشارع الايراني، وهذه الخطوة ستمهد تلقائيا ولأسباب متباينة لخطوات أخرى تسير کلها بإتجاه تحديد و تحجيم الدور الايراني ليس في المنطقة فقط وانما حتى في إيران ذاتها!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

857 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع