زهرة من دون رفقة لماذا يجب أن تکون هناك کوردستان مستقلة؟

                                                 

                          د.نامو عزيز*
زهرة من دون رفقة
لماذا يجب أن تکون هناك کوردستان مستقلة؟

"غادر وطنك و هاجر، لم يعد من مکان لك هنا"، هکذا کانت نصيحة أمي، بعد أن توفي أبي في سجن عراقي و تم إعدام أخي في سجن أبو غريب الشهير في بغداد.
في اواخت الثمانينيات جعل صدام حسين من إبادة الشعب الکوردي برنامجا رئيسيا له و قصف مدننا. فصب على رٶوسنا في حلبجة الغازات الکيمياوية. کل العالم غض النظر عن تلك الجريمة.
اليوم بعد ثلاثين عاما، رغم إن قتل الکورد بصورة أخرى، لکن لايزال الشعب الکوردي مبعثرا على عدة بلدان في المنطقة نظير ترکيا، سوريا، إيران و العراق. الکورد في شمال العراق لديهم نوع من الحرية، أي لديهم شبه إستقلال، اليوم ليس سهلا الامر کما کان في المرات السابقة، لکي يجري في صمت إبادة جماعية من أجل القضاء عليهم.
العالم کله على إطلاع بمصيرهم. الجنود الکورد، البيشمرکة، صاروا اليوم أيقونة التبجيل للنضال ضد الارهاب الاسلامي.
يسعى الکورد في شمال العراق في 25 من أيلول، أن يجرون إستفتاءا. يريدون أن يقرروا فيما إذا کان ممکنا جعل کوردستان شبه المستقلة، کوردستان مستقلة بصورة کاملة. أکثر من ثلاثين مليون کوردي في سائر أرجاء العالم ينتظرون بفرح غامر ذلك الموعد.
بإطمئنان راسخ، فإن کورد شمال العراق يعلنون قرار إستقلال أول بلد کوردستاني. من دون شك فإن أنظمة بغداد، طهران، دمشق و أنقرة، يرفضون إستقلال کوردستان النهائي. أردوغان يرى في إستفتاء کوردستان"خاطئ و ذو تهديد" على المنطقة. ترکيا مستعدة تحارب من أجل وحدة التراب العراقي. قادة النظام الايراني يرون بأن کوردستان مستقلة بمثابة"اسرائيل جديدة"لهم. من دون شك فإن النظام العراقي الذي له علاقة فريدة من نوعها مع طهران، يقف ضد کوردستان مستقلة. نظام الاسد و داعش، ليسوا مع إستقلال کوردستان أيضا ولاحاجة للکلام عن ذلك.
أحمد أبو الغيط، الامين العام للجامعة العربية من جانبه بدأ بالعمل من أجل إيقاف ذلك الاستفتاء. عدا هٶلاء، فإن قناة الجزيرة القطرية شرعت بخداع المسلمين بإسم الله ضد ذلك الاستفتاء. کل هٶلاء بالنسبة لي ککوردي، ليس بشئ جديد. لکن الامر المثير للحيرة و الصدمة، هو موقف البلدان الاوربية تجاه إستفتاء کورد شمال العراق کما إن واشنطن و برلين و بروکسل ليسوا مع الاستفتاء. وزير الخارجية الامريکي ريکس تيلرسون، طلب من الکورد أن يٶجلوا إستفتائهم الى مستقبل بعيد. وزراء خارجية الاتحاد الاوربي ينصحون الکرد بأن لايقدمون على"خطوة إنفرادية". وزير الخارجية الالماني، سيغمار غابريل، ينبه الکورد بأن لايجعلوا من الاجماع الذي لديهم مع العالم"بسهولة في موضع خوف" بسبب هذا الاستفتاء. الاجماع الذي يتحدث غابريل بشأنه هو إن الغرب يدرب و يسلح الکورد من أجل محاربة داعش. من دون شك فإن الغرب لايقدم على هذا العمل لأنه يعطف علينا، هم يبادرون بتقديم هذه المساعدة من أجل مصالحهم. ليضع الغرب نصب عينه بأن الکورد لوحدهم قد جعلوا من منطقتهم هدفا لحقد الارهابيين.
واضح بأن الغرب يحب الکورد بقدر تحقيق رغباتهم. لکن لو کان ذلك الاجماع للدفاع عن القومية الکوردية و تحقيق حلم الاستقلال الکوردي، فإن الکورد سيخسرون الاجماع الاوربي.
أين هي ثمار الوعود الغربية للکورد، آخر وعد لهم کان إتفاقية سيفر، في تلك الاتفاقية أي في 1920، کان يجب أن تصبح کوردستان أيضا مستقلة.
الحجج و المعاذير السياسية لأوربا و أمريکا اليوم بالشکل التالي: دولة کوردستان، من الممکن"بدون سبب"تزعزع استقرار المنطقة. هذا ال"بدون سبب"هم بالنسبة لي ليس إلا مثير للسخرية و مجرد نفاق و ليس أکثر من ذلك. ماهو قصدکم عندما تقولون" بدون سبب"؟ هذا المطلب هو للشعب الکوردي و مرتبط بحق تقرير مصير الشعوب. أليس الاوربيين و الامريکيين بأنفسهم شهود على إبادة الکورد؟ إذن ماهو قصدکم عندما تقولون"عدم الاستقرار"؟ وهل بقي أي إستقرار في الشرق الاوسط؟ بالعکس من ذلك، ترکيا تتجه يوما بعد يوم نحو الدکتاتورية. النظام الشيعي العراقي في بغداد يرقص على أنغام المزمار الايراني، إيران التي تسعر نار الحرب في سوريا و تساند الارهاب. الاوربيون يريدون الالتفاف على مصير الکورد من أجل علاقاتهم مع هذه الانظمة، فقط إسرائيل تساند الحلم الکوردي. لماذ؟ لأن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل قد فهم بأنه ستصبح کوردستان في الشرق الاوسط البلد الديمقراطي الوحيد، بلد سيادة القانون و حقوق الانسان بتلك المعايير التي تضعها أوربا حاليا. فقط لاتجد في المناطق الکوردية العراقية و السورية الارهاب و و الترويع و الابادة العرقية بإسم الله.
في حکومة و برلمان الکورد في اربيل، للشيعة و السنة و العرب، الترکمان المسيحيين، الايزديين، والاطرف الاخرى يوجد لهم ممثل ولهم صوتهم.
يعيش اليوم 1،5 مليون نازح من مناطق العراق و سوريا في کوردستان. بطلب من العرب العراقيين أنفسهم، يقوم بيشمرکة کوردستان بالمحافظة على السلام بين الشيعة و السنة في العاصمة بغداد. لأوربا إحترامها و إيمانها بالنموذج الکوردي. في أربيل التي أعيش فيها شخصيا، عشرات المنظمات  و الشرکات و مقرات المخابرات الاوربية ولهم مقراتهم في کوردستان و يشعرون بالطمأنينة.
قبل ثلاثين عاما لجأت الى المانيا، ومنحوني الحق في أن أجلب أمي من کوردستان الى جنبي. المانيا إعترفت بسوء طالعي و طالع أمي، لکن سوء طالع الکورد لايزال باق على حاله ومن الممکن أن يفتح هذا الاستفتاء بابا عليهم لکي يعيشوا للأبد بسعادة و حرية. لکن حلمهم من دون تإييد الغرب سيصبح هدفا لذلك الامل الذي لايمکن تحطيمه من قبل أحد و سيبقى للأبد.
صحفي الماني من أصل کوردي يکتب للصحافة الالمانية و له کتب عديدة باللغة الالمانية تتناول الشأن الکوردي.
المقالة منشورة في صحيفة"ديتسايت"الاسبوعة الالمانية وقد تم ترجمتها من الالمانية.
ترجمتها عن الالمانية: هاوين جاف.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

703 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع