فرصة قد لاتعوض

                                                       

                               حسيب الصالحي

فرصة قد لاتعوض

ينتظر خلال الاشهر القادمة عقد إجتماعات في جنيف و نيويورك بشأن البت في القضايا المتعلقة بحقوق الانسان، حيث سيعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف جلساته من 11 أيلول الى 29 أيلول، کما سيتم عقد إجتماع الجمعية العامة للأمم من 12 أيلول الى منتصف ديسمبر/کانون الاول القادم، ومن المٶمل أن يتم خلال هذين الاجتماعين ملف حقوق الانسان في إيران و الانتهاکات الواسعة الحاصلة فيه، وهو ملف تتحرج منه إيران کثيرا و ترفض الاعتراف به على الرغم من إن کل الادلة و المٶشرات و المعطيات ضدها.
هذان الاجتماعان اللذان يتزامنان مع أوضاع إستثنائية غير مسبوقة بالنسبة لإيران سواءا داخليا أم خارجيا، فهي تواجه أوضاعا أقل مايقال عنها وخيمة في الداخل و متردية و آخذة في التراجع في الخارج، وهذا مايثير الکثير من القلق و الخوف في طهران، إذ قلما تزامن تطابق عاملي الضغط الداخلي مع الخارجي بهذه الصورة، وهو مايعني أنها"أي إيران"، قد صارت أمام مفترق خطير جدا قد يتداعى عنه تطورات لايمکن أن يحمد عقباها بالنسبة لها، وإن إثارة ملف إنتهاکات حقوق الانسان في هذا الوقت و السعي لربط العامل الخارجي بالداخلي، قد يکون من شأنه تقديم خدمة کبرى ليس للشعب الايراني فقط وانما لشعوب المنطقة أيضا.
إلقاء نظرة سريعة على مجموعة تطورات سياسية إيرانية جرت خلال الاشهر الاخيرة والتي تعطي الواحدة تلو الاخرى ماهو أبلغ من إشارة و تعبير على إن الامور تسير بسياق خارج سيطرة ليس الحکومة الايرانية وحدها فقط وانما المرشد الاعلى للنظام، إذ إن قيام الاخير بترشيح إبراهيم رئيسي کمرشح للإنتخابات الرئاسية الاخيرة و الهزيمة التي ألحقت به، کانت أکثر من إشارة تحد من جانب الشعب الايراني لرفض وصاية الاخير عليه بموجب دستور نظام ولاية الفقيه المعمول به في إيران، کما وإن سحب ترشيح مصطفى محمدي بور لترشيحه لوزارة العدل في الحکومة الجديدة لروحاني بضغط شعبي متصاعد ضده لماضيه الدموي ضد الشعب الايراني، کان هو الآخر له دلاته و معناه، لکن الاهم من ذلك هو إن الذي يجمع الاثنين معا هو کونهما عضوين في لجنة الموت التي نفذت أحکام الاعدام بحق 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988، والملفت للنظر إن روحاني بنفسه قد ألمح خلال حملته من أجل الانتخاب لدورة رئاسية ثانية الى ماضي غريمه رئيسي، والانکى من ذلك کله إن کل هذا کان يجري في وقت کانت زعيمة المعارضة الايرانية تقود حملة المقاضاة التي کما أسلفنا وجدت لها قاعدة شعبية داخلية من خلال الحراك الشعبي الذي أجبر على إقصاء کل من رئيسي و محمدي بور عن ماکان يريدان تحقيقه.
ملف مجزرة عام 1988، المطروح الان بقوة داخل و خارج إيران، والذي هو بمثابة جريمة ضد الانسانية کما أکدت منظمة العفو الدولية، من الضروري و المهم جدا أن تبادر دول المنطقة للعمل من أجل إدراجه في جنيف و نيويورك ضد طهران کوثيقة رسمية، لأنه سيکون کفيلا بإحداث زلزال داخلي في إيران طالما تمنته دول و شعوب المنطقة للخلاص من النظام الحاکم في إيران وإننا نرى بأن هناك فرصة لايمکن تعويضها متاحة لدول المنطقة في جنيف و نيويورك، فهل سيتم إستثمارهما و جعلهما عامل قوة لصالح الشعب الايراني و دول المنطقة معا؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

789 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع