حلاق المنطقة ؛ طبيبها المعالج ومقر حكومتها المحلية

                                                  

                           عبد الكريم إبراهيم

حلاق المنطقة ؛ طبيبها المعالج ومقر حكومتها المحلية

يتذكر الحلاق " أبو حسن" ذو الخامسة والسبعين عاماً كيف كان أطفال محلته " الشواكة " يفر من بين يديه أو عنده رؤيته في الطريق ، ليس لكونه يقوم بقص شعورهم كل شهر ، بل لأنه قام بختان اغلبهم . ويضف " أبو حسن "  " كان الحلاق فيما مضى يمارس مهن متعددة تضاف إلى كونه حلاق المنطقة ، فهو يقلع الأسنان  ،ويداوي بعض الجروح ويختن الأولاد ". ربما يكون المقص هو الجامع المشترك بين هذه المهن .من جانبه يقول الحلاق المتقاعد مراد وهاب(74) عاماً  من أهالي منطقة "علاوي الحلة"  في جانب الكرخ  بغداد  " هناك مواصفات يمتع بها الحلاق حتى وقت قريب كالهدوء والمجاملة المبالغة وسعة الصدر والقدرة على سرد الحكايات لتسلية الزبون " . بسبب قلة الوعي الطبي وضعف القدرة الشرائية لدى الناس في ذلك الوقت يلجأ إلى الحلاق لقلع أسنانهم ، ويضيف وهاب " قلع الأسنان وختان الأطفال هي من الأشياء المكملة التي يقوم بها حلاق المحلة وأحياناً بدون مقابل مادي " ويذكر الحاج مراد أن صالونه كان مكاناً لمناقشة الأمور الاجتماعية والسياسية وأخبار المحلة  ، وكان يفضل بعض الأحيان الابتعاد عن الموضوعات السياسية كما يقول " الحديث عن مثل هذه الأمور طريقها معروف ، وسبقت أن جربت السجن في زمن عارف نتيجة جرة لسان نقلها احدهم إلى السلطات الأمنية " . إما حلاق اليوم فيتخلف بطريقة تفكره حتى أدواته التي يستخدمها . الحلاق الشاب علي ناصر من مدينة الصدر(28) عاماً ، يقول " اعمل على تزين صالوني بصور الفنانين تماشياً مع الموضة " ويضف " اختلاف صالونات الحلاقة اليوم عن ذي قبل من ناحية الديكور والأدوات ولعل التطور التكنلوجي لعب دوراً في تغير المعادلة عن السابق " . اليوم تلفزيون بلازما كبير الحجم وسلبت ومرايا متعددة  فضلاً عن صور تسريحات الشعر والعطور الشامبوات والدهون وجدران ملونة ،هذا ما قاله الحلاق سعد نجم من أهالي بغداد الجديدة( 35) عاماً " صالون الحلاقة في السابق كان عبارة عن كرسي وقنفة خشبية وراديو معلق في احد الزوايا  مع لبس الصدرية البيضاء " . إما أحاديث زبائن الحلاق فتكاد هي نفسها في السابق السياسة وأخبار المنطقة مع سيطرة تامة لمعرفة ومناقشة الأخبار الرياضية حيث يحتدم الصراع بين مشجعي برشلونة وريال مدريد كما يقول الحلاق حسام الكناني من منطقة الشعب(31) عاماً " النقاشات الرياضية هي السائدة وأحيانا تصل إلى الحدية بين مشجعي ريال مدريد وبرشلونة ،وأنا أحاول تهدئة الأمور للحيلولة دون حدوث مشاجرات تسبب في تخريب ديكور الصالون " . يقول الحلاق مهدي عبد الأمير من أهالي مدينة الصدر(37) عاماً  " الثرثرة و ختان الأولاد وقلع الأسنان أصبحت من حكايات الماضي " . وبهذا اختفت الصورة النمطية عن الحلاق مع وجود قواسم مشركة مع الماضي بفضل الحلاقين الشباب الذين كانوا أكثر تماشياً مع الواقع ومتغيراته .         

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

775 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع