تخبط في طهران

                                                    

                              سعاد عزيز

تخبط في طهران

طهران أمام موقف قد لاتحسد عليه، ذلك إنها وبعد أن عاشت فترة ذهبية لم تحلم بها في عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، فإنها اليوم تعاني کثيرا من الادارة الامريکية الجديدة التي مستمرة بتشديد الخناق عليها من مختلف الاوجه، ولعل تبني مجلسي النواب و الشيوخ لمشروع قانون العقوبات الامريکية الجديدة ضد إيران و الذي أحدث ضجة في طهران بتعرضه للحرس الثوري على الرغم من التحذيرات الايرانية الموجهة لواشنطن بهذا الصدد.
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تمادت کثيرا و بالغت في غطرستها و جنون عظمتها و لم تستمع او تصغي لمنطق العقل و الحکمة أبدا طوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف، وبعد أن إستنفذ المجتمع الدولي مختلف الخيارات المطروحة أمامه للتعامل و التعاطي معها لحل الإشکالات العالقة"الکثيرة"معه و على رأسها برنامجه النووي المشبوه، لم يجد أمامه"أي المجتمع الدولي" من طريق سوى اللجوء الى اسلوب العقوبات الدولية و إجبار طهران على الانصياع و الخضوع للمطالب الدولية و تنفيذها، علما بأن الملفت للنظر إن العقوبات صارت تتلاحق بعد الاتفاق النووي وهو مايعني بأن الاتفاق لم يحقق أهدافه و غاياته لحد الان بل وحتى يمکن القول من إنه قد صار على کف عفريت.
التشديد و التضييق على طهران من جانب المجتمع الدولي، تشاء الاقدار أن يصادف مع مرحلة تعاني فيه من کم کبير من المشاکل و الازمات الحادة على مختلف الاصعدة خصوصا على الصعيد الداخلي حيث يزداد الرفض الشعبي للسياسات المتبعة و تتسع الهوة بين النظام و بين الشعب بحيث أن العديد من القادة و المسٶولين الايرانيين باتوا يتخوفون من هذه المسألة و يطالبون بإيجاد حل مناسب لها قبل أن تتفاقم الامور و تصل الى نقطة اللاعودة، لکن، وفي ظل تفعيل هذه العقوبات الامريکية الاخيرة التي هي نوعية لأنها قد شملت ولأول مرة الحرس الثوري، فإن خيارات إيران المتاحة لحل و معالجة الاوضاع الاقتصادية الداخلية ستکون قليلة جدا بل وحتى تقترب من حافة المستحيل، والذي يدفع للإعتقاد بأن خيارات النظام ستضييق و تضييق أکثر فأکثر هو العزم و التصميم الدوليين على المضي قدما في هذه السياسة الجديدة، وان التأکيدات الامريکية المختلفة توضح بأن طهران ليس في طريقها لمواجهة خريف صعب وانما شتاء قارص جدا خصوصا وإن هذا القرار قد الابواب على مصاريعها أمام مطلب حيوي و حساس آخر هو إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وهو مطلب تدعو إليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ أعوام عديدة وبالاخص بعد خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب، وهو أمر يحمل الکثير من الدلالات، خصوصا إذا ماعلمنا بأن إدراج منظمة مجاهدي خلق في اواسط العقد التاسع من الالفية الماضية ضمن قائمة الارهاب، قد تم بناءا على صفقة سياسية بين طهران و واشنطن على أمل إعادة تأهيل إيران، ويبدو اليوم إن الحرس الثوري الايراني الذي ترتاب منه دول المنطقة و العالم، يقف قاب قوسين أو أدنى من الادراج ضمن قائمة الارهاب الدولية، ولو حدث ذلك"وهو إحتمال قائم بقوة"، فإن درجة التخبط في طهران ستصل الى مستوى من صار أمام العاصفة العاتية وهو في العراء.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع