أليس هذا بکاف لإعلان الفشل؟

                                                             

                                     سعاد عزيز

أليس هذا بکاف لإعلان الفشل؟

قبل أکثر من سنة و عندما کنت أتابع الندوات التي تقيمها المقاومة الايرانية عبر شبکة الانترنت بخصوص مختلف الامور و القضايا المتعلقة بالشأن الايراني، أذهلني خبر ورد في إحداها بشأن وجود 11 مليون عائلة مدمنة على المواد المخدرة في إيران، وبداية لم أستوعب الامر، وظننته خبرا مفبرکا أو مسيسا لأهداف معينة، وعندما تتبعت الخبر بطرق مختلفة، توصلت الى مايمکن وصفه بأرضية تسمح ببروز هکذا خبر، غير إنني بقيت رغم ذلك أشعر بشئ من التحفظ ازاءه، إذ کيف يعقل لنظام يطبق المفاهيم و القيم الدينية على سجيتها من أن يکون هناك هکذا رقم مرعب من العائلات  المدمنة وليس الاشخاص في ظله؟
منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل أکثر من 38 عاما، وهناك حربا أعلنتها هذه الجمهورية ضد المخدرات و المتاجرين بها، وهناك إعدامات متصاعدة لاتکاد أن تنقطع أو تهبط مستوياتها للمتاجرين بالمواد المخدرة، والذي کان يلفت النظر أکثر، هو إن السلطات الايرانية کانت تتفاخر بتجربتها في مجال مکافحة المخدرات و کذلك في مجال معالجة الادمان و کانت تدعو دول المنطقة و العالم للإستفادة منها، لکن الذي جرى وبعد أکثر من 38 عاما، هو ذلك الخبر المذهل الذي أعلنه النائب الايراني، حسن نوروزي، المتحدث بإسم اللجنة القضائية في البرلمان الايراني، عندما أعلن بأن هناك مشروع قانون لتوزيع المخدرات على المدمنين ضمن قسائم حکومية.
هذا النائب الذي برر سن هذا القانون"الغريب"، بأنه يأتي ضمن السياسات العامة للنظام الايراني لضرورة قطع العلاقة بين المدمنين و المهربين، مضيفا بأن الحکومة الايرانية ستوفر المخدرات الرقيقة للمدمنين لکي يتمکنوا من ترك الادمان تدريجيا، وبدل التوجه نحو مهربي المخدرات فإنهم سيتجهون نحو الحکومة و يحصلون على المخدرات بطرق رسمية!!
هذا الخبر، الذي يأتي بعد 38 عاما من حرب طاحنة أعلنتها السلطات الايرانية ضد ترويج المواد المخدرة و التجارة بها و الادمان عليها، يمکن حمله و تفسيره على أکثر من محمل، لکن الذي لابد من التأکيد عليه و لفت النظر إليه هو إن أي محمل من هذا المحامل لن تکون لصالح السلطات الايرانية، بل وإن هناك أکثر من علامة إستفهام و تعجب على ماقد جرى خلال الاعوام ال38 المنصرمة، ذلك إن هذا الخبر يٶکد حقيقتين صادمتين هما: فشل السلطات الايرانية في حربها ضد تجارة المواد المخدرة، و فشلها الذريع أيضا في مجال الحد من الادمان و معالجته.
الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و المعيشية الوخيمة في إيران و الاعترافات الرسمية بوجود ملايين تعيش تحت خط الفقر و ملايين أخرى تعاني من المجاعة، ناهيك عن أرقام مرعبة عن البطالة و التضخم و التفکك الاسري و الجريمة و غيرها من الحالات السلبية، تجعلنا أمام سٶال کبير هو: مالذي حققته الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب الايراني طوال ال38 عاما المنصرمة؟ والسٶال الاهم من ذلك هو: أليس هذا بکاف لإعلان فشل نظام أم ماذا؟!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

588 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع