المسرحية

                                               

                   بقلم : جابر رسول الجابري

 المسرحية

بعد سقوط دولة الخرافة والإرهاب في الموصل أو ما يسمى بدولة داعش هبت جميع حكومات الدول تصرخ وتستنكر بصوت عال ( لا للإرهاب) بل حتى وسائل إعلام الدول الراعية للفتنة والتي كانت طرفا فيها راحت تتغنى بشعار( لابد من القضاء على الإرهاب ) , سنين عجاف مرت والإرهاب والدمار والتدمير والخراب والتخريب كل تلك المسميات كانت تقبع في أحضان الوطن الممزق وتزرع الموت في ربوعه , سنين تم فيها سحق وتهجير أجيال لم تقترف ذنبا ولا إلاً سوى إنها ولدت على تلك البقعة من الأرض وورثت عن بيئتها عقيدتها , زمن مرّ وكأنه كان مذبحا لنصب قدمت فيه الطفولة وكل القيم الإنسانية والوطنية كقرابين عليه , ذلك النصب هو الديمقراطية الوهمية التي تسنمتها العمامة جهلا لتمتطي بها عملية سياسية مريضة والتي أدى فشلها الى دفع المجتمع نحو هاوية التخلف والإنهيار مثلها مثل أختها دولة الخرافة , عملية سياسية تتخبط بين طرقات دستور متخلف محاصصي طائفي عنصري هدفه التخريب والسرقة , عملية سياسية طبلت لها ثلل من رعاع ولصوص وجواسيس وقسم من متسولي دول المهجر اللذين فقدوا إنتمائهم لشعبهم ومن الحاقدين عليهم بقصد السرقة والإنتقام , أولئك هم العلق الذي لا دأب له إلا إمتصاص دماء الشعب وأكل السحت الحرام بمباركة عمامة الشيطان , أربعة عشر سنة مرت والعالم كان فيها صامتا أزاء الكوارث والتفجيرات والهرج والمرج الذي طال كل أطياف الشعب فسالت الدماء وحل الخراب , كل تلك السنين التي مورست فيها كل أنواع الإنتهاكات لمعنى الدين والطفولة والإنسانية لم يندى يوما لها جبين حكومات العالم المتحضر الذي يدعي أنه يحمل على أكتافه سمة الإنسانية , بل لم تسقط فيها قطرة حياء وخجل من جبين حكومات الدول الإسلامية أو العربية.

لكنها وفجأة بلا سابق إنذار هب الكل يصرخ في وقت واحد مستنكرا الإرهاب , ولكن بعدما حل بالوطن خراب ليصبح أرضا قفراء مفتح الأبواب , في هذا الزمن فقط لبدت العمامة ومعها فتنتها خلف أسوار الصمت الحذر بعد أن كانت تحث جهرا وجهارا على ممارسة رذيلة الجهاد ضد الإنسانية ومعنى حب الوطن , ولعل القاريء الكريم سيقف متسائلا .

1- هل هذه حقا صحوة ضمير دولية ؟؟؟....2- هل هي سياسة مخابراتية ... إصنع عدوا وهميا ثم قاتله لتنتصر من أجل تحقيق أهداف مرسومة ؟؟؟ 3- أم أن القناع قد سقط وإنكشفت الغمامة فهب المجرم يستنكر الجريمة ليضل الآخرين داعيا ويلا وثبورا على الإرهاب ؟؟؟

4- أم أن المقصود بالإرهاب هو الشعب العراقي المغلوب على أمره !!!

5- أهو فاصل إستراحة أسدل فيه الستار في مسرحية فتوهجت أنوار الصالة فلذلك هب المشاهدون صراخا وتصفيقا كي يستمرعرض الجزء التالي من المسرحية .

المملكة المتحدة

التاسع عشر من تموز 2017

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

940 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع