الصورة الفضيحة

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 24 حزيران/يونيو 2017 07:43

كتب بواسطة: منى سالم الجبوري

                         منى سالم الجبوري

الصورة الفضيحة

مخطئ و ساذج تماما من يعتقد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ينظر الى العراق و الدول الاخرى الدائرة في فلکه"الاسود" على إنها دول مستقلة صاحب سيادة وطنية، وانما تعامل و يتعامل معها على إنها نظم سياسية تابعة و خاضعة له من کل الاوجه، وإذا ماکانت الدول الاستعمارية أيام إنتدابها لدول في المنطقة تقوم برفع أعلام هذه الدول الى جانب أعلامها عند زيارة مسٶول من هذه الدول لها، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد سلب هذا الحق من العراق، وذلك واضح من الزيارة الاخير لحيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي لطهران حيث جمعته صورة الى جانب المرشد الاعلى للنظام خامنئي وهما يجلسان تحت ظلال علم النظام و صورة مٶسسه الخميني فقط.
هذه الصورة الفضيحة التي تأتي دليلا جديدا على مدى إستخفاف و إستهانة هذا النظام بالعراق و سيادته و إستقلاله وهو مايبين و بحق و حقيقة أن النظام الايراني يتعامل مع العبادي الذي هو رمز للعراق و شعبه کموظف في ديوان المرشد الاعلى برتبة رئيس وزراء!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أرهق العراق و شعبه بتدخلاته السافرة و الصلفة في معظم شٶونه، يبدو إنه لم يکتفي بذلك وانما تمادى الى الحد الذي يحذف فيه إستقلال و سيادة العراق و يتعامل بهذه الصورة الوقحة و غير المٶدبة على وجه الاطلاق مع رمز العراق الذي للأسف تضاءل بحيث لم يکن و لن يکون حتى في مستوى و حجم شخص کنوري السعيد رئيس الوزراء العراقي أيام العهد الملکي و الذي طالما فرض إحترام سيادة و إستقلال العراق على بريطانيا و غيرها، لکن االعبادي کما يظهر في الصورة يبدو فرحا و جذلا بالجلوس الى جانب المرشد الاعلى وکأنه مرشد الشعب العراقي و حاکم العراق المطلق.
ليس العيب في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و في اسلوب تعامله و تعاطيه مع المسٶولين العراقيين طالما إرتضى هٶلاء و قبلوا بهذا الاسلوب"الوضيع"، فهم يثبتون يوما بعد يوم ليس تبعيتهم بل وحتى عمالتهم المفرطة لهذا النظام وإن مراجعة واقع العلاقات السياسية الاقتصادية الثقافية القائمة بين عراق(الساسة الانبطاحيين أمام طهران) و النظام الايراني تٶکد و تثبت بأن کافة إمکانيات العراق في خدمة هذا النظام وليس هذا فقط وانما العراق قد صار مجرد صفر على يسار هذا النظام.