انشطارات وانكسارات

                                     

                هناء الداغستاني

كل شيء بدأ ينشطر بدءا من السياسيين في الحزب او الكتلة الواحدة الى النقابات والاتحادات الى العوائل واصبح هذا الانشطار يهدد كل شيء جميل ومتماسك من سنين طويلة ولم نعد نعرف ماذا يحصل ولماذا؟هل عجزنا ان نعيش او نتعايش معا؟انا واثقة ان الاكثرية ستقول..

لقد كنا جميعا نعيش سوية ونحتضن بعضنا البعض ونقف معا في اصعب المواقف وكان يسود الحب والاحترام جميع طبقات المجتمع..اذن ماالذي تغير واصبحنا لانتحمل وجودنا مع بعضنا واتجهنا الى خلق كتل وكتل لتحارب احداهما الاخرى باسم تصحيح المسار حتى وصل الامر الى العائلة الواحدة لتنشطر وتبني لها بيتا مستقلا بعد ان تستقطع لها جزءا من البيت الكبير وهكذا دواليك كي تعيش في بيت صغير جدا..انها امور مخيفة وتؤدي الى انكسارات مرعبة لزيادة الطلب على الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات المتعثرة اصلا..والاهم من هذا كله..ماالذي جعلنا لانتحمل واحدنا الاخر وهل هناك صعوبة كبيرة تمنعنا من التواصل والتعايش ولماذا كل هذه العلاقات المبنية على المصالح التي بدأت تدمر العلاقات الوطيدة التي كانت تربطنا ونرى الناس التي ترفض هذه الامور وكأنها تائهة لاتعرف ماذا تفعل وتحن الى الماضي وهي تتذكر كيف كان الجيران وكأنهم اخوة اعزاء وكيف كانت علاقاتهم مع زملائهم في المدرسة والجامعة والوظيفة جميلة ورائعة,والمضحك المبكي ان الذي يشجع على الانشطار يقول ان هذه هي الشفافية؟؟؟؟ترى هل يعرف معناها قبل ان يتكلم عنها؟والخوف من هذا كله ان يأتي يوم وتنتهي هذه العلاقات الطيبة التي زرعها الاجداد وعملوا المستحيل من اجل ادامتها فهل سيكون دور الاحفاد في قتلها بدم بارد؟لاتقولوا لي انه الماضي وانتهى..ارجوكم لاتقولوا ذلك لان الحاضر والمستقبل يجب ان يستند وبقوة على الماضي المليء حبا واخوة وعطاء لاننا نعيش في بلد واحد رائع بكل مافيه,وهذا لايعني اني ارفض التقدم والاستقلالية ولكن لكل شيء حدود وعلينا ان نقف امام الانشطار المؤدي الى الانكسار وكأنه خلية سرطانية تقتل الانسان شيئا فشيئا الى ان يموت وفي احيان كثيرة دون ان يعرف ان السرطان قد توغل بجسمه بحيث تصعب السيطرة عليه وهذا مايفعله البعض بالتعنت بارائه ومحاولة تنفيذ مايراه صحيحا بغض النظر عن المساوىء التي تنتج عن ذلك وياريت نعود الى اواصر الاخوة والجيرة والزمالة المبنية على اسس صحيحة ونظيفة ونحن قادرون على ذلك ولااخفيكم سرا فانا احن بشكل مؤلم الى الامن والامان في دربونتي التي عشت فيها اجمل ايام حياتي وعلاقاتي مع الناس التي كنت احبها وتحبني واساعدها وتساعدني واذوب حبا وعشقا بكل ذرة تراب من بلدي الذي اراه ينشطر وينشطر ولا احد يوقف هذا الانشطار مع علمي اننا قادرون على ذلك من خلال نكران الذات وحب الناس الموصول بحب العائلة وضرورة التعايش ومواجهة المشاكل والمعوقات التي تواجهها بالتكاتف والمحبة لا بالانشطار والانكسار اللذين سيؤديان الى الهلاك وتمزيق المجتمع..بسم الرحمن الرحيم..ولاتلقوا بايديكم الى التهلكة..صدق الله العظيم,وليتعلم اطفالنا مامعنى العائلة الكبيرة ومامعنى الاخوة والتعايش ونكران الذات والاهم من هذا كله الحب الذي يجب ان يسود مع العدالة والمساواة والتوازن الاجتماعي فالبناء الاجتماعي يبدأ من العائلة الصغيرة لتجتمع وتكون العائلة الكبيرة الا وهي المجتمع

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

482 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع