العنف

                                                   

                            طارق رؤوف محمود

العنف

العنف سلوك وفعل أنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية ،صادر من طرف قد يكون فردا او جماعة أو دولة وموجه ضد الآخرين بهدف إخضاعهم واستغلال القوة غير المتكافئة ..الأمر الذي يتسبب في إحداث إضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة او طبقة اجتماعية أو دولة أخرى ..وكثيرا ما يصدر العنف عن بعض إفراد السلطة  من خلال انتهاك حقوق الإنسان وممارسة أنواع التعذيب  المخالف لكل  القواعد  القانونية ،وعلى يد مكلفين حكوميين لا يملكون أي فهم تربوي أو علمي ، واخرين من عصابات الجريمة المنظمة  والميليشيات وبالتأكيد هؤلاء جهلة  وفاشلون  لأنهم  لا يفهمون منطق الحياة ولا  فرضية التطور وليس لهم  مصلحة بالدفاع عن الوطن ، لكن هناك أيضا عنف جماعي خطير تقوم به مجموعة بشرية أو ميليشيات  بسبب عرقي أو طائفي أو عنصري أو ثقافي أو مادي ضد إفراد ومجموعات، وهذا النوع من العنف سبب الكوارث والويلات لكثير من شعوب العالم ..وقد تكبد  شعبنا من العنف أكثر من إي   شعب في العالم   (( السؤال هنا   لماذا العنف يسكن بلادنا))   عدد من المختصين ينسب  هذا العنف إلى رواسب المنهج الهمجي  الذي مر على تاريخ العراق في بعض الحقب ،وما زال عالق في أذهان وسلوكيات البعض وهم مستمرون بالتعاطي بأسلوب عنف جديد  هو أصلا امتداد لمأساة عنف قديم يختلف عن السابق باستخدام الوسائل والطرق الحديثة الفاعلة بإيذاء البشر ومسخ إنسانيتهم  .
إلا أن نضال شعوب العالم ضد العنف والظلم قد حال دون التستر على صانعيه من خلال الرفض والاحتجاج والاستعانة بالمنظمات الدولية الإنسانية إذ استجابت الأمم المتحدة بإصدار قرارات رافضة لكل أساليب العنف، والتمسك بحقوق الإنسان وكرامته وهنا لعب الإعلام ومنظمات المجتمع المدني دورا كبيرا بفضح كل مسببي العنف ..ونعود  للسؤال  هل فعلا أن  بعض الإحداث التي مرت بتاريخنا  هي سبب فعلي   وامتداد عالق في أذهان وسلوكيات  البعض ؟  نعم هو سبب متأصل في أذهان البعض الذي يعيش في زمان غابر رحل وليس زماننا هذا، وليس هو قاعدة عامه.
نحن في زمن ارتياد الفضاء والتطور العلمي الهائل والتشريعات الدولية حول حقوق الانسان، وانشطة منظمات السلام وغيرها كلها سعت لرفاهية الإنسان واحترام كرامته، وليس من العدل إن تسيل دماء أبنائنا انهارا على مر الزمن وبلدنا صاحب أقدم الحضارات. صح أن العراق مر بفترات عنف دامية وكوارث على امتداد تاريخه، لكنه الان يمر بأكثر العنف دمويتا من خلال إرهاب داعش الذي زهق أرواح الاف من مواطنينا، ودمر مدننا وحضارتنا كما فعل الغزاة سابقا. بالإضافة الى الاعمال الاجرامية للعصابات والمليشيات الدخلة من خارج العراق التي قتلت وخطفت وعبثت بكل شيء                                             
  لكن هل نستنتج بعد هذا إن العنف الذي حل بالعراق ومزق شعبه امتداد لتاريخنا. لوحده فقط؟ لا   نعتقد، إن الأمر مبالغ فيه لاعتبارات عدة   أهمها إن الإنسان في هذا الزمن غير الإنسان الذي عاش قبل مئات أو ألاف السنين، الإنسان يعيش منذ القرن الماضي بسعة الذهن من خلال القفزة الهائلة بالعلوم والتكنولوجيا وما وفرته له من وسائل بحث واطلاع – فهل يعقل إن نجد أحد ممن نال العلم والمعرفة يقوم بتنفيذ إعمال لها صلة بالجريمة والعنف والإرهاب بنفسه لا أبدا إلا الشواذ علينا إن نتمعن أكثر، أن نعرف لمصلحة من تأجيج العنف بين شعب مسالم وموحد؟ وعلينا إن نبحث عن المنفذ ومن وراءه المحرض سنجد أن هناك جهات أجنبية أنفقت ملايين الدولارات بواسطة تجار الجريمة من اجل إشعال نار الفتنة والثأر والانتقام بوسائل عنف مختلفة هيئتها لأناس سذج بسطاء من ذوي الحاجة أغرتهم بالمادة، وأشخاص آخرون لا يملكون الشرف والوطنية ممن امتهن العنف والإجرام والسرقة وتصدر الموقف  يذبح البشر امامه دون تأنيب ضمير .
كلنا ندرك هذه الحقيقة، والمتابعون لأحداث العراق منذ اكثر من عشر سنوات سيجدون بالتأكيد هناك منهاج معد لخلق مشاكل مصطنعة بالتتابع واحدة بعد أخرى لأشغال الشعب وجعله منهمكا فيها دون فسح المجال له لمعرفة الحقيقة والواقع وفي كل تعويق ومشكلة ترافقها اعمال عنف وخطف، وينشط تجار الجريمة والمنحرفون صناع الطائفية وسراق المال العام ومطايا الدول الأجنبية، لتنفيذ ما اوكل لهم من الدول الحاقدة على العراق ابعد هذا يا اخي المواطن نلهو بكلمة هذا سني وذاك شيعي وهذا مسيحي وهذا كردي .
 أذن متى ندرك الحقيقة ونثأر لكرامتنا و وطنيتنا التي شوهها العنصريون والطائفيون وبائعي الوطن متى نعمل سويتا كشعب وحكومة لإبعاد خطر العنف والتخلف والجريمة عنا، وتحقيق الأمان والاستقرار والازدهار لبلدنا، الا يستحق شعبنا ذلك؟
 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

642 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع