دائما داخل الاشياء حقائق تختلف عن خارجها

                                               

                                 فلاح ميرزا


 دائما داخل الاشياء حقائق تختلف عن خارجها

افتقرت الاحزاب السياسية فى منطقة الشرق الاوسط الى القراءات الاستراتجية التى وضعتها الاجهزة البحثية والاستخباراتية الغربية لحقيقة اوضاع المنطقة وما تخفيه القوى ذات المشاريع بعيدة المدى التى تريد بها الهيمنه على مقدراتها المادية والتاريخية وثرواتها من النفط والغاز, لذلك لم يصعب عليها التخلص من كياناتها بمجرد ان اتيحت لها الفرصة التى رسمتها لتلك الاحزاب فى توريطها فى اهداف موهومة الغاية منها اسقاطها فى الفخ الذى وضع لها فالشعارات التى تنادى بها دائما هى ,هي لكن المبررات هى التى تختلف وتتلون لانها مخلوقات صياغية واللغة بائعة هوى توهم الاخرين بالمتعة واللذة وتحتال على فهمنا وتجنده لمصلحة الاقوى فى الحضور فقط وليس لانها ادخلت المجتمعات الانسانية معادلات معقدة للخير والشروالسلام والارهاب فاختلط بذلك الحابل بالنابل وفسدت قواعد التاهيل ولوت اعناق قراءة وشواهد قاعدة المنقول والمعقول بل انها ادخلت المنطقة الى ثقافة الصراع واثبتت بان العلم والحضارة غير قادرين على تهذيب النفس الانسانية من انانية السيطرة واستعباد الاخرالضعيف انها ازمة احساس بالتفوق لاتقتصر على الافراد بل امتدت الى جماعات والى الامم والحضارات فما تلبث الانتقائية الا ان تضيق وتتدور لترى الاشياء بعين واحدة وحينها ترى نصف الحقيقة ونصف المنطق ونصف الضوء لذلك فان الشر ليس له معنى منفرد ولا صورة احادية لكن مصدره واحد هم الضعفاء  لذلك لابد من تطهير العالم من مصدر الشر هذه هى معايير التقويم التى تصاغ من وجهة نظر خاصة تختل بها تقدير وتزيف ميزان الموضوعية  ليظل مؤشر الترجيح للاقوى فالحق مع الاقوى والقانون مع الاقوى وحتى التاريخ مع الاقوى , هكذا هى امريكا دائما تجيد تمثيل دور الضحية والجلاد معا والا ماهو سبب حربها فى افغانستان والعراق وهل يجوز لانسان مثل هذا السؤال ؟ وما مدى مدى جدية هكذا سؤال يتيح لنا التمتع بخيال التاويل والتحليل ويوسع احتمالات الوقوع فى الخطا  ويتفق الكثير من المحللين ان الذى يختفى وراء تلك الحرب سببان هما النفط والحلم بعودة المسيح ففى دراسة نشرتها مجلة فورتشون بتاريخ 1979 بعنوان التدخل السريع فى منابع النفط جاء فيها  بان كل من جورج براون وزير الدفاع الامريكى وبرجنسى مسؤول الامن القومى فى عهد الرئيس جيمى كارتر حول استخدام القوات العسكرية  الامريكية لحماية مصالحنا فى الخليج, ان الرؤوساء االامريكان رونالد ريكن وجميى كارتر وبوش الاب من الذين قد ترسخت فى عقولهم افكار القساوسة رجال الدين الذين جعلوهم يستمعون لما يقولوه من التنبؤات التوراتية حول خطورة منطقة الشرق الاوسط على امريكا كما لوحوا لهم بكرههم للدين الاسلامي لانه يبعث عن الشر حسب قناعتهم وفى فتره بوش الابن الذى تحول من  مدمن على الخمر وتعاطى الكوكائين الى رجل مؤمن بما يقوله هؤلاء وعلى راسهم القس المتطرف بيلي كرهام وجعل منه انسان يكره الاسلام وان المسيحية ستنتصر فى النهاية حسب تفكيره وفى عهد الرئيس بوش الاب سن قانون الامن القومى26 جاء فيه ان الحصول على نفط الخليج وحماية الاصدقاء في المنطقة جزء من الامن القومي     ان جنون العظمة عندما تصيب المنتصرون فى الحروب تكسبهم احيانا الغباء والتقدير الخاطىء للحسابات وقراءة الامور وفق منحى ثابت فى حين ان السياسة تظل دائما في خانة الاستثناءات التى لاتخضع للقواعد الذهنية او للمنطق الثابت لانها لعبة تعتمد على لا  ولااءت دائمة ولا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وان اية تجاوز لهذا المنطق هو ضرب من الجنون وان مما لاشك فيه ان القادة العرب ومنهم الرئيس صدام راهنوا على حصان خاسر بظنهم ان امريكا والغرب سيقفون الى جانبه  اثناء ضمه الكويت الى العراق كما فعلوا فى حربه السابقة هذه الذهنية هى التى اوقعت الثعلب فى فخ المزارع الذى لا يملك سوى الفخاخ لمحاربة عدوه القوى والماكر  لكن تلك امورلم يقراءها الرئيس صدام بتاني وكان الفخ جاهز لربط اقدام الثعلب وجلده لترضية حلفاء امريكا  حكام الخليج اضافة  الى ماهو مخطط لمرحلة بعيدة المدى بالنسبة للشرق الاوسط وحرب اشتعلت بسبب ذهنية مضطربة للرئيس صدام  وايمانه المطلق بعدالة قضيته وفاته ان يتذكر هورشيما وفيتنام وكانت حرب انتقامية  استخدمت فيها اسلحة محرمة فى غاية الخطورة استخدم فيها اليورانيوم المنصب بكميات كبيرة تعادل مااستخدمته الولايات المتحدة فى هوروشيما وناكازاكي بسبعة اضعاف وهو سلاح يستخدم لاول مرة لقد وصف بوش تلك الحرب وهو يسير فوق جثث موتاها ( فاتحة للنظام العالمى الجديد ودرس لتعليم السلام والديمقراطيةوحق تقرير المصير) كما ويصف جيرى سمينسن فى كتابه اقواس الهيمنة ص 56 انه اكثر المفاهيم العالمية خضوعا للتشويش النظرى واكثرها قابلية لسوء الاستعمال السياسي فهو يفتقرالى كل من التحديد او التعريف او امكانية التطبيق لقد اعتمدت وسائل الاعلام الامريكية ان تظهر بواسئلها المتنوعة حوادث وصور وافلام تستنبط من قرائتها لبعض القصص التاريخية التى هى عبارة عن تنبؤات وردت على لسان البعض قيلت قبل قرون وتعكسها بوقائع كالتى قيلت عن سقوط برجى التجارة العالمى وكونوا الصورة على اثرها بمعنى ان استراتجية التحول هى اسنراتجية مبيتة النيةعن العقل الامريكى وان تلك الصورة تفتح عهدا جديدا لطريقة التفكير فى الامور واساليب تقويمها لانها قلبت موازين المنطق فى ضرورة تكافوء قوى الصراع حيث يتقابل طرفان لم يكن من الممكن ان يتقابلامن قبل ذلك التاريخ  . دائما داخل الاشياء حقائق تختلف عن خارجها  لقد  حولت امريكا المنطقة الى قنبلة ستنفجرحينما تقرر وانها تسمح فى الخفاء لايران للدخول فى النادى النووى ليكون ذريعة لحربها انه  درس العراق  ذاته لكن طريقة اعطاء الدرس هى تختلف لان اللص لا يسرق مرتين بالطريقة ذاتها  التركيز على زرع فتيل الحرب بين الشيعة والسنة والسماح لايران بالتدخل ستظل قنبلة عندما تتفجر لن تجد سوى وجه دول الخليج ليتقاسم فيما بعد ذلك  كل من ايران وامريكا الكعكة وقد يستغرب البعض من ذلك لكن الفلم الذى اعد لهذا المشهد قد اقر ووضعت خطوطه وسيبدء فى البحرين هو نفس السيناريو الذى اعد لبرجى التجارة العالمى والعراق والمنطقة سيبدء العمل به قريبا ويخطا من يقول عكس ذلك والحليم تكفيه الاشارة وفيما يخص النفط والغاز الذى تلهث وراءه امريكا فما يزال قد الدرس وموضوع سوريا سيكون محور الشر القادم وان كمية الغاز المكتشفة هناك سيجعلها فى المرتبة الثالثة بعد روسيا وايران وان التقارير اشارت بان احدى سفن الابحاث البريطانية اكتشفت فى عام 1966 كميات مهولة من الغاز فى جبل اراتوستينس ثم  جاءت الولايات المتحدة وروسيا سنة 1977 و2003 لتؤكد ان الغاز فى شرقي المتوسط يمتدمن شواطى اللاذقية الى غربي مصر الممتد تحت مياه   المتوسط ودخلت اسرائيل على الخط رغم انها تسرق الغاز العائد الى لبنان وغزة منذ فترة ولا تعلن عن ذلك فالموضوع اذن له علاقة بحاجة الولايات المتحدة للنفط والغاز الى جانب اغراق الاسواق بالمنتجات الامريكية

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع