طموحات دبلوماسي عراقي، كما فهمت منه

                                         

                          هشام الهاشمي

طموحات دبلوماسي عراقي، كما فهمت منه

قبل التخرج من المرحلة الثانوية ، كان حلمه الأول والأخير إكمال دراسته خارج العراق . راوده هذا الحلم كثيراً وبات حديثه الأساسي مع أصدقائه وزملاء دراسته، الذين لم تقل رغبتهم عن طموحه هذا ، بشكل يومي ، لكنه لم يفصح به لوالديه وأخوته الأكبر منه سناً خشية أن يرفضوه لأن سفر الأبناء الى الخارج لفترة طويلة آنذاك قد يولّد حزناً عميقاً وخاصة لدى الوالدة التي يصعب عليها فراق ولدها وسفره الى بلد لم تعرف عنه شيئاً مما يجعلها في قلق دائم وربما يسبب لها أزمة نفسية.  وهكذا إستمر الحال حتى أنهى دراسته الثانوية بمعدل (جيد) لم يؤهله للقبول في الكليات العلمية مثل الطب والصيدلة والهندسة ، بل تم قبوله في كلية الإدارة والإقتصاد، القسم المسائي في الجامعة المستنصرية. أما بقية زملائه في الثانوية ورفاق حلمه في الدراسة خارج البلد،  فقد فشلوا في عبور إمتحان البكالوريا ولذا أعادوا دراستهم  لسنة أخرى . هم تخرجوا من الثانوية في السنة اللاحقة ، أما هو فقد تعثر في إحدى مواد الدراسة في الكلية مما إضطر لإعادة السنة الأولى في الكلية . هم جميعاً سافروا الى الخارج ، أما هو فقد بقي وحيداً، حزيناً وكئيباً ليس لديه الرغبة في إكمال دراسته بالكلية. وفي مساء يوم ما ، عاد والده من العمل وفي عينيه إبتسامة واضحة ، فقال لإبنه :  ولدي أنا أريدك أن تصبح طبيباً أو مهندساً ، ولذا قررت أن أبعثك الى الخارج مع زملائك لكي تكمل دراستك معهم في إيطاليا. فرح الأبن كثيراً ، وأكثر منه فرحت أمه التي هللت بصوت عالي مما جعل الجيران يأتون مسرعين ليعرفوا السبب في ذلك. لم تدم هذه الفرحة أكثر من يومين ، ليعود الأب من جديد ويعلنها في وسط الدار قائلاً : إبني ، إنسى موضوع الخارج وإستمر بدراستك هنا لأن صديقي أرسل أولاده للدراسة في الخارج وبقوا هناك ولم يعودوا للبلد، فأنا  أخشى أن يحصل نفس الشيء معك. بكى الولد ، وغضبت الأم قائلة : يجب أن يدرس إبني في الخارج حاله حال زملائه ، فقال الأب : أنا لن أوافق على هذا ولن اصرف على دراسته في الخارج  درهماً واحداً لو ذهب للدراسة هناك . فقالت الأم : أنا سأتكفل بمصاريف دراسته ، وسأبيع جميعي مجوهراتي لكي أسدد أقساط دراسته. تشنجت الأجواء ، وأخذ الولد يشعر أن أزمة ما ستحصل بين والديه بسببه  هو ، ولذا بادر الولد قائلاً : مثلما تريد يا والدي، وذهب مسرعاً الى غرفته  !!!  في اليوم التالي، وكان يوم جمعة، ذهب الأب وأولاده لأداء الصلاة في المسجد، وهناك إلتقى بأحد معارفه الذي إقترح عليه تعيين إبنه في إحدى دوائر الدولة كون أن دراسته في الكلية كانت مساءاً ، فحصل ذلك ، حيث تم تعيينه في إحدى الشركات التابعة لوزارة التجارة ، وبات الولد يشعر بفخر كبير لكونه أصبح موظفاً ويستلم راتباً رغم صغر سنه ،  في وقت كان البلد يعيش حالة من التقشف ، مما أنساه تطلعاته للدراسة في الخارج، وتكونت له علاقة صداقة متينة مع أحد زملائه في العمل، والذي فاجأه في يوم ما قائلاً : أتدري ؟! لقد تم نقلي الى وزارة الخارجية !!! وهنا بدأت لدى صاحبنا دوامة جديدة ربما كانت أكثر وطأة من طموح الدراسة في الخارج وحرمانه منها. إنفك صديقه من العمل للإلتحاق بوظيفته الجديدة في وزارة الخارجية، ولم يراه لمدة اسبوع كامل . بعد ذلك بيوم واحد، راجع هذا الصديق مقر الشركة لحاجة ما ، فإلتقى بصاحبنا حيث وجده كئيباً لا يقوى حتى على نطق الكلام ، فقال له : لا تحزن ، أتريد أن تنقل خدماتك الى وزارة الخارجية؟! وما أن سمعها صاحبنا، حتى تبدلت معالم حزنه وبدت عليه علامات الفرح والسرور ، فقال نعم أريد ذلك ليس لأنها وزارة الخارجية ، بل لأني أريد أن أكون الى جانبك يا صديقي في كل يوم.  لم يمض وقتاً طويلاً ، حتى أوفى الصديق بوعده ، وتم نقل خدمات صاحبنا الى وزارة الخارجية ، بقرار من مجلس قيادة الثورة عام 1976 ، بعد أن كان قد خضع الى إمتحان تحريري ومقابلة من قبل اللجنة المختصة في الوزارة، لكنه لم يلتحق بالوزارة لكونه تخرج في حزيران 1976 من الكلية وتم سوقه للخدمة الإلزامية العسكرية لمدة سنة ونصف في حينها، حتى تسرح في عام 1978 وباشر عمله في وزارة  الخارجية . ومن هنا ، بدأت رحلة التفكير بالسفر الى الخارج، حيث تذكر صاحبنا زملاء دراسته الذين سبقوه بالسفر الى الخارج ، وأخذ يحلم ويتمنى أن يعمل في الدولة التي يدرسون فيها لكي يلتقيهم ويفرح بهم ويفرحون به، إلا أن ذلك لم يحصل . وبعد سنة من مباشرته في عمله الجديد ، إلتحق بمعهد الخدمة الخارجية عام 1979 وبعد مرور سنة تخرج من المعهد بدرجة ملحق دبلوماسي تم تنسيبه للعمل في ممثلية جمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك في شهر تشرين الأول 1980 ، اي بعد بداية الحرب العراقية – الإيرانية بحوالي شهر واحد. وما أن وصل الى نيويورك بمعية ثلاثة من زملائه المتخرجين من المعهد الدبلوماسي، حتى بدأ يحاول أن يقنعهم بأن الحرب لن تطول، على أساس أن الحروب العربية لم تستمر طويلاً خاصة وأن الحرب العربية – الإسرائيلية في حينها لم تدم طويلاً.   
 هنا، وبقدر ما كانت هذه المهمة كبيرة في حجمها لدبلوماسي مبتدأ ، لكنه عزم على أن ينجح في مسعاه ، وبدأ على الفور في تطوير لغته الإنلكيزية التي يحتاجها عمله في المنظمة الدولية، بعد أن كان قد حصل على المرتبة الثانية بتخصص اللغة الإنكليزية في معهد الخدمة الخارجية.  قضى في نيويورك خمس سنوات يعمل في أروقة الأمم المتحدة ولجانها، ولم يسمع في يوم ما ولو لمرة واحدة عتاباً من مسؤوليه السفراء على تقصير في العمل ، بل العكس من ذلك ، حيث حظي بكل التشجيع والمكافآت الإدارية التي  لعبت دوراً مهماً في إندفاعه لبذل المزيد من الجهد لخدمة بلده. بعد مرور خمس سنوات، كانت بالنسبة له أحلى أيام عمره  من حيث المثابرة ومتعة الحياة بشكل عام، تم نقله الى السفارة العراقية في أنقرة في شهر تموز عام 1985 ليتولى مهام الشؤون القنصلية هناك والتي كانت تشكل ثقلاً كبيراً في عمل السفارة لضخامتها كون أن معظم الشركات التركية آنذاك ، بالإضافة الى جميع حجاج بيت الله الحرام الذين يسافرون عن طريق العراق، يراجعون القنصلية للحصول  على تأشيرات الدخول.  ولهذا ، فإذا كان العمل في نيويورك قد شغله عن التفكير في طموحاته للدراسة في الخارج وقتها ، فإن العمل في أنقرة لم يسمح له حتى للتفكير بذلك. إنتهت مهمته في أنقرة ، وتم نقله الى مقر الوزارة في بغداد، ومن ثم تسويقه فوراً  لخدمة الإحتياط ، وتنسيبه الى إحدى الجبهات الأمامية من ساحات المعارك بين العراق وإيران، ليجد نفسه بين مجموعة طيبة من الجنود لكنها غير متناسقة من حيث الأعمار والتعليم والثقافة، أحبهم وأحبوه لكون مصيرهم واحد في ذلك المكان والزمان. وهكذا إستمر الحال لحين إنتهاء الحرب ، ليتم بعدها تنسيبه كجندي إحتياط للعمل بصفة مترجم مع المراقبين الدوليين بين العراق وايران في دار الضيافة في الكوت، حيث كانت فترة جميلة جعلته ينسى هاجس الخوف الذي تملكه أيام وجوده في الجبهة الأمامية لساحة المعركة. ومن بعدها، بدأت حرب الكويت ، حيث تم تنسيبه كجندي احتياط مترجم في مديرية المدفعية في بغداد،  ولم يتم تسريحه من خدمة الإحتياط إلا بعد أن إنتهت هذه الحرب في شهر شباط 1991. ومن ثم عاد ليباشر عمله من جديد في وزارة الخارجية كدبلوماسي بدرجة سكرتير أول بعد أن كان قد إجتاز جميع متطلبات الترقية لهذه الوظيفة حتى أيام أن كان عسكري إحتياط ، حيث كان مواظباً على تأدية الإمتحانات والإختبارات اللازمة في وقتها وبنجاح. وقد أنيطت له مهمة مدير قسم المراقبين الدوليين بين العراق وايران في دائرة المنظمات والمؤتمرات الدولية في الوزارة ، وحتى شهر آذار عام 1992 ، حيث تم نقله الى السفارة العراقية في نيودلهي/ الهند ليتولى مهمة القائم بالأعمال فيها. وفي عام 1996، وبعد إنتهاء مهمته في الهند، تم نقله الى مركز الوزراة ، ونسب للعمل في دائرة المنظمات والمؤتمرات الدولية أيضاً حيث تولى مهمة مدير قسم مذكرة التفاهم بين العراق والأمم المتحدة أولاً ، ومن بعدها مدير قسم وكالات الأمم المتحدة، ولغاية شهر تشرين الثاني عام 2001 حيث تم نقله الى أوكرانيا ليكون أول رئيس بعثة عراقية بدرجة مستشار (ومقدم بدرجة وزير مفوض ) يفتتح سفارة عراقية في هذه الدولة. واستمر الحال لحين أن أرتكبت الولايات المتحدة الأمريكية عدوانها الغاشم على العراق في شهر آذار 2003 ، ومن ثم إحتلاله في 9 نيسان من نفس العام ، ومن ثم تغيير هيكل الإدارة في وزارة الخارجية العراقية لتكون في البداية مجرد لجنة من بعض الموظفين القدماء وآخرين دخيلين على الخط ، بيدها القرار الذي مكنها من الإيعاز بغلق العديد من السفارات العراقية في الخارج، ومن ضمنها السفارة العراقية في أوكرانيا وتصفية موجوداتها ونقل كوادرها الى مركز الوزارة . يقول صاحبنا ، في بداية الأمر ، بقينا في حيرة من أمرنا لم نعرف ما نفعله أو نقوم به آنذاك لأن الصورة غير واضحة وربما يصبح مصيرنا الهلاك في حال العودة الى العراق !!. بعدها ، وبعد التوكل على الله ، قرر الجميع العودة للوطن ، فبعضهم إستعجل السفر وبعضهم تأخر لبضعة أيام، ومنهم صاحبنا ، وإذا ببرقية عاجلة ترد على جهاز الفاكس الوحيد المتبقي من ممتلكات السفارة ، لتقول يلغى أمرنا بنقل صاحبنا الى مركز الوزارة ، وينسب للعمل في السفارة العراقية في موسكو ( ويعني بصفة القائم بالأعمال لأن درجته كانت الأعلى بين الموجودين هناك بعد نقل السفير منها ) . باشر صاحبنا العمل في موسكو في شهر أيلول عام 2003 ، ليرى غير ما كان يعرفه عن طبيعة العمل الدبلوماسي الذي قضاه طيلة حياته، حيث وصل الى هناك ليجد أمامه مصيبة حصلت للسفارة قبل فترة قصيرة من وصوله ، وهي أن السفارة تعرضت الى سرقة كبيرة في ليلة ظلماء ، تم على إثرها السطو على مبنى السفارة وتقييد المحاسب الذي كان يقوم بواجب الخفارة في تلك الليلة ، ومن ثم إجباره على فتح القاصة  وسرقة ما لا يقل عن أربعة ملايين دولار ، والأدهى من ذلك ، يتم إتهام موظفي السفارة بهذه السرقة من قبل السلطات الروسية المختصة ، التي طلبت من الجانب العراقي نزع الحصانة الدبلوماسية عن موظفي السفارة لكي يتم التحقيق معهم ، وقد وافق الجانب العراقي على هذا الطلب ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟)، كأول عملية امتهان وتحقير لكرامة الإنسان العراقي في ظل النظام الجديد في العراق . ويقول صاحبنا، باشرت عملي هناك على مضض ولحين شهر كانون الأول من العام 2003 حيث إتصل بي مدير وكالة نوفتستي الروسية للأنباء يطلب تصريحاً مني حول (برنامج وهدف زيارة وفد مجلس الحكم برئاسة عبد العزيز الحكيم وعضوية جلال الطالباني وآخرين الى موسكو) ، ولكوني ، حسب قول صاحبنا، لم أكن اعلم بهذه الزيارة مطلقاً بإعتباري رئيس البعثة العراقية في موسكو، رجوت من المتصل أن يمهلني ساعتين لإعداد التصريح . وخلال هاتين الساعتين تم الإتصال بوزارة الخارجية العراقية لتزويد السفارة بما لديها من معلومات عن زيارة الوفد ، وتم الاتصال بجهات أخرى لها علاقة ، ولم تحصل السفارة على أية معلومات عن الزيارة وموعد وصول الوفد وأهداف زيارته. ولذا قرر صاحبنا الاتصال بوزارة الخارجية الروسية (الدائرة المختصة) لعل لديها معلومة عن هذا الوفد ، فأجابه رئيس الدائرة بأنهم يعلمون كل شيء عن هذه الزيارة، مستغرباً من أن السفارة العراقية لا تعلم بها ، وقاتل له يمكن لك أن تحصل على كل المعلومات من شخص عراقي من اصل كردي (مقيم في موسكو) أسمه كذا وكذا ورقم هاتفه كذا وكذا. بإختصار تم استدعاء الأخ العراقي المشار اليه الى السفارة وقدم كافة المعلومات عن زيارة وفد مجلس الحكم ، حيث،  وصل في صباح اليوم التالي الى موسكو جلال الطالباني في الساعة السادسة صباحاً قادماً من تركيا ، ومن ثم وصل رئيس الوفد الحكيم وبقية أعضاء الوفد في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على متن طائرة ايرانية خاصة، وتم استقبالهم ونقلهم الى الفندق ليكون صباح اليوم التالي موعد لقائهم مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في مقر الكرملين، يقول صاحبنا، بعد كل هذا التعب والجهد من الصباح الى الصباح ، يسألني بعض أعضاء الوفد المرافق للحكيم ( يابة أنت من أي عمام ) ، فيقول قلت لهم أنا عراقي ، وأنا القائم بالأعمال ، لكنهم ألحوا علي بالسؤال لأغراض كلنا نعرفها. بعد هذه الزيارة بسبعة اشهر ، جاء وزير الخارجية العراقي / هوشيار زيباري الى موسكو في زيارة رسمية لم يتم تبليغ السفارة العراقية عنها مسبقاً. بجهده ، قام صاحبنا بالتحري عن معلومات حول موعد الزيارة ـ، وعرف  من وزارة الخارجية الروسية تفاصيل جدول أعمال الزيارة ، وأن الوزير موجود في القاهرة آنذاك ، فإتصل بالسفارة العراقية هناك وتحدث مع مدير مكتب الوزير ، الذي اصبح فيما بعد  (وزيراً للصناعة)، مستفسراً عن موعد الوصول ، ومن ثم ابلاغه ببرنامج الزيارة حسب ما قالته وزارة الخارجية الروسية، فشاط غضباً لأن أول لقاء كان سيتم في الساعة الحادية عشر صباحاً، اي بعد وصول الوفد بثلاث ساعات، فقال إذا هكذا هو جدول الأعمال ، قولوا للروس أننا لن نأتي لزيارة موسكو لأننا نصل في الساعة السابعة صباحاً ونريد أن نرتاح فليس من المعقول عقد اجتماع في الساعة الحادية عشر . يقول صاحبنا ، كان وقت هذا الإتصال في الساعة العاشرة والنصف من ليلة الجمعة ، مع من سأتصل لأبلغه ما قال مدير مكتب هوشيار ؟!! توكلت على الله واتصلت برئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  في الخارجية الروسية ، فقال : يا أستاذ الساعة متأخرة الآن ، والوزير خارج موسكو الآن ، فكيف لي أن أجيبكم ؟!! لكنه قال سأحاول ! أتصل بعد ساعة ، وقال ـ أرجو إبلاغ  السيد هوشيار أن موعد الاجتماع تغير الى الساعة الواحدة ظهرا ليكون إجتماع غداء مباشر. أبلغت مدير مكتب الوزير بهذا ، فوافق قبل حتى أن يرجع للوزير . عند هذه النقطة ، إكتشفت أن الأمور يائسة ولا يمكن لي أن استمر بالعمل مع هكذا نماذج من البشر ، وعليه ، وهذا القول كله لصاحبنا ، قررت ترك الوظيفة ، وإحالة نفسي على التقاعد ، لأتفرغ بعدها للقراءة الأدبية والثقافة والشعر ، ولكن الذي حفزني أكثر أن أكتب هو ما تعرض له بلدنا الحبيب من عدوان غاشم وإحتلال أثيم ، وما تلاه من قتل وتدمير وتهجير ، الى درجة جعلتني اشعر باليأس من المستقبل أمام هذا الإنسان الذي يقتل أخيه الإنسان ولا يخاف الله ، ولا يعلم أن هناك حساب في الآخرة أمام الله ، حتى وجدت نفسي في يوم ما ، وأنا في رحلة بالقطار ، أن أكتب ما يلي من الأبيات الشعرية لعل قارئها يتعض ويخاف الله ويحب الإنسانية : يا عاشق الدنيا تمهل لحظة  .. وأنظر لمن في القبر هاهو ساكنُ
ألهتك دنياك كثيراً ربما ... فنسيت أن تكنز ليوم ساخنُ
ألهاك جمع المال حتى تغتني .. ونسيت أن الله يغني الواهنُ
غرتك دنياك وألهاك الظنا .. لم تدري دنياك مجرد فاتنُ
لم تدري إن هي سكةً ومحطةً ..  في أي منها نازلاً متيقنُ
قد كان قبلك من هوى دنياته .. لكنه أمسى بقبر ضيق متعفنُ
لا تدري إن كنت كبيراً أم إذا .. كنت صغيراً يافعاً متحصنُ
فالموت يأتيك ولو في غفلة .. حتى وإن كنت حفيظاً محصنُ
إياك يا هذا معاصي ربك .. فأرحم، عسى الرحمن يرحم آمنُ
أخيراً ، وحسبما يقول صاحبنا، تبدأ الحياة بأمل وأحياناً تنتهي بيأس .
أخوكم / هشام الهاشمي


       

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

945 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع