على النهر من أكسفورد إلى لندن

                                         

                      خالد القشطيني

على النهر من أكسفورد إلى لندن

من أشهر الكتب الإنجليزية الظريفة والخفيفة كتاب «ثلاثة في قارب». كتبه الأديب الإنجليزي جيروم جيروم. ما إن صدر هذا الكتاب حتى تلاقفه المخرجون ليحولوه إلى مسرحيات وأفلام وبرامج تلفزيونية وأنشطة مدرسية. يستعرض الكتاب المشقة والمتاعب التي يواجهها إنسان عندما يجد نفسه مربوطاً بآخرين، سواء في الزواج أو الصداقة أو العمل المشترك. يصف الكاتب محنته عندما يجد نفسه بمثل هذا الانحصار مع اثنين من رفاقه في قارب خشبي صغير لعدة أيام. يقول: «لقد استيقظنا في ساعة متأخرة وتناولنا فطورنا على عجل. غسلنا الصحون ووضعناها في أماكنها بما أثار في نفسي هذا السؤال: كيف تستطيع المرأة المسؤولة عن مهمات البيت أن تقضي بقية اليوم؟

ابتدأنا بما عزمنا عليه، وهو أن ننهمك في عمل جاد طوال اليوم بالتجديف. قررنا أن نغير نمط عملنا من جر الزورق بالحبل إلى تجديفه بالمجاديف. رأى هارس أن أحسن ترتيب هو أن نقوم أنا وجورج بالتجديف ويقوم هو بتوجيه الزورق.

لم أستسغ هذا التقسيم واقترحت بأن يظهر هارس بالتزام أكبر بالتجديف هو وجورج، وأنا أتولى توجيه دفة الزورق.

لقد بدا لي أنني كنت أقوم بأكثر ما ينبغي من المجهود، وآن لي أن أستريح بعض الوقت.. بدأت أشعر بالظلم والغبن. هذا ما ابتليت به طوال حياتي: أقوم بعمل أكثر من الآخرين، علماً بأنني لا أكره العمل أو أحتقره. إنني أحب العمل كثيراً. ولا أجد ما هو أطيب لنفسي من أن أجلس وأنظر إلى الآخرين يعملون. وكم أشعر بالقرف والانزعاج عندما يتوقفون عن العمل.

لا أحد يستطيع أن يعطيني ما يكفيني من العمل. إنني أجمعه باستمرار حتى أصبح تجميد الأعمال بتأجيلها هوساً في نفسي تقريباً. تغص مكتبتي بالأعمال التي جمعتها بحيث لم أعد أستطيع إضافة أي عمل جديد لمكتبتي، اللهم إلا ببناء ملحق لها... أنا حريص على حفظ هذه الأعمال. أستطيع أن أقول إن بعضها دخل مكتبتي منذ سنوات كثيرة وبقي في مكانه وما زال في مكانه. أحافظ عليه كما كان وبأحسن حال، لن تستطيع أن تجد على أي منها أثر إصبع واحد عليها.

ولكن لاحظوا حرصي على نفض التراب عنها كلما تكدس عليها، ولكن رغم محبتي للأعمال وتعطشي إليها فإنني أود أن أكون عادلاً في الأمر، وهو ما جعلني أقسم العمل على العاملين بعدالة وإعطاء كل منهم حظه من العمل. هكذا طلبت من زميلي هارس وجورج أن يقوما بالتجديف بهمة وقوة. وأنا أراقبهما وأدير دفة الزورق. القسمة العادلة شيء أساسي للنجاح والوصول إلى لندن في أقرب وقت».

الطريف في هذه القطعة الساخرة والهازلة أن جيروم جيروم استغل هذا الترادف في المعنى. ففي اللغة الإنجليزية قد يعني «عمل» مجرد الشغل، وقد يعني كتاباً أو فناً من الفنون!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع