مَنْ ينقذ الموصل؟

                                   

                       ميّ العيسى
                   ٢٦ / ٣ /٢٠١٧


مَنْ ينقذ الموصل؟

كلما هممت بالكتابة عن هذه الحدباء الشامخة بكبريائها تخور قواي من شدة الأسى ومجازر القتل والدمار الشامل المُحكم الصنع.  
تلك الحدباء الشامخة بأهلها ممن تركوها عنوة حفاة عراة وممن ظلوا فيها حتى هدّت طائرات التحالف بيوتهم ومأواهم على رؤوسهم فباتوا انقاضاً  
أيّ فتوىً تلك التي تبيد مدينة بأكملها؟ أيّة خطة محكمة تلك التي تجفف الأرحام وتقتل الطفل قبل الشاب والشيوخ والنساء دون رحمة؟ غليلُ من تشفي؟
نعرف الجواب والقاتل واحد يحوّر الجواب ليحلل القتل.

بخطة مُحكمة دُبرت بليل وطُبقت بنهار سواده حالك دخل المدينة هذا الداعش "دون علم حكومة الخضراء الدامية" بعد ان أطفأ الكهرباء وكافة خطوط الاتصال الا داعشهم ليبدأ الدمار "دون علم حكومة الخضراء الدامية". الهجوم على الموصل العربية الأصيلة، منها انبثقت القومية العربية في القرن الماضي وهي الأصالة بكلّ ما تملك ليدنسها قوماً من أقوام الشرّ في قرننا الضلالي الحالي.

دُمّرت المتاحف وفُجرّت الاثار بآليات حديثة الصنع وحكومة الخضراء الدموية لا علم لها بما يحصل سوى التقاط الصور وتفرّج عن أسنانها ضاحكة للدمار.

تتوالى الأيام ويتوالى السبي وتزداد المجازر حتى اذا وصلت الى منعطف تسميه "التحرير من داعش" تزرع داعشياً هنا وهناك ليزداد الدمار ويا لأهواله.
استمع الى الاخبار البريطانية ليتفق الجميع على أن القتل تجاوز معنى الانسانية! لكن الأهم أنّ داعش تقهقرت بقواتها. حتى الضحايا تُقلل من أعدادها (وربما من أهميتها). لا عليّ بتكتيك عسكريّ فقد مللنا منه منذ حرب الخليج الاولى وقصف ملجأ العامرية والحيلة الكبرى ألا وهي استخدام الأهالي دروعاً بشرية ليُباد أكبر عدد من السكان. أمّا الان فالحيلة أكثر خبثاً وهي بطمأنة السكان بأن ديارهم آمنة ليقتلوا وتعتصر أشلاءهم بين الحجارة والحديد وتتطاير أخرى. وها هم الأطفال يصرخون من تحت الركام ولا من مغيث. وها هي الطائرات تقصف فرحة بأصواتهم تماما. كما فرح ذاك الطيار الأمريكي حين قصف بغداد في ١٩٩١ فرحاً وهو يقول ما أحلى قصفها كأنها شجرة عيد الميلاد. وُلِدَت بغداد بعدها من جديد لتُقصف كلّ يوم هي ومدن معينة أخرى وليتركز القصف والتهجير على فئة معينة من السكان فتزداد الطائفية ليتم تمزيقها عنوة ومحو وجودها من الخارطة والتاريخ.
نزداد صراخاً يوماً بعد يوم ويعلو الصوت ولا من مجيب.
فمن ينقذ الموصل؟ من ينقذ أطفالها وأهليها. هل ننتظر من الأمم المتحدة التدخل وليس لها إلاً التنديد؟ هل نقبّل أقدام أمريكا لتكثّف قصفها بأسلحة جديدة؟ هل نطأطئ لإيران وحقد الفرس متمرغ بهم منذ الأزل؟ مَنْ ينقذ الموصل وحكومة الخضراء الدامية تضحك ضحكتها الصفراء؟ من ينقذ الموصل وسور الانسانية مغلق؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

746 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع