ألق فى مدينة الديوانية

                                  

كتابة : الناقد السينمائي الشاعر سعد ناجي علوان

          ألق فى مدينة الديوانية
    

    

اليوم السبت 25/3/2017 استضاف اتحاد الادباء والكتاب في قصر الثقافة والفنون  الشاعر العراقي الكبير (موفق محمد) في امسية رائعة من المتعة والطرب وهو ينشد قصائده المفعمة بالبساطة والشعبية والفصيحة التي تسحر آذان الحضور
موفق محمد , شاعر الجيل الستيني من مواليد الحلة 1948 مدرّس اللغة العربية الذي رفض الدروس الخصوصية رغم عوزه في فترة التسعيات ورغم اذلال المدّرس لقيمة المدّرس المربي والتربوي ففضل ان يقتات قوت عياله بفتح بسطية شاي حقيرة ابان الحصار الذي ذل العراقيين.
موفق محمد , هو شاعر الوجع ، وشاعر الثكالى ، وهو الشعر المعبر عن آهات العراقين صدى اوجاعهم الممتدة عبر التاريخ المدمي لهذه التربة المسماة عراق بشاعرية جميلة وكلمات منسابة
موفق محمد , هو الصوت الحاد والقوي في مواجهة طغاة العالم
 
نجد في شعره النبرة الغاضبة والمرارة والحزن،فقصائده كانت معبرة عن رمزية في محاربة السلطة ومعبرة عن الم الشاعر الذي عاش في ظل ضنك الحياة
موفق محمد , هو الشاعر والانسان ، فموفق محمد الشاعر لا يختلف عن موفق محمد الانسان ، فكما يقول الفرنسي (بوفون ):««الاسلوب هو الانسان نفسه »، فالشاعر هو الانسان نفسه.
موفق محمد , هو لوكا العراق فهو يشبه الشاعر الاسباني العظيم لوكا ووجه الشبه بينهما انهما كانا شاعربن شعبيين
فموفق محمد , شاعر شعبي يستخدم الايحاء الصوتي في التاثير فله صلة مباشرة لمتلقيه ،فهو يلفت مستمعيه بجو آخاذ من السحر فيآسرهم حين ينشد وحين يتحدث ،فموفق محمد له قاعدة متسعة من الناس وعلى مختلف المستويات.
فهو شاعر معروف عنه يحول الموضوعات والقضايا الى شعر ،لأنه يؤمن بمقولة ماثيو ارنولد :««الشعر نقد الحياة »»  
في شعره يضم القرآن الكريم والشعر العربي والفولكلور الشعبي وفنون الشعر الشعبي كالابوذية.  
في قصائده الكثير من الصور التي تمثل قمة الشعر الحداثوي وما بعد الحداثة من كلمات بسيطة ،ولكن تحمل في طياتها عبر ورسائل كثيرة تفتح آفاق واسعة يطير. في فضائها المتلقي،لكون الشاعر ليس هو الوحيد في هذا المخاض في هذه الحياة
لهذا نجد في شعره ونتلمس العواطف النبيلة كالحرية والحب والعدل ورفض الظلم والاستغلال والسرقة ،ولكن بتصوير فني فالعاطفة في شعره عاطفة صادقة ،لانها نتيجة أحداث عاشها الشاعر وعانى منها ،وهي عاطفة قوية بما تحمل من اسئلة وحورات وعتاب ، وهي عاطفة مستمرة مع القصيدة لا يصيبها الخمول او البرود ، لان القصيدة محتفظة بوحدتها الاساسية ،فالقصيدة عنده هي ذات معمار هندسي خاص ، فهي اما تبدا مع حدث يومي بسيط ولكنه ينمو ويتصاعد ليصير حدثا كبيرا او انها تبدا بحدث كبير شديد الخطورة يحتاج المستمع الى معرفة تفاصيله ،فله قدرة عالية على تصوير الشخصيات والاحداث وكاننا نشاهدها للمرة الاولى ولايمكننا ترك القصيدة حتى لا يفوتنا بعض التفاصيل
شاعر يستخدم لغته اليومية التي يتحدث بها بعيدا عن الالفاظ الضخمة والمعجمية ،فهو يقول:«« اجمل اللغات عندي لغة امي»»
فموفق محمد. عرف عنه انه شاعر متنبئ بالغيب ومايحدث بالمستقبل فهو في عام 1976نشر مقطعا قائلا به :

شاهد احد السادة رجلا
يسحب طفلا نحو الذبح
فقال له :
ويلك
قده الى الذبح قودا جميلا

*والطفل هنا رمز للعراق الذي يقاد مذبوحا في كل عصر.

كما ان موفق محمد. الشاعر الوحيد والجرئ الذي وصف نفسه كالحمار في زمن العهدين .

ففي عام 1998قال :
ان كان راسي عاطلا
والقلب مذبوحا بهاتين اليدين
فعلام سيري في الطريق على اثنتين
جرب قوائمك الجديدة
وابدا بالتنهيق

وفي عام 2006 قال :
فسبحان من جعلنا بشرا وحميرا في العهدين

وهدا ما اثار حفيضة النظام السابق وحفيضة بعض ساسة اليوم الذين نصبوا العدا له بحيث اي مهرجان يقام يشترط عدم حضور موفق محمد. والا يمنع التمويل
فتعسا لكلا العهدين!!!!

فكان موفق محمد موفقا في امسيته الذي شرف بحضوره مدينته الثانية الديوانية وقد حضر الامسية الجميلة جمعا من مثقفي الديوانية بمختلف المستويات والفئات العمرية ليشاهدو هذه القامة الحلية القوية التي شربت حليب السباع
 
وقد قدم الشاعر بافتتاحيية جميلة وبليغة عن سيرته المعطرة باريج الجوري والياسمين من قبل رئيس اتحاد الادباء والكتاب في الديوانية الاستادثامر الحاج امين  ثم قدم الاستاذ الناقد الدكتور باسم الاعسم شهادة بحق الشاعر الكبير وما يربطه من اواصر صداقة طويلة.

ثم قدم الدكتور نصير جابر شهادة بحق الشاعر ثم قدم الاستاد معن غالب سباح الشباني شهادة بحق الشاعر

      

ثم تخللت الامسية بوصلات من الطرب العراقي والموسيقى للفرقة النغمية التابعة لقصر الثقافة والفنون في الديوانية التي اسرت متعة الحضور ثم قدم تيار الديمقراطي المدني باقة ورد جميلة للشاعر تيمنا بحضوره وشكرهم لهم ممثلا بالاستاذ امير وكذلك قدم الاستاذ سالم الشباني هدية للشاعر ثم انتهت الامسية باخذ الصور التذكارية مع الشاعر الكبير والحضور الكريم
فطوبى لشاعرنا الكبير موفق محمد واهلا وسهلا به والديوانية واهلها الكرام ترحب به بالورد الجوري والياس والرازقي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع