الذين يغيرون حياتنا!

                                         

                        عائشة سلطان


الذين يغيرون حياتنا!

هنري مور نحات ورسام حداثي إنجليزي عاش في الفترة ما بين (1898 ــ 1986) يعتبر أحد أعظم نحاتي العالم وأعظم نحاتي بريطانيا، أعماله منتشرة في كثير من مدن العالم، كما أنها تملأ متحف تيت للفن البريطاني.

هذا النحات الذي ثار على الأشكال والقوالب السائدة في عصره، صنع لنفسه أسلوباً خاصاً وخارجاً عن مألوف ذاك الزمان، أراد له والده وضعاً ومستقبلاً أفضل مما كان عليه الوالد الذي كان يعمل كمهندس معادن عصامي يهتم بالموسيقى والأدب، مع ذلك لم يكن يريد لولده أن يعمل في المناجم فرأى أن التعليم هو السبيل لذلك، كان والده مهندس التغيير الأول في حياة ذلك الطفل الذي سيصبح أسطورة فنية في مستقبل الأيام!

منذ بدايات التحاقه بالحضانة والمدرسة الابتدائية لم يتوقف الطفل القادم من بيئة فقيرة يشتغل بالمعادن والمناجم عن اللعب بالصلصال والخشب وتشكيل المنحوتات، بدا واضحاً أن لوثة الفن قد تسللت إليه من دماء والده الأيرلندي، وهذا ما دفع بمعلمته مهندسة التغيير الثانية إلى تشجيعه ودفعه للالتحاق بمدرسة الفنون وهو لا يزال في الحادية عشرة من عمره! كان أصغر طالب في المدرسة ثم أصبح أصغر معلم فيها وهو في سن الثامنة عشرة متأثراً بمايكل أنجلو.

ثم بزغ وعرف بمنحوتاته وبالأشكال الغريبة التي تتخذ من البرونز والصلصال والرخام مواد أساسية ومن جسد المرأة فكرة أولى، ومن الشكل المستلقي خطاً ثابتاً، كان يتقن تلك المنحوتات المستلقية معبراً بها عن نظرته وفلسفته بشكل عام، ومكرساً نفسه نحاتاً غير تقليدي، لكنه حين فكر أن يدخل أعماله في متحف تيت العريق للفن في لندن عام 1938، وهو المتحف الشهير الذي يضم روائع أعمال الفنانين البريطانيين خلال تطور الفن في أزمنته المختلفة.

فقد تحداه مدير المتحف بشكل عدائي وفج يومها! أثناء تجوالي في (تيت برتن) أو متحف تيت للفن في العاصمة البريطانية وقفت طويلاً أمام لوحة في إحدى القاعات تضم أعمالاً مختلفة للفنان هنري مور، كتب عليها اسمه بخط عريض وجزءاً مختصراً من سيرته، جاء فيها (في عام 1938 وقف مدير هذا التحف في وجه هنري مور متحدياً: لن تدخل أعمال مور إلى Tate ولو على جثتي!

 وها نحن اليوم نرى له 634 عملاً من البرونز والرخام في هذا المتحف الشهير)، بينما لا أحد يتذكر مدير المتحف ربما، على الرغم من أنه كان أحد مهندسي التغيير أيضاً وإن كان بشكل سلبي! البقاء للخالدين بخروجهم على القوالب ورسم طرقاتهم الخاصة بقناعاتهم، لهم ولكل أم كانت مهندسة التغيير الأول في حياة أبنائها، ولكل مهندسي التغيير في حياة البشرية تحية إجلال في عيد الأم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع