لماذا الخديعة الكبرى؟!

                                          

                           سلام مسافر

لماذا الخديعة الكبرى؟!

 لم يتفق مؤرخون وباحثون وسياسيون على قضية كما اتفقوا على توصيف احتلال العراق بـ "الخديعة الكبرى" !

ومع اختلاف الرؤى، وتباين زوايا النظر، إلا أن غالبية المبحرين في مستنقع الحرب على العراق عام 2003 بذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، يشعرون بمرارة الدم النازف في بلد تحول من دولة واعدة إلى مسرح للعبث، والانتهاكات والفساد.

كان الكونغرس الأمريكي، سن، مطلع التسعينات قانونا بعنوان "تحرير العراق" خصص بموجبة ما يقارب مئة مليون دولار لدعم معارضة صدام حسين، الخارج من حرب تحرير الكويت، بقرارات دولية تلزم نظامه بتدمير ما صنعه من أسلحة الدمار الشامل.

وفي غضون أسابيع، تشكل فريق من المفتشين عن أسلحة صدام حسين، ومثلهم فيالق من المستفيدين والمشتغلين بالتخابر، ومئات الشركات المتنفعة من قرار اتخذته الإدارة الأمريكية بتدمير العراق.

وعلى مدى 13 عاما مارست الجوقة، المؤلفة من عملاء المخابرات، وموظفي الأمم المتحدة، ووكلاء مختلف الشركات، وساسة وبرلمانيون، وتجار شنطة، وسماسرة، ورؤساء دول، شتى صنوف الخداع والتورية والمماطلة والتسويف والتزوير بحق الشعب العراقي، وصولا إلى تحويله إلى شعب مقعد يقبل بالاحتلال للتخلص من العذاب والدكتاتورية والموت البطيء.

بعد 14 عاما من غزو واحتلال العراق، ما تزال آلاف الأسئلة عالقة. وما يزال العالم يجهل الكثير عن مجريات الأحداث بين أطراف الكارثة العراقية.

لم يسمح الغزاة الأمريكان، بالكشف عن ملفات قرار إدارة جورج بوش الابن باحتلال العراق، كما من غير المتوقع أن تكشف دول الجوار التي فتحت سماواتها، وعبدت لأراضيها، وشرعت بحورها أمام الأمريكيين وحلفائهم لغزو واحتلال العراق عن تفاصيل المشاركة في احتلال أرض السواد.

أما الجنرالات، ومن تبقى على قيد الحياة، طليقا من القيادات السياسية العراقية في نظام صدام حسين المنحل فإنهم؛ إما يعانون من شظف العيش ويخشون من غضب السلطات حيث يقيميون، أو ينتظرون الفرج بمنحهم اللجؤ في  الغرب؛ أو يخشون الانتقام من ورثة نظام صدام حسين، وبينهم من آثر السلامة واكتفى باجترار الماضي.

ووسط  كل هذا الركام، تنبثق الحقائق. فبين المفتشين عن أسلحة العراق، من اكتشف الخديعة وقرر ولو متأخرا الاعتراف بها. ومن بين الصامتين والمنزوين في ذاكرة التاريخ من وجد في حلقات برنامج "قصارى القول" مناسبة للكشف عن المستور.

وثمة قادة وسياسيون وكوادر لا تخشى في الحق لومة لائم، فتحت قلبها، وألقت بدلوها في البئر العميق لمأساة العراق.

سلسلة برامجنا المكرسة للذكرى الرابعة عشرة لغزو واحتلال العراق، سفر نأمل أن يضيء جانبا من ملف ضخم عنوانه (تدمير العراق).

سفر لا نزعم أنه يتسع لبلد يسمى منذ القدم وادي الرافدين.

تبث الحلقات بدءا من الاثنين 20/3

سلام مسافر

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع