الموصل بعد التحرير - الحلقة (١٠): الشباب هم المتضررين الأكثر من احداث الموصل

                                          

             الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد

 الموصل بعد التحرير - الحلقة (١٠): الشباب هم المتضررين الأكثر من احداث الموصل

وردني طلب من احد الزملاء في جامعة الموصل وممن عايش احداث الموصل قبل احتلالها من قبل عصابة داعش ولحد الان وشاهد المأساة والمعاناة التي لا يمكن ان يتحملها إنسان الا الموصلي الصامد الصابر المجاهد، يطلب تسليط الضوء على الشباب الموصلي وطلاب الجامعات والمدارس من الذين ارغموا على ترك مقاعد الدراسة وانقطعوا عن التعليم والتعلم ومعاناتهم والاثار النفسية التي تعصف بهم، وتأثير ذلك على مستقبلهم.
أروي لكم قصة حقيقية لشاب عمره ٢٠ عاما وهو طالب سنة ثانية في كلية الهندسة/ جامعة الموصل. بعد غلق الجامعة وتشريد الطلبة والبعض منهم استطاع الهروب من الموصل في بداية الأحداث والتحق بالدراسة في مقر الجامعة في كركوك، والبعض الاخر لم يستطع الهروب وبقي في الموصل. وقبل عام من الان اي بعد اكثر من عام على دخول داعش، اصر هذا الشاب ان يسلك طريق الموت او الوصول الى مقاعد الدراسة في كركوك، فبدا تجميع مبلغ لا باس به من المال يضمن له وصول هدفه، واتفق مع مجموعة من زملائه الرحيل هربا من داعش عن طريق: الموصل- سوريا - تركيا - بغداد- اربيل - كركوك، بالطبع الرحلة شاقة والتنقل سيرًا على الأقدام مرورا في الشام ومدينة إعزاز وكانوا في حراسة الله وحفظه لأنهم تعرضوا للموت في عدة مناسبات وفقدوا حقائبهم المحمولة على ظهورهم ومعاطفهم وواصلوا السير في البرد وتحت الامطار والقصف حتى الحدود التركية وقد استغرقت الرحلة عشرة ايام، وتم القبض عليهم من قبل حرس الحدود في تركيا وتوقيفهم والتحقيق ومعهم وبعد ان تأكدوا انهم طلبة هدفهم الوصول الى مقاعد الدراسة، وضعوهم في طائرة متوجهة الى بغداد. ومن بغداد الى اربيل وأخيرا التحق في مقاعد دراسته في كركوك وحقق حلمه الذي كاد يكلفه حياته. لا اريد وصف معاناتهم ولا ما تعرضوا له من مخاطر وفعلا فقدوا بعض من زملائهم بالقصف خلال سيرهم باتجاه الحدود السورية التركية. لكن ما اريد التأكيد عليه هو اصرار هؤلاء الشباب الشجعان على مواصلة دراسته وبلوغ مقاعد الدراسة ليلتحقوا بزملائهم.
 ان من أكثر شرائح المجتمع الموصلي تضررا هي شريحة الطلبة وهم يمثلون فئة الشباب ولا يوجد من يهتم لهذا الموضوع رغم أهميته الكبرى باعتبار أن شريحة الطلبة تمثل شريحة الشباب. ومع الاسف الشديد لا احد يكترث للآثار النفسية والاجتماعية على فئة الشباب. الان أتسائل:
 - كيف يمكن معالجة آثار أحداث الموصل على المواطنين الذين بقوا بالموصل (المحاصرين)، وهم يمثلون غالبية أهالي الموصل.
- ماذا نتوقع أن تكون مشاعر طالب قد تخلّف عن زملائه ثلاث سنين دون ذنب؟
- ماذا نتوقع أن تكون مشاعر طالب يأتي الى قاعة امتحانية سنة 20177 كي يمتحن مواد دراسية تعود لسنة 2014؟
 - ماذا نتوقع أن تكون مشاعر شابة قد تخلفت في دراستها ثلاث سنين وتأثير ذلك على توظيفها وزواجها؟
يجب العمل على إعادة الحياة الطبيعية داخل مدينة الموصل، وبخاصة تأهيل وإعادة فتح جامعة الموصل في مقرها الرئيسي بالموصل وليس خارجها. وعلى الجامعة تأسيس مراكز بحوث نفسية واجتماعية لمعالجة الكثير من هذه الحالات وامور اجتماعية اخرى.
 وعلى الحكومة المركزية والمحلية العمل بسرعة وفورا على حل موضوع المستحقات المالية للموظفين (المحاصرين) في الموصل وصرف رواتبهم فورا ليتسنى لهم مواصله حياتهم.
ومن الله التوفيق
الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع