مرحبا بالقرضاوي في ضيافة كاكا مسعود

                                    

                                           د.أيمن الهاشمي

جاء في الأخبار أن دعوة قد وجهت إلى الشخصية المصرية المعروفة، سماحة الشيخ الدكتور/  يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قبل فخامة السيد/ مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لزيارة الاقليم، وقد أثارت هذه الدعوة الكريمة، من رجل كريم، ردود أفعال متباينة، في وسائل الإعلام الكوردية والعربية داخل العراق وخارجه.

فالأغلبية من الكورد والعرب في العراق رحبوا بهذه المبادرة الكريمة من قبل فخامة الرئيس مسعود، لأنها تعبّر عن إحترام فخامته لمنزلة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.. وكذلك لتصفية الأجواء بين كوردستان وشخصية الشيخ القرضاوي، لحصول إلتباس في المواقف في وقت سابق، نتيجة سوء فهم غير مقصود.
ومن المؤسف أن تتولى بعض الأقلام الحاقدة التهجم على شخصية الشيخ القرضاوي، وتعارض دعوته لزيارة كوردستان، بحجة (كما قال أحدهم) لمواقف القرضاوي وخطاباته المعادية للشعب الكوردي.. ونتحدى من يثبت أن الشيخ القرضاوي أساء يوما للشعب الكوردي، أو لأي شعب مسلم أو غير مسلم. وأحدهم كتب يقول أن الشيخ القرضاوي خلال انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اسطنبول في 25-6-2010 , تهمة الارهاب على نضال الشعب الكردي من اجل حقوقه المشروعة في شمال كردستان ... والواقع أنه وصف أعمال حزب العمال بالإرهابية وهذا الوصف صدر حتى عن حكومة كوردستان وعلى لسان كل من فخامة الرئيس مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني في موقف واضح لحكومة كوردستان من أفعال حزب العمال الكوردستاني في جنوب تركيا.
        القرضاوي شخصية اسلامية عالمية، وهو يحب الشعب الكوردي بدليل إختياره لشيخ عراقي كوردي جليل هو الشيخ الدكتور علي القرةداغي لمنصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
        إن الحملات ضد الشيخ القرضاوي تشنها قوى (صهيونية) و (صفوية إيرانية)، فقبل نحو السنتين شنت القوى الصهيونية في اوروبا واميركا حملة شعواء على الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, وحاولت منع دخوله الى بريطانيا لالقاء محاضرة في مركز "ويمبلي" للمؤتمرات وطالبت جماعات يهودية بريطانية بطرد الشيخ مؤكدة ان وجوده يهدد العلاقات بين اصحاب الديانات المختلفة في بريطانيا. وقدم مجلس نواب اليهود البريطانيين لائحة اتهامات ضد الشيخ القرضاوي.
كما ان وكالة "مهر" للانباء الايرانية شنت هجمة شرسة وظالمة على فضيلة الشيخ على خلفية تصريحات منسوبة اليه عن تنامي المد الشيعي في المجتمعات السنية, وقال فيها ان "خطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم يهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالبلايين وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية, خصوصا وان المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي" ..
لقد تجاوزت الحملة الايرانية الاخيرة على فضيلة الشيخ القرضاوي كل حدود الادب واللياقة والعلمية متناسية ان الشيخ القرضاوي هو اكبر مرجعية شرعية في العالم الاسلامي السني, وبالتالي فإن الهجوم عليه هو تصعيد عملي ضد اهل السنة وضد مرجعياتهم العلمية.
 
ان الشيخ القرضاوي انتقد سياسة التبشير الشيعي صراحة وعلنا في حواره المفتوح مع رفسنجاني قبل نحو العامين من خلال قناة "الجزيرة", كما ان الشيخ القرضاوي لم يتردد لحظة واحدة في استنكار جرائم تنظيم "القاعدة" في كل مكان سواء بالمغرب والجزائر ام في العراق ومصر ام في السعودية وكان موقفه صريحا في استنكار الاعمال الدموية ضد المدنيين الابرياء, ووصفها بالعدوان الغاشم على "مدنيين ابرياء لم يرتكبوا ما يوجب هدر دمائهم", وقد اعتبرهم "شهداء عند الله, لأنهم قتلوا ظلما", وقال انه لا يسعه السكوت ولا يسع اي عالم مسلم ان يسكت على ما جرى من جرائم وحشية وتساءل مستنكرا: "اي قلوب يملكها هؤلاء ويهون عليها ان تقتل العشرات وتهدم البيوت على اصحابها الآمنين المسالمين", و"كيف يستبيح هؤلاء قتل المسلمين المسالمين الآمنين بلا موجب ولا جريرة? وقال الشيخ القرضاوي: نحن نستنكر ان يتم قتل الناس بالجملة باسم الاسلام, وتحت عنوان الجهاد, والاسلام احرص ما يكون على حقن الدماء, واحترام حق الحياة لكل انسان, بل للحيوان".

ان هذا الموقف الواضح من الشيخ القرضاوي, جاء ليؤكد المواقف المشهودة له في نبذ العنف واستنكار الاعمال الارهابية التي تلبس لبوس الجهاد والدين منها براء.
العلامة د.ي وسف القرضاوي اصبح "رمز التوازن والوسطية ورائد الاعتدال", وأن الوقفة مع الشيخ القرضاوي في مكانته العلمية ودعوته, وجهاده في خدمة الاسلام والمسلمين استجابة لما امر الله به من نصرة الدين وأهله ووجوب الدفاع عن عرض المسلم, ولاسيما اذا كان من العلماء الذين جعلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ورثة الانبياء, ووزن الموروث الثقافي الاسلامي مدادهم بدماء الشهداء, واعتقد ان الحملة الشعواء الظالمة التي تشن ضد القرضاوي تستوجب تنظيم حملة شاملة للدفاع عنه يشارك فيها العلماء وطلبة العلم والوعاظ والمفكرون, فالشيخ القرضاوي هو ثروة للامة في هذا الوقت العصيب, وأملنا ان يتسع نطاق وعدد العلماء المنصفين المعتدلين الذين يؤكدون منهج الوسطية والاعتدال, ويدينون الاعمال الخارجة عن الاسلام, كما نتمنى ان يكون علماء الدين اداة لوأد الفتنة الطائفية وكبح جماحها, بدلا من ان يكونوا أداة لاشعالها, وبالتأكيد فإن مسؤولية العلماء اليوم مسؤولية ضخمة وكبيرة.
لا يسعني إلا أن أحيي مبادرة فخامة الرئيس مسعود البارزاني بدعوة الشيخ العلامة الفاضل د يوسف القرضاوي لزيارة كوردستان العراق ليطلع عن كثب على حالة الشعب الكوردي في ظل الإقليم الآمن المستقر وحركة العمران والتنمية واهتمام حكومة كوردستان بالمساجد وبالعلماء والمدارس الدينية، فضلا عن الموقف المشرف للأخ مسعود من إنتفاضة الشعب العراقي ضد ظلم حكومة نوري المالكي وضد المد الصفوي في العراق.
تحية للأخ مسعود البارزاني ولحكومة كوردستان.. ومرحبا بالشيخ الجليل وريث علم النبوة رائد الوسطية والاعتدال يوسف القرضاوي على أرض العراق الطاهرة كوردستان..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع