الاقتصاد بين الدجاج والاستيراد

                                                       

                              احمد طابور

كان ولم يزل في معظم شعوب العالم الثالث المتاخرة عن الركب الحضاري من يرى الحالة الاقتصادية لاي شخص من خلال فضلات البيت اليومية ( الزبالة ) ، الشعب العراقي هو احد تلك الشعوب لا بل تعداها في كمية البذخ والاسراف والمفاخرة ، وهذا نتج عن ردة فعل لما عانها من ايام ذل وهوان ابان الحصار الذي فرض عليه قسرا .

قبل فترة كان مدعوا على الغداء  في منزلي بعض الاصدقاء ، وحين انتهينا قمت بلم الفضلات فوجدتها مكتنزة بانواع اللحوم والدجاج وكانت فائضة عن الحاجة بعد ما اكلنا حتى تخمنا فتداعت ذاكرتي عن فترة الحصار والذي كانت تكفي كل المدعوين وجبة  شخص واحد من التي  التهمت للتو وكنا حينها نشعر بالسعادة .
لمَ يحدث الان هذا الاسراف والبذخ والتبذير في الوقت الذي نستطيع به ان نوازن بين فترة الحصار وفترة الانفجار المالي الذي جاء على حين غرٓ غير متوقعة ، السبب في ذلك يعود الى الادارة الاقتصادية الخاطئة التي يدار فيها البلد ( وحسب نظيرة المؤامرة المولعين في التطبيل لها يقولون هذا الخطأ مقصود )
العراق من اكبر المستهلكين الذين يعتمدون على الاستيراد وتكاد ان تنعدم الصناعات الوطنية ! ، والسياسة الگمرگية ايضا سياسة خاطئة وفاسدة اسوة بكل مفاصل المنظومة التي يدار بها العراق ،فمعظم السلع تدخل الى العراق من خارجه ولان التعريفة الگمرگية قليلة ( لو استثنينا الرشى ) فتصل السلعة بيد المستهلك العراقي رخيصة جدا فلذلك يستسهل صرفها هذا اذا ما علمنا بان العراقي بطبعه ميال الى البذخ الذي يضفي صفة الكرم لديه ،فلو قدر ان تنحو الدولة منحى النظام الاقتصادي المبني على عملية  التوازن فتقوم  بزيادة مبلغ الگمارگ على جميع السلع  المستوردة الداخلة في حياة الفرد وعلى جميع الاصعدة المعيشية والكمالية فمثلا لو وصلت الدجاجة المستوردة بيد المستهلك العراقي لتباع بعشرة الاف دينار وليس باربعة  الاف كما هي الان ولو وصلت علبة السكائر بثلاثة الاف وليس بخمسمائة دينار كما هي الان مالذي يمكن ان نجنيه :
١. ريع يدخل في خزانة الدولة من خلال العشور الگمرگية ( بغض النظر لو ذهبت معظمها في جيوب الفاسدين لاننا سنؤسس لحالة صحيحة لابد لها من وقت وتستقيم فيه )
٢. من المؤكد هذا سيقلل من الاستيراد وبالتالي حافظنا على عملتنا الوطنية من ان تهدر
٣. ستساهم في بث روح المنافسة لدى مربي الدواجن وستفتح مشاريع في داخل العراق والكل يعرف مدى فائدة مثل تلك المشاريع  على الواقع المعاشي للعراق
٤. سيصار لتقليل الفضلات وبالتالي  تقلل من نسبة مخاطر البيئة ( وخصوصا لو انعكس هذا على فضلات البلاستيكية والفضلات الاخرى  الضارة للبيئة)
٥. سيقوم المستهلك باسترشاد لشراء السلع فمثلا عن الدجاج يقوم اربعة باكل دجاجة واحدة وليس واحد او اثنان كما يحدث الان ، اما على صعيد السكاير سنحد كثيرا من ظاهرة  التدخين المستشرية في مفاصل الحياة حينها لايستطيع طفل بشراء علبة  سكاير حين تكون بثلاث الاف دينار وحتى المدخن سيقلل من شراء العلب ، بعضهم يستهلك ثلاث علب في اليوم في الوقت الحاضر وبلغة الارقام ستكلفه الف وخمسمائة دينار اما اذا وصلت الى ثلاثة الاف حينها سيكون المجموع تسعة الاف لثلاث علب ستثقل كاهله مما  يضطره  لتقليل عدد العلب .
٦. صحيا سيساهم هذا الترشيد بالخفاظ على صحة الفرد العراقي وازالة خطورة الموت المجاني الذي يحدث  الان نتيجة الاسراف في اكل الدهون واللحوم والسكريات وكذلك الدخان والكحول .
وهذا ايضا ينطبق على الالبسة والمواد الاخرى جميعها المستوردة ( الغذائية ، والصحية ، وبهرجة البناء ، والكمالية ، .........الخ )
من المؤكد  ايضا ستثور ثائرة الشعب وسيصرخون ( الله اكبر حتى على لگمتنا لحگتونا ) دعهم يصرخون فالشعب عودنا ان يصرخ قليلا ويهدا بعدها على امور مؤثرة سلبا في حياته ،  فيكف اذا ما كان مثل هذا الامر يصب في مصلحته الشخصية والوطنية ، هذا ما يجب على الدولة ان تقوم به من حملة توعية اعلامية وتجعلها احد اهم اهدافها المستهدفة
وكما قالوا " اذا اشتريت مالا تحتاج اليه .. بعت ما تحتاج اليه "
هناك الكثير من الافكار الاقتصادية ساحاول الكتابة  فيها لاحقا

احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1444 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع