الموصل ... مدينة منكوبة

                                                          

                            د.سمير بشير حديد

تعد مدينة الموصل ومحافظة نينوى منطقة منكوبة وفق المعايير الدولية ومواصفات القانون الدولي الإنساني الصادر عام ١٩٧٧ من قبل هيئة الامم المتحدة الذي يصنف المناطق المنكوبة،  وحددت المادة 61 من البروتوكول المذكور المراد بالدفاع المدني بكونه المهام الإنسانية الرامية إلى حماية السكان المدنيين من أخطار الأعمال الحربية والعدائية أو الكوارث، ومساعدتهم على تجاوز آثارها، وتوفير الظروف الملائمة لحماية أرواحهم.

في ابريل عام ٢٠١٤ تعرضت مدينة الموصل ومحافظة نينوى الى احتلال حربي تحت قوة السلاح من قبل عصابة اجرامية عالمية متعددة الجنسيات تدعى داعش. قامت هذه العصابة بتدمير كامل للمدينة وأهلكت الحرث والنسل، ومارست افعال شنيعة، نذكر منها:

هدم المساجد والكنائس ومحلات العبادة وعلى رأسها جامع نبي الله يونس وغيره.
تهجير السكان الأصليين من المسيحيين والمكونات الاخرى وإجبارهم على ترك منازلهم وعدم أخذ حاجياتهم واموالهم ووثائقهم ومستنداتهم.
إعدام العديد من السكان تحت أتفه الأسباب، وتعذيب من رفض مبايعتهم او الالتحاق بهم.
فرض جباية واتاوات على المحلات التجارية والباعة والدكاكين من دون سند قانوني.
سبي النساء الايزيديات واغتصاب قسم منهن وقتل رجالهم وشبابهم وحتى اطفالهم.
منع ابسط الحريات الشخصية وإصدار عقوبات بحقها تصل الى الإعدام او قطع جزء من أعضاء الجسم لأسباب تافهة، مثل سماع الموسيقى، والتدخين، وحلق اللحية،...الخ
فرض حصار على المدينة ومنع التنقل بين المدن المختلفة.
حرق الكتب والمكتبات ونشر الجهل والعنف.
تدمير الاثار التاريخية التي يناهز عمرها آلاف السنين.
غلق الجامعات والمدارس وتحريف المناهج وتعليم الأطفال على العنف.  
وكثير من الأفعال التي تعارض حقوق الانسان وقوانين الامم المتحدة.

من جانب آخر، ادخلت المنطقة في دوامة حرب مع الجيش العراقي وقوات التحالف الدولية بقيادة أمريكا ولازالت حرب تحرير المدينة قائم بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر ، ونتيجة لهذه الحروب الطاحنة فقد تعرضت المدينة والمنطقة الى:

تدمير كامل للبنية التحتية وقطع أوصال المدينة وخروج الجسور الخمسة التي تربط شرق المدينة بغربها على نهر دجلة، والمقتربات عن الخدمة نتيجة قصف قوات التحالف والقصف المقابل لعصابة داعش.
انقطاع الماء والكهرباء والوقود والغاز وقد عانى ما تبقى من السكان معانات مأساوية في هذا الشتاء القارس.
غلق المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة والأهلية ووفات العديد ممن كان يمكن انقاذهم
هدم مايقارب ٩٠٪‏  من البنية التحتية وتشمل المباني الحكومية والدوائر والجامعات والمدارس والمستشفيات....الخ، و١٠٠٪‏  من الجسور الرئيسيّة والفرعية والمقتربات. و ١٠٠٪‏ من المصانع والمعامل ومراكز الانتاج. و ٦٠٪‏ طرق وسكك حديدية ومطارات. و ٤٠ ٪‏  من دور مواطنين.  و١٠٠٪‏  من المساجد والكنائس والأضرحة، والاثار التاريخية.

هجرة اكثر من ٥٠٪‏ من السكان الى خارج المنطقة وهم الان يعيشون في العراء والمخيمات والملاجىء غير المؤهلة وغير الجاهزة
دفن الموتى في حدائق منازلهم لعدم مقدرة اهاليهم على التنقل داخل المنطقة المحرمة.
انعدام توفر ممرات آمنة لهروب الناس من المناطق التي يشتد فيها القتال.

وفي ضوء الحيثيات أعلاه، اناشد الامم المتحدة والامين العام للامم المتحدة وكل المنظمات الانسانية وعلى رأسها منظمة UNDAC بإعلان مدينة الموصل ومحافظة نينوى منطقة منكوبة، ونطالب فخامة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم الموقر برفع نداء الى الامم المتحدة للمطالبة باعتبار الموصل ونينوى منطقة منكوبة وفق المادة ٩٩ من ميثاق الامم المتحدة، التي تنص على:

يحق لرئيس الدولة -الذي تعاني منطقة من مناطق بلاده- المطالبة بتطبيق المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تفرض على الأمين العام للأمم المتحدة أن يقوم بتنبيه مجلس الأمن الدولي إلى الكارثة التي تتعرض لها جهة أو منطقة في هذا البلد أو ذاك بسبب الحرب أو كارثة طبيعية، واعتبارها منطقة منكوبة، وطرح المسألة على مجلس الأمن الدولي في حالة وصولها لمرحلة تهدد السلم والأمن الدولي.

اخواني اخواتي ارجوا تضامنكم جميعا ورفع اصوتاكم عاليا من اجل تحقيق هذا الهدف، الذي سيضمن لنا إعمار المحافظة ... ومن الله التوفيق

الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد

٢٨ كانون الثاني ٢٠١٧


أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

795 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع