الموصل بعد التحرير

                                                                                                                

                          الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد

             

أتقدم بالتهنئة والتبريكات لأهلنا في الموصل والعراق أجمع على الانتصارات التي حققها جيشنا العراقي الباسل متمثلا بقوات مكافحة الاٍرهاب والفرقة الذهبية وقوات الجيش البطلة والشرطة الإتحادية وكل من ساهم في تحرير الساحل الايسر وروى بدمائه الزكية أرض الأنبياء والأولياء والصالحين وسطروا اروع البطولات فالمآثر في الجانبين العسكري والإنساني دفاعا عن الموصل وأهلها وتحريرها من عصابة داعش الإرهابية أحفاد المغول والتتر سليلي مسيلمة الكذاب التي كانت تريد  بناء "دولة الخراب وفق منهاج القتل والتدمير" ، وأن شاء الله تكتمل الفرحة ويتم تحرير الساحل الأيمن وجميع نينوى بالقريب العاجل .

وتزامناً مع هذه الإنتصارات المتحققة ولغرض الحفاظ عليها وعلى روح النصر المؤزر ولتكتمل الفرحة ويعم السرور وتحسباً من الخروقات والتصرفات التي قد يذهب إليها البعض لإنتزاع هذه الفرحة وتجيير النصر لحساباتها الشخصيه، وبدافع عراقي وطني غيور وجدت في نفسي ما يخلج في ذاكرتنا ويلازمنا القلق والتشاؤم حيث أن هنالك شكوكاً كبيرة  لأمور قد تحصل بعد التحرير لا سامح الله ووددنا الوقوف عندها  والتحذير من حدوثها والعمل على إجهاضها ووؤدها وعدم السماح بظهورها وتوسعها من خلال تحكيم العقل وترجيح الحكمة والحوار الهادي وتبادل الاّراء واحترام الرأي الاخر، تلخص بما يلي :

أولاً : عقدت لحد الان أربع أو خمس ندوات ومؤتمرات عن الموصل بعد التحرير، الاولى في بيروت والثانية في أربيل والثالثة في أسطنبول والرابعة في اربيل  ... الخ ، وكان آخرها مؤتمر حوار بغداد والذي كان برعاية الحكومة وحضرها رئيس الوزراء وعدد كبير من المسؤولين العراقيين والعرب والأجانب، ليس هناك من شك في نوايا العاملين على هذه الندوات ولنا كامل الثقة برجالاتها ولكن طالما الأهداف هي خدمة الموصل وأهلها أي هناك عامل مشترك واحد وهو بناء الموصل وإعادة إعمارها، لماذا لا يبادر رؤساء هذه الندوات واعضاء اللجان التحضيرية لها بالإتفاق فيما بينهم بندوة واحدة تخرج بتوصيات ومطالب موحدة ونداءات مشتركة تعبر حقا عن مصالح الموصل وتسهم  بشكل أكثر فاعلية في إعادة إستقرارها والبدء في عملية البناء والإعمار وتعمل هذة الشخصيات على عقد إجتماع موسع مع دولة رئيس الوزراء وطرح الأفكار والمطالب لتلتقي مع مقررات مؤتمر حوار بغداد الذي عقد مؤخراً وتصب في مصلحة محافظة نينوى والحكومة المركزية في بغداد وتزيد من وشائج الترابط العراقي واللحمة الوطنية المنشودة فتكون المطالب موصلية عراقية صرفة .

ثانيا: من خلال متابعاتنا للعمليات العسكرية لتحرير الساحل الايسر، لاحظنا سقوط شهداء أبرياء بين المدنيين نتيجة قصف قوات التحالف بالطائرات وعليه نرجو توجيه قوات التحالف بقصف الأهداف الداعشية المؤكدة وعدم قصف أي منطقة يتواجد فيها مدني واحد خاصة وأن الساحل الأيمن اكثر اكتظاظا بالسكان من الساحل الأيمن.

ثالثا: يوجد على ارض نينوى ما لا يقل عن ثلاثين حشدا (مليشيات)، اذكر منها ما تحضره ذاكرتي فقط:

حشد نينوى - حشد النجيفي

حشد اللوزي

حشد السنجري

حشد الحديدين

حشد عز الدين الدولة

حشد عبد الرحيم الشمري

حشد أحمد الجبوري

حشد فواز الجربا

حشد فلاح حسن الزيدان

حشد نزهان اللهيبي

حشد ميسر الحاصود

حسد أنور الندى اللهيبي... الخ

هذه الحشود سواء كانت بمباركة الدولة أو غير ذلك مما لا شك فيه أنها ستشكل خطرا على الجانب الأمني في نينوى بعد التحرير وما نخشاه فعلا هو عودة الإقتتال والتناحر والإنفلات الأمني، فإذا كانت هذه الحشود هي للدفاع عن نينوى وأهلها لماذا لا تلتحق بالجيش الوطني الذي نثق به وساهم فعليا في تحرير نينوى وحيث ان ما نخشاه جميعنا وهي المصيبة لا سامح الله والتي تكمن في إلتحاق عناصر فلول داعش الإرهابية والهاربين منهم والمواليين لهم بهذه الحشود بصفة رسمية وتغطي على جرائمها وما أجحفت بالأهل والمدينة وستكون خلايا نائمة رهن إشارة مسؤوليهم وقادتهم وسنعود لماضٍ قريب عاشه الأهالي في الموصل والمعروفة للجميع من أتاوات وجزية وتهديد وإختطاف وإبتزاز وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !  

عليه نرفع صوتنا عاليا الى حكومة رئيس الوزراء دولة العبادي وبصفتي الشخصية أستاذا جامعياً موصلياً غير متحزبٍ ولا متخندق مع جهة دون أخرى مستقل تماماً وبعيد عن السياسة والسياسيين، أرفع صوتي عاليا بالقول على لسان أهلنا في الموصل بأننا جميعاً نثق فقط بالجيش العراقي الوطني ولا نثق بأية مليشية أو حشد مهما كانت شعاراتها الرنانة التي صدعت الرؤوس وأنهكت الفكر ودمرت الحرث والنسل  ونرجوا اتخاذ خطوات فعالة من أجل تسليم الموصل بعد التحرير الى اَهلها الحقيقيين وليس الى أصحاب المنافع والطامعين الذين يحاولون تبييض وجوههم بعد ان سودّها الله وفضح اعمالهم ونواياهم، وبهذا الصدد نقترح الآتي:

1- تشكيل مجلس حكم إنتقالي لمدة عام واحد فقط من ثلاثة أشخاص معروفين بوطنيتهم وحبهم للموصل والعراق وان لا يكونوا من مجلس المحافظة ولا مجلس النواب الحالي والسابق ام من الوزراء السابقيين او الحاليين ولم يتبؤوا اي منصب حكومي في محافظة نينوى والموصل على الإطلاق، وان تكون رئاسة المجلس ثلاثية أي من ثلاث شخصيات، واحد مدني والثاني عسكري من الذين ساهموا في تحرير الموصل والثالث قاضي أو رجل قانون، وأن يكون القرار بالإجماع حفاظا على الديمقراطية والدستور ، وأن يرتبط بمجلس الحكم شخصيات فنية متخصصة بدرجة وزير تكون مسؤولة عن ملفات: الأمن ، الجيش ، الشرطة ، الصحة ، الإعمار ، التربية ، التعليم ، الكهرباء ، الماء ، الزراعة ، الصناعة ، حقوق الانسان ، المرأة ... وغيرها،  وتمنح فرصة زمنية أمدها عام واحد فقط لإعادة الأمن والأمان والإعمار وتوفير فرص للعاطلين كافة ، ثم بعد ذلك تشكل لجنة تشرف على إنتخابات مجلس المحافظة .

٢- ارى من الضروري جداً أن تقوم دوائر الدولة في محافظة نينوى بإستحداث شعبه خاصة في كل دائرة تتكون من 3 أفراد أو أكثر تتولى مهمة إستكمال المعاملات التقاعديه للشهداء الذين قضوا في معارك التحرير من الألف إلى الياء والمساهمة بشكل كبير في تخفيف الأحزان واعباء مراجعة الدوائر ذات العلاقه والوقوف مع العوائل في محنتهم وفاءاً للشهداء وان يتولى مجلس الحكم لتغطية المصاريف المترتبة عن إنجاز هذه المعاملات وحتى إكمالها ومن ثم تنتهي مهمة هذه الشعبة مع آخر معاملة منجزة لشهيد .

سادتي الكرام شعوراً مني بالمخاطر على محافظتي ومدينتي العزيزة ورغبة البعض في حب العودة والظهور وكما نتابع ونسمع فأنني أضع أمامكم مقترحي هذا آملاً منكم إثراء المقال بالمقترحات والآراء الواقعية والمنطقيه والقابلة للتطبيق على أرض الواقع مع الشكر الجزيل مقدماً لكم... والله من وراء القصد

الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد  

٢٠ كانون الثاني ٢٠١٧

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

610 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع