ومضتان

                                                               

                                محمد حسين الداغستاني

                

•تألقي برشة من ضوء !

ويمر الوقت مديدا ً، عصيبا ً، مجحفا ً، متجاھلا ھذا البركان الذي يستحيل إلى ركام من القيظ والوجع الرهيب .  ھا إني أفر إليك ثانية وثالثة ورابعة ، أوغل في عمق مقلتيك الجميلتين ، وفي كل مرة أتلفت مذعورا حولي خشية إدراك أحد ما ، مدى تعلقي بك حد اللاإحتمال .
      
ليلاً أذرع مساحات الوجد التي تحترق تحت لظى ضراوة الانتظار ، وفجراً  أجرح ُوجه الماء ، وأتوضأ بضوع الياسمين ، وأمسك بأقنية الضوء أرشه عليك لتتألقي في نھاري كأميرة بلون الھدب وسحر المحيطات .

أيتها الغافية على ذراع البعد ، لقد عادت الطيور إلى أعشاشھا ، والنوارس إلى أوكارھا ، وغفيت أوراق الشجر ، وغمر السكون الكون ، وإستكان الأطفال في أحضان أمهاتهم ، وآوى الكل إلى مآويھم ، سواك أنت لم تأتين !!

قولي لي فقط أين محطتك الأخيرة لأنتظرك ھناك !


•أغنيتي ترملت

بين آونة ٍ وأخرى .. تلتهب ُ سماواتي بهديل يمامتان بلون الثلج , آتيتان من المدن القصية ، تملأان فضائي المسحور بالجلجلة ، ترتلان ترانيم الهوى الشجية ، وتنثران في دنياي ضوع العشب الأخضر في البراري الموحشة ، وهسهسات الريح في الوديان السحيقة ، وتدخلان في طقس الإشتياق ، ثم تحطان على راحتي الضحى المغسول بالإنتظار الممض !

كيف أحباؤنا السادرون في الأحزان هناك ، المتلفعون بالقيظ واليباب ؟ أيمضهم الشوق الى ضمة صدر ٍ ومسحة يد ٍ حانية ، ولمسة ود ٍ رقيقة ، أم عانق العشق التباريح فأحال زمانهم الى هاجس ٍ مرّ ٍ وسَدَرٍ تائه ؟

رفيقاتي .. عودا الى الديار ، بلغا الأحبة عني ، هنا بدونكم ترملت أغنيتي ، ونما الطحلب القاسي في ضفافي ، وجفَ طلعي ... هنا أيقظ الناي غابة أحزاني ، وقارة وجعي ، وملأ الحرش حقلي ، وشهق القداح في عطشي المقدس .. لكن وجدي يشق المسافات كالسيل ، يزلزل الضلوع ، ويُشعل الحرائق في الغابات ، يجرف هامات الجبال ، ويمزق الأبعاد المنسية ليرتمي على أذرعكم ، ويستغرق في راحة مفتقدة ، ويغفو كطفل موجوع !!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع