الرئيس الامريكي ترانب الى اين؟

                                           

                       أ. فؤاد يوسف قزانجي

من خلال تصريحات الرئيس الامريكي ترانب ، اثناء حملته الانتخابية وبعدها ، يبدو لي ان امريكا في عهده قد تخسر الجانب المضيئ في مسيرتها الحضارية :

تلك التي تتضمن تعزيز الديمقراطية وحرية الراي وحل القضايا الدولية مثل قضية فلسطين وسوريا والقضاء على المنظمات الارهابية في العالم ، وربما مساعدة العراق للخروج من محنتيه الارهاب الداعشي وتدهور النظام القائم سياسيا واقتصاديا ،بعد ان ساهمت امريكا اساسا في غزوها السابق  بتدمير البنى التحتية في العراق وتمزيق جيشه الوطني ، كما اغمضت عينها عن انتشار الطائفية واحزابها التي لا تؤمن بالديمقراطية اساسا .
وقد كتبت جريدة نيويورك تايمس الامريكية ، في عددها الاسبوعي بتاريخ 20-11-2016 : انه ولآول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يختار الشعب الامريكي ، رئيسا يعد شعبه بانه سيغير فكرة التحالف الدولي باي ثمن في سبيل استقرار العالم ،ويغيرها الى التعاون في الدفاع عن العالم الحر والاستفادة المشتركة ، اقتصاديا وتجاريا بالاضافة الى المشاركة الدفاعية ،والانفاق  العسكري المشترك . وهنا يبدوا لي ان الرئيس الامريكي ليس دبلوماسيا وحسب، بل ايضا رجلا يرى بان امريكا تستنزف اموالها في قضايا لاتعود عليها بالمقابل مثل ارسال جيشه واقامة مراكز لحماية بعض الدول ،ودعم ميزانية اسرائيل باهدائها كل عام مبلغ مليار دولار، على الرغم من ان العقيدة اليهودية لاتعترف  بالمسيحية .
وتعلق كاتبة اخرى في نفس الجريدة (اماندا تايوب) قائلة : بان الرئيس ترانب كغيره من الرؤساء الذين يمتنعون عن ذكر ارقام ثروتهم وكذلك الضرائب التي يدفعها حقا الى الدولة . وان في فترة الانتخابات حتى فوزه يبدو ان الجناح اليميني في احزاب كل من النروج وهنكاريا واوستريا اي النمسا واليونان قد انتعش، وتامل هذه الاحزاب بالفوز باغلب مقاعد البرلمان . كما تتسائل قائلة : انه يبدو ان الديمقراطية قد خف بريقها في هذه الايام في العالم وصارت اوربا وغيرها تتسائل : كيف يفكر المواطنين الذين يتسائلون الى اي مدى نتحمل الخطوات الديمقراطية تجاه من لايؤمن بها ؟
وكل ذلك يعني ان الشرق الاوسط الذي لايؤمن بالديمقراطية ولا يزال يفكر انه لايحتاجها وقيمه افضل منها ، سيسحق او سيعامل بحسب مايقدم من نفطه او غازه الى الدول المتقدمة ،وبما يشتري من اسلحة ، وخاصة بعد انهيار العراق منذ عام 2003 بسبب الاحتلال الامريكي وانتشار الفكر الطائفي ، وماتبعه من انهيارات في سوريا، وفي فلسطين بسبب تمدد اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، وكذلك ماحدث من فوضى سياسية في لبنان بسبب حزب الله وتوسع نفوذه ، وما جرى من التدمير  الذي صاحب الاضطراب السياسي في اليمن ،وما يفعله داعش وعصاباته في المنطقة العربية، وما يقوم به الاخوان المسلمون من عبث في مصر  ، وما يحدث في ليبيا من مواجهات وتدمير وخاصة ان الجامعة العربية ماتت منذ يوم ان سكتت عن الاحتلال الامريكي للعراق وما قام به من تدمير وقتول وتخريب .   
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

819 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع