قراءة في فكر المبادرة الوطنية

                                                                   

                                     صباح وزير

قراءة في فكر المبادرة الوطنية
التسـوية  التاريخــية  المنشــودة

يمر العراق اليوم في منعطف تاريخي خطير جدا يتمثل في البحث عن حل تاريخي لازمة طالت وامتدت لثلاثة عشر عاما من الخراب والانقسام والتشتت والضياع بين مكونات كانت ضمن اطار امة عراقية واحدة ولكنها تشتت بفعل الحرب الامريكية على العراق وكانت حربا تفتيتية بامتياز افردت واضهرت هشاشة المكون للنسيج العراقي الذي كان يبدوا متماسكا من الخارج ولكنه كان هشا متداعيا مفتتا يستند في وقوفه على اقدامه على مقدار السطوة التي كان الحاكم السابق قد فرضها على الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه . انتهت الحرب على العراق بهزيمة فكرة الدولة الموحدة  وفكرة الشعب المتحد  وطافت على سطح الحدث تداعيات انهيار مرحلة الدولة العراقية الموحدة وضهرت بكل قوة ووضوح افكار الانقسام والهروب باتجاه الطائفية  كحل اعتمدته القوى التي كانت تحلم دائما بتخريب الدولة العراقية الموحدة وانهاء وجود الكيان السياسي الذي احتوى ظاهريا شعب العراق ومن الذين اعتقدوا واشاعوا بان النظام كان طائفيا استند على تنوع واحد من اطياف الشعب العراقي وهي فرية واكذوبة يعرف من اشاعها وعمل على بثها بانها لاتمت الى الحقيقة بصلة وعاد هولاء الذين اعتمدوا الارتكاز على الاجنبي في اسنادهم موكدين على القول بان هناك احتكارامذهبيا لفئة معينة لادوات السلطة وابعادا وتهميشا للاخرين وكانت كذبة كبيرة بامتياز . وسقط النظام السابق ليحل محله فكر وممارسة وسلوك عمل على التهميش والعزل الحقيقي وعمل على تطوير الية صراع كبير على السلطة شمل جميع الرموز الجديدة التي استلمت قيادة دفة سفينة العراق الغارقة ليزيدوا من غرقها وليمعنوا في تدمير اليات الدولة ومؤسساتها وبالقدر الذي يخدم مصالحهم الانية والتي تمحورت على سرقة المال العام والتبعية السياسية والفكرية لايران وطموحاتها وعززوا فكر العزل والتهميش لمكونات العراق تحت حجة الولاء لحزب معين كانوا هم انفسهم اداته الضاربة وادارته المحركة وباعوا الولاء لسادة جدد اعتمدتهم القوى الاجنبية الوسيلة المثلى لاسقاط كيان عظيم كان اسمه العراق . واستمرت التراجيديا العراقية ولسنوات طويلة ومنذ 2003 ولغاية اليوم واستمر البعض يولب الاخوة على اخوتهم ويعزز فكر الطائفية والانقسام والتشرذم ورفع مستوى تاجيج عوامل الاحتقان بين اهل الشيعة والسنة بحجج يعلمون هم قبل غيرهم بانهم يكذبون على الله قبل الانسان في مدى صحتها وكانت هذه وسيلتهم البائسة في اضرام وتاجيج نيران صراع طائفي لم يستفد احدا منه سواهم. وبعد سنوات الغليان والاضطراب الهائل واحتكار السلطة والحكم وتسيير دفة الدولة باتجاهات تسقيط الاخريين والعمل الارغامي الذي فرضه رئيس وزراء فاشل جاهل بابسط قضايا السياسة وتصريف للامور  وانفراط عقد الاحترام لاليات الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية سرقت خزينة العراق بكاملها كما يعرف الجميع من قبل رموز وقادة الدولة الفاشلة الجديدة  الذين كانوا ولا زالوا وسيبقون الى ساعة رحيلهم القريب موضع المراقبة الشديدة  من قبل اسيادهم في واشنطن وطهران  يحصون عليهم حركاتهم وسكناتهم من دون ان يعترض السيد الامريكي على الوسائل والوسائط التي يتبعها حكام بغداد وحلفائهم في تدمير وتحطيم مرتكزات العراق لان هذا التحطيم هو جزء من استراتيجية موضوعة سلفا وتم الاتفاق عليها في واشنطن وطهران وتل ابيب .وكانت المليشيات تعبث بمقدرات البلد تارة باسم المذهب او الطائفة واخرى تدعي بانها وجدت للدفاع عن مصالح المتضررين من الطائفة الاخرى واستمر الاقتتال وبدائت بواكير سلوك مقابل لسلوك ونهج ايران في خلق المليشيات المدعومة منها لغرض تاكيد السيطرة على مقدرات العراق عبر وسائل عسكرية متنوعة ومنها وسيلة المليشيات الطائفية  قابلها عند الطرف الاخربروز جماعات ارهابية وقفت بالضد من مليشيات ايران وانشئت تنضيمات ارهابية مثل القاعدة وداعش سيطرت على مقدرات الامور في المحافضات الغربية وتكريت والموصل وحقق هذا الفعل والفعل المعاكس  الهدف الاساس في الانشطار الذي اصاب بنية العراق ووحدته الوطنية وما تلاه من دمار وقتل وخراب. وكان ماكان في احتلال وتسليم نصف العراق الى الارهاب الداعشي المدعوم سنيا وسيطرت مليشيات اخرى مدعومة شيعيا على النصف الاخرمن العراق العربي وفرضت مليشيات البشمركة الكردية سيطرتها على المتبقي من العراق وتحول الوطن باسره الى ساحة صراع تتقاتل فيه مافيات طائفية وعرقية تارة باسم الدين واخرى باسم القومية وكلها تريد الغنائم والموارد وتريد نهش الجسد العراقي وافتراسه غنيمة قبل ان تستحوذ عليه القوى الاخرى من قوى الصراع كالضباع السائبة الحقيرة . لقد بلغ السيل الزبى وشعر الجميع وبضمنهم المشاركين في العملية السياسية وخاصة من هم في الحكم اليوم ان الامور بدائت تاخذ منحى اخر فبسقوط معاقل الارهاب الواحدة تلوا الاخرى وبداية عصر جديد من المتغيرات السياسية العالمية ووقوع ايران في دائرة الصراع وبداية الضغط عليها من جديد ودخول ارادة امريكية عزوم جديدة لها اجندات قد تختلف اختلافا جذريا عن الادارة الضعيفة القديمة ,وخاصة ان الادارة الجديدة بدائت تعلن عن نياتها الحقيقية بشان المنطقة والرغبة الامريكية في وضع حد لهذا الخراب المستمرفي المنطقة وشعور الجانب الاخر من العملية بثقل الحمل الذي تنوء به مصادر دعمها وتايدها بسبب مشاكل النفط واسعاره والذي دفعها لتقليل الانفاق على حلفائها في المنطقة ويضهر جليا مصداق قولنا الانهيار المستمر لقوى المعارضة السورية عسكريا كل هذا دفع الاطراف المتقاتلة والتي تخوض صراع ارادات الى التفكير في مخرج لهذا المازق الذي وقعت فيه والذي ستكون له عواقب وخيمة بلا شك على مستقبلهم ووجودهم في المنطقة ككل . وكانت بواكير هذا الشعور الاسراع والعمل على اطلاق مبادرة قديمة جديدة  اطلق عليها التسوية التاريخية حيث يحاول البعض من شخوص العملية السياسية العراقية الحالية والمدانه سلفا  تدارك الموقف والتنصل من تبعات اعمالهم وتغطية سلبيات تصرفاتهم والضهور بمضهر المصلحين الكرماء الذين همهم الاصلاح وحقن الدم العراقي ومنع سرقة المال العراقي وانتهاك حقوق الاقليات والابتعاد عن افكار المليشيات والقاء كل الاخطاء التي وقعت بعد 2003 على عاتق النظام القديم الذي لم يكن ابدا بريئا من الخراب الذي اصاب العراق وسوالنا اليوم موجه لهولاء اين كنتم طوال الاعوام الثلاثة عشر الماضية ولماذ هذا التحرك الكبير اليوم هل حصل تبدل في مفاهيم المواطنة لديكم ؟ هل ان شعوركم هو نتاج خوف قاتل من عاديات الايام القادمة ام انها صحوة ضمير متاخرة ؟ متى شعرتم بانه يتوجب عليكم ان تبنوا لانفسكم رؤية وارادة واضحة جادة تمنعون فيها الانهيار  لدولة العراق  ومتى قبلتم بالتفكير بالتسويةالمتقابلة مع غير الاطراف الاخرى ؟ ولماذا لم تعتمدوا الحفاظ على الدولة العراقية ومرتكزاتها وانتم من حطمتم كل المرتكزات الاساسية في دولة العراق هل استيقظ الضمير فجائة بعامل الخوف من الله او بفعل الخوف من سكين الجزار؟ متى امنتم بالعمل الجماعي مع كل مكونات ونسيج الشعب العراقي عندما غبنتم الاخريين حقوقهم المشروعة وسلبت مليشياتكم ارواح واملاك الاخرين ؟ هل تعتقدون ان مجرد ادخال الامم المتحدة في هذه القضية  الكارثية العويصة سيوصلكم لحلول تريحكم ولا تقض مضاجعكم وتكون لكم اطواق نجاة؟ متى امنتم بان الامم المتحدة هي اداة ضمان قادرة ومؤثرة وانتم اول العارفين بعدم جدوى الوكلاء والوسطاء الاممين وماذا فعل ديمستورا في سوريا اوممثل الامين العام في اليمن او الصومال او العراق او يوغسلافيا واي مصالحة حققها هولاء او وساطة حقيقية فعلوا؟ اسالوا انفسكم فستجدون الجواب لديكم ان الحل يبتدى من انسانيتكم وقلوبكم وحسن نواياياكم الصادقة ان توافرت عندكم والتوبة العلنية النصوحة والاقرار بالاخطاء واعادة الحقوق لاهلها وطلب المسامحة والمغفرة من الضحايا الابرياء ونحن منهم واما الحل الذي تريدونه ليبعد عنكم شبح العقاب والقصاص عنكم فهيهات ان ياتي ؟ ان شئتم ذلك فعليكم الاقرار باخطائكم ورفض وادانة سلوكياتكم والعمل مع الاخرين لايجاد ضيغة بسيطة تعيد الامور الى نصابها واولها ان يحمل كل واحد منكم اسماله البالية وادرانه ويرحل تاركا الوطن يجتر الالامه واحزانه , وعندها سيتنادي المخلصون جميعهم الى الجلوس اخوة متحابين في مائدة مستديرة تعيد تشكيل حكومة اخلاق وقيم وطنية حقيقية  وتوسس لدولة الحداثة والتمدن  تحت ظل علم عراقي واحد ودستور يصون حقوق مكونات الامة جميعها وتحرم فكر الطائفية وسلوكيات التحريم والتكفير والارهاب . عودوا لقراءة ورقتكم العامرة والتي كانت ستصلح بحق وحقيقة ان تكون وثيقة عهد ووسيلة خلاص للعراق ولكن بشرط ان تختفوا انتم جميعكم وعلى اختلاف مسمياتكم ومليشياتكم وتاثيرات ايرانكم وداعش والبعث والعبث ومن والاهم من حياتنا لكي يسود السلام وتعود اللحمة الى شعب العراق والسلام على من سمع وعمل عملا صالحا فاتقنه   اخوكم صباح وزير       

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

664 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع