موسم الأمطار يكشف عيوب البناء

                                                             

                                د. محمد صالح المسفر

موسم الأمطار يتكرر كل عام، ويصاحب هطولها أضرار في المنازل والمؤسسات العامة مثل مباني المدارس والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة والخاصة وحفر في الشوارع العامة وغير ذلك وتتكرر المأساة كل عام البعض ينحي باللائمة على المقاولين والاستشاريين والبعض ينحي باللائمة على الجهات المختصة في وزارة البلديات، إذ أنهم الجهة التي تدرس الخرائط والمواصفات وتمنح الترخيص لإجراء البناء أو ما في حكم البناء وأقصد بذلك الشوارع العامة والأنفاق والشوارع الداخلية.

(2)

الأمطار يستغيث الخلق أن يمن الله عليهم بالغيث الوفير وأن ينزل عليهم الرحمة (المطر) ففي هطول الأمطار رحمة للإنسان والنبات والحيوان، فالمطر ينظف الجو مما علق به من أتربة وأوبئة، ويغسل الشوارع وتقل في موسم الأمطار الأمراض رحمة من رب العالمين.

إلى جانب تلك الفضائل إلا أنه يصاحب نزول الأمطار عندنا مآسٍ تنقطع الكرباء في كثير من المباني العامة والمنازل الخاصة لخلل فني في التمديدات الكهربائية وحمايتها من تقلبات الجو، تنساب المياه إلى داخل المنازل والفنادق والمدارس الأمر الذي يلحق أضرارا بالممتلكات. ما نشاهده في بلادنا في موسم الأمطار، النوافذ المنزلية تكاد تكون مزرابا، مياه الأمطار تتدفق إلى داخل المنزل والمباني الأخرى.

كثير منا زار بعض دول العالم وفي مواسم الأمطار لكنه لم ير ما يراه في بلادنا الخليجية على وجه العموم، نلاحظ تصميم النوافذ بميول نحو الخارج تحد من انسياب مياه الأمطار إلى الداخل، مداخل المباني أيضًا تصمم بميول نحو الخارج، فلماذا لا تطبق هذه الحلول الهندسية في بلادنا. أبواب النوافذ محكمة في الدول الممطرة ولها انسياب نحو الخارج. وفي موسم الصيف وعند هبوب الرياح تدخل الرمال عبر كل المنافذ إلى داخل المنزل. إذا منازلنا مهددة في الصيف وفي موسم رياح الخماسين بالأتربه والغبار الخانق عبر تلك المنافذ، وفي موسم الأمطار حدث ولا حرج.

السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا نستفيد من تلك الحالات لنتجنبها في أبنيتنا الحديثة وإجراء تعديلات على المنافذ القديمة تحت إشراف البلدية.

على مستوى الشوارع التي تمتلئ بالمياه، لماذا لا يتم تصميم الشوارع العامة بميول نحو مناهل تصريف المياه؟، ولماذا المناهل متباعدة الأمر الذي يسبب تراكما للمياه وإحداث أضرار قبل وصولها إلى أماكن تصريفها؟ لماذا لا تعمق وتوسع مناهل تصريف المياه كي تستوعب كمية مياه الأمطار؟.

آخر القول: المصمم وكاتب المواصفات، والمقاول، والاستشاري وإدارة التراخيص في وزارة البلديات كلهم مسؤلون عن الأضرار التي تصيب الناس نتيجة لهطول الأمطار أو هبوب الرياح وكل مسؤول في مجال اختصاصه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

812 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع