قرائة في اجندات امريكية تتناسب مع فكر الحدث.

                                                       

                               صباح وزير

انتهت قبل ايام واحدة من اكبر معارك المراهنات السياسية العالمية التي شغلت حكامنا العرب واضاعت صواب البعض منهم وادخلت الهدوء والسكينة على قلوب اخريين لما عنته تلك الانتخابات والاشخاص الذين كانوا في صلب الحدث فخرج منهم من خرج خائبا يبكي ملكا لم يصونوه كما تقتضي الاعراف وصعد اخرون الى منصة الشرف التي استحقوها بكفاح مرير وهمة ولم تكل ولم تمل .

والمهم من هذه المعركة ونتائجها ما له علاقة مباشرة بشرقنا الاوسطي بشكل عام والعراقي بشكل خاص.  فلقد وقف الحكام من عرب الخليج موقف المؤازر والمساند لما تمثله ديمقراطية كلينتون وارتباطاتها وعلاقاتها مع حكام النفط وحركات الاسلامويين المرتبطين بها وبالادارة الامريكية لبراك اوباما الذي اعلن نفسه حاميا للقيم التي لايفهمها مهما حاول ان يثبت انتمائه الى جذور اسلامية فهو لم ولن يفهمها ولطالما  حاول نفي تهمة الارهاب والاجرام عن الاصوليين وارهاب الجماعات الاسلاموية ومدى التصاقهم بالفكر الذي غذته الوهابية واعتمدته ادارة كلينتون اثناء سنوات عملها في الخارجية الامريكية  ليكون وسيلتها لتحقيق انتصارات مزيفة واكتساب دعاية فاسدة كاسدة كسبت من ورائها وبشكل يخالف القواعد الوطنية دعما ماليا لصندوق التسول المسمى باسم كلينتون  والذي بلغ مايزيد عن مليارين من الدولارات  انفق اغلبها على الحاجيات العامة  البسيطة  جدا للتغطية على المصاريف الهائلة وشراء المواد الدعائية والاقلام والصحف التي كانت تروج لكلينتون وحملتها الانتخابية الخائبة وقسم كبير وهائل من الاموال انفقت على الاعراس والمناسبات وشراء الملابس الباريسية المستورة الفخمة والتي لم نشاهد السيدة هيلاري ترتديها لمرتين على امتداد حملتها الانتخابية التي استمرت لشهور طويلة وانفقت فيها عشرات الملايين  في الوقت الذي يوجد في دائرتها الانتخابية عشرات الالاف من المشردين (والهوم لسيه) يعني الذين لاسكن لهم  ولم تمد يد العون لهم ولكنها انفقت ملايين الوعود على الطلبة الاحداث بشان اصلاحات مزعومة عن نظام الاجور الدراسية والحريات الغير المنضبطة اجتماعيا والتي بشرت كلنتون الشباب بانها ستعمل بها ومن اجلها  كما تدعي وجعلت الطالبات والفتيات  يعدون خلفها لانها وعدتهم بالحرية الجنسية والعمل على السماح لهن بالاجهاض على حساب ادارات ومؤسسات الصحة العامة وجعلت همها السماح بتمرير قوانيين الزواجات المثيلية والحرية في العلاقات الجنسية المنحرفة بين الشبيبة الامريكية وعملت مع مجموعة المنحرفين امثال المدعوا انطوني .. الذي كان نائبا عن ولاية نيويورك والذي طرد من مجلس النواب الامريكي وارغم على الاستقالة  وكافاته كلينتون بتزويجه من هوما عابدين كاتمة اسرارها المشكوك بامرها كونها هي الاخرى كسيدتها مثيلية , وهي مسلمة من عائلة عريقة في تأيد الاخوان والمسلمين  وكانت الواسطة مابين عرب النفط الخليجيين وصندوق تسول كلينتون وطبعا كانت عابدين من اكبر المستفيدين من العمولات التي قبضتها عن المبالغ الهائلة والتي زادت على الملياري دولارالمدفوعة خليجيا وكانت كما يعتقد السبب الاساس في دمار كلينتون ودمار مستقبلها السياسي وموت مشروعها في ان تكون على راس البيت الابيض لسنوات قد تمتد لثمانية تستمر فيها عملية تخريب القيم الامريكية بشكل ممنهج  ويستمر في نفس الوقت قتل شعوب الشرق الاوسط وتخريب بنية بلدانه التحتية والاستمرار في دعم حكومات ثيوقراطية فاسدة حتى النخاع  والتي تستند في بقائها على حركات الارهاب السنية والشيعية على حد سواء  كما في السعودية وايران وقطر وتركيا الاردوغانية وتاجيج الصراعات الطائفية وتهجير البشر وتدمير قواعد حياتية لاديان المنطقة والتي شكلت دائما مزيج من التناغم  في التعايش بين اديان سكان المنطقة وعلى الرغم من اوقات عصيبة تاججت فيها نيران الطائفية وكلها كانت بسبب الاصابع الخارجية الشريرة التي عملت دائما على اشعالها حتى يمكن بها تدمير المرتكزات الاساسية التي عملت شعوب الشرق الاوسط وحكامه على اقامتها ولو بصورة بدائية وعدم السماح بفترات استقرار تسمح بالتفكير العاقل والحضاري والمتمدن لشعوب المنطقة وحكوماته وهنا لابد لنا ان نذكر اسناد كلينتون السياسي لدول عملت سياسات امريكا في عهدها على تثبيت اوضاعها واستمرارها في اضطهاد شعوبها وانتهاك حرية مواطنيها مثل السعودية وامارات الخليج مثل قطر والحكومات الدكتاتورية  الثيوقراطية في  وتركيا وايران تحت ذريعة كونها تطبق احكام الدين الاسلامي وقواعده في الحكم         .                                 
 لقد تصرفت السيدة هيلاري واعطت المثل الاسوء عن النفاق في سلوكياتها السياسية ومراوغاتها الممجوجة حيث شبههت تصرفاتها بانها جزء من عمل سياسي مقبول ومعمول به واعتبرته لايمس اويتنافى مع قواعد الاخلاق والقيم المجتمعية الامريكية لان النفاق السياسي كان قد اتبعه ومارسه  حتى ابراهام لينكولن عندما كانت الحاجة ماسة لكي يلعب بمعونته ادوارا مغايرة سياسيا لمصلحة امريكا ولكن الامر على بشاعته ان صح فعله لم يحاول به ابراهام لينكولن الحصول على كسب سياسي رخيص لنفسه اولمصلحته  كما فعلت كلينتون فكان ان دفعت الثمن مضاعفا عن هذه السلوك والتي ستعاني منه السيدة كلينتون لاعوام طويلة قادمة.                                                                                 
  ولقد شرحنا في بحثنا السابق عن مجمل الحدث الانتخابي الذي تم في امريكا وما رافقه من تقلبات ومتغيرات اوصلت المواطن الامريكي المستفز الى اعلان موقف ثابت وصريح قلب به كل الموازين وافشل واثبت بالدليل كذب استطلاعات الراي المزيفة واعطت المؤشر لكل سياسي امريكا والعالم وبضمنها منطقتنا العربية بانه ليس هناك ثوابت مستمرة في العمل السياسي وانما هناك خطوط يمكن التجاوز عليها مهما كانت حمراء عندما تستفز الوطنية وتستثار القيم الاخلاقية الاصيلة , وعندما تكون الاوطان في خطر. وهنا نتوقف مع السيدة كلينتون لكي نشاركها  ولسنا شامتين بها وباحزانها ونقول لها لقد دفعت ثمن تحالفاتك مع من لا امان لهم فابكي هيلاري كلينتون بحرقة والم واستغفري وتوبي عن خطاياك لعل هولاء الضحايا الذين دمرت بلادهم وشردتي عوائلهم  وقطعت خطوط المحبة والالفة والتعاون بين ابناء شعوب المنطقة بسياساتك الخرقاء فلعلهم يسامحونك ويغفروا لك اسائاتك فقد تسببت في تدمير دولة كانت افضل من اي دول حكام الخليج التيتعملين من اجل مصالحها وتقديم اجنداتها والتي لاتسمح لمثلك وانت وزيرة خارجية امريكية سابقة, ان تمارسي ابسط حقوقك كانسانة متحضرة مثل قيادة سيارتك الخاصة على طرقاتهم وان لم تصدقي فاذهبي الي السعودية وحاولي قيادة عربية حنطور وسترين كم عصا وخيزرانة من عصايات المطاوعة ستنهال على قفاك, حاولي ان لم تصدقي  فالتجربة اكبر برهان ,ونعود فننصحك بان تكفي عن لوم وتقريع مدير ال (اف بي اي) جيمس كومي فهو ليس حمال اسيتك وذنوبك واخطائك وهو الموظف الكبير الذي يخاف على منصبه  وسمعته المهنية  فلا تستفزيه اكثر مما فعلتيه فربما لديه الكثير من المستور عنك وعن مصائبك والذي قد يضطر لكشفها  مما سيزيد من الامك ولوعتك وندامتك. لقد عملت ماعملت وكنت اشطر من النفر الكثير وخاصة السيناتور التقدمي ذو النزعات اللبرالية المتحررة والذي كسب قلوب المثقفين ووطلاب الجامعات وكل العناصر الحضارية في المجتمع الامريكي والتي ذهبت اصوات مؤيديه رغما عنه لك  باعتبارك شرا اهون من الرئيس المنتخب ترامب كما حشد الديمقراطيين العقول ضده لانه لايناسب المؤسسة الحاكمة والذي يدعوا الى كشف الادارات الفاسدة في واشنطن واعتقد بان  السيناتور  برني ساندرز والذي قبل مرغما ان تفوزي عليه في الترشيح لانه سكت راضخا للضغوطات عن اكبر عملية غش وخداع في مسئلة (السوبر دلكت) اوالممثلين السوبر والتي اشتريت بها اصوات اكثر من 300 مندوب وهمي افتراضي  وبدون حق وكسبت جولة رقمية لم يكن سيكون لك بها حظ في الفوز وحتى الترشيح من دونها وهذه بعض من عيوب الديمقراطية الامريكية المفترضة  فالسناتور بيرني ساندرز المفكر اليساري النزعات والمنحدر من اصول يهودية ماكان سيكون له حظ  في الترشيح او الانتخاب عموما .
 اما مانشر اليوم عن الرغبة والسعي في الانفصال والطلاق عن بيل كلينتون كما ذكرت الصحف الامريكية عن لسان محاميك وتحميله جزء اساس من الخسارة  لانه لم يلتزم بمعايير الشرف والعلاقات العائلية فانت في هذه الحالة تستفزين  بيل كلينتون ليكشف عن اسرار حياتكم الخاصة وخاصة عن انفصالكم الواقعي منذ زمن طويل ومنذ كنت السيدة الاولى للبيت الابيض وعن الاسباب الحقيقية التي تدفعه ليلقي بهمومه ورغباته بين احضان العشيقات اللواتي شرحن باسهاب عن اسباب اتجاهه اليهن؟ اوعن مونيكا لونسكي والتي اعطت واسعدت السيد كلينتون مالم تستطيعين ان تقدميه له بسبب سلوكيات منحرفة كانت على الدوام لديك فلاترغمي السيد الرئيس السابق بيل كلينتون عن التصريح العلني والبوح بخفاياها واسرارها فقد يلحق بك اكبر الضرر وبسمعتك المتهاوية اصلا .                      
اماعن محاولة مناطحة جبل الجليد في السياسة الامريكية عن طريق مناكدة الرئيس المنتخب ترامب  فان جبل الجليد السياسي الامريكي الذي لانرى منه الا الجزء اليسير وحيث ما خفى منه هو اعظم من طاقاتكم العقلية والمالية وفهمكم للحقائق والثوابت ياعرب الخليج والتهريج محدود بشكل يثير القرف والاستهجان .لهذا نعود اليكم ياحكام الشرق الاوسط وسفهاء الخليج فندعوكم منبهين الى الصحوة ووقف الاندفاع الاحمق في التدخل في شؤون الكبار وقضاياهم  فانتم لستم سوى بيادق شطرنج تتحركون في مربعاتكم  كما يشاء الاعبين الكباروما تقتضيه اساليب اللعب المعقدة والتي هي فوق قدراتكم , فالزموا الحياد وتحفضوا على كل كلمة تخرج من افواهكم او سلوك قد يبدر منكم فتساء قرائته وقد يفسر خطاء وعلى غير معانيه فتكون عواقبه كارثية مدمرة انتم في غنى عنها وقولوا وحذروا هولاء اصحاب السنة السوء التي تنطق عن هواكم وعنكم وباسمكم ان اسكتوا وانسحبوا بهدوء من ساحة انتم لستم كفوءا للعب على ارضها فانتم لستم مهيئين لتحمل تبعاتها وعواقبها . وكل من تابع الجزيرة الانكليزية مثلا وسمع تعليقات المقدم المتابع لبرنامجها الانتخابي للرئاسة الامريكية  وسمع تعليق مذيع الجزيرة وهو يندب الحظ السيء لهيلاري كلينتون  ويبدي التعجب الشديد والتشكيك وكانه في العالم العربي الذي تكون النتائج بنسبة99.999% لصالح الحاكم وتعجبه واستهجانه لكيفية خروج المسار السياسى للانتخابات الامريكيةعن ما اعتقدوا انه الخط المرسوم لها سلفا والواجب اتباعه ارغاما والتي ظن مذيع الجزيرة ومتابع نشرتها انه من المستحيل ان يخرج وينحرف مسار قطار الانتخابات عن ماعتقدوه اوما شاءهوى ورغبات وارادة شيوخ قطر واموالها معتقدين واملين عن كيفية ان يكون عليه حتما النهج والنتائج . وفجائت تتحول النتيجة الى هزيمة ماحقة  لشيوخ وقادة الدويلات النفطية  فتطير تخطيطاتهم وطموحاتهم وتتبخر وتذهب ادراج الرياح . ويطرد ترامب قناة الجزيرة ومراسلها مبشرا وموكدا لهم بانهم اصبحوا خارج اللعبة وان لامكان لهم ولا لفبركاتهم وتحريضاتهم بعد اليوم من تاثير في مسيرة الاعلام الامريكي . لقد ادرك المواطن الامريكي ان عقله هو من يجب ان يسير مستقبله وان ضميرالمواطن الامريكي العادي هو الحكم الفصل في تحديد الاصلح لبلده ومستقبل ابنائه . ولقد سئم  الامريكي العادي من كذب الاعلام المدفوع له سلفا ولم يعد يثق في برامج الاستطلاعات الخداعة والتي عن طريقها يحاولون التاثير على الناخب ولكون الاعلام كان بمجمله تقريبا مشترى من الديمقراطيين الذين يمتلكون اجنداتهم الخاصة بشان المنطقة وخصوصا اصحاب اللوبيات الكبيرة والموثرة المالية والنفطية والصناعية وبيوت المال والعقار والعقاقير الطبية والتي وضعت ثقلها الى جانب كلينتون وازروا حملتها الانتخابية المهزومة بكل طاقاتهم وامكانياتهم وهم الذين دعموا سياسات الهجرة العشوائية التي حاولت وبشرت بها كلينتون عن زيادة هائلة وبنسبة5509% عن احسن السنوات  ولسنوات قادمة طويلة وحاولوا جاهدين ان يستثمروا السنوات التي ستحكم كلينتون بها الولايات المتحدة والتي ستعتبر امتدادا لسياسة اوباما في تغيرالمعادلة الرقمية للناخبين الملونيين والمكسيكيين والعرب وباقي سكان امريكا الوسطى والجنوبية والتي كانت ستركز على السماح لتجنيس المكسيكيين والاسبانيوا اللغة من اهل امريكا الوسطى والجنوبية مع فتح المجال واسعا امام تجنيس ال12 مليون مهاجر غير شرعي الموجود حاليا مما سيودي الى قلب المعادلة الانتخابية لصالح الديمقراطيين  وكذلك سياسة استيراد الاجئيين العرب والاسيويين ومن دول تشهد تخريبا متعمد لاوطانهم . ولقد تيقن وتاكد المواطن الامريكي ان المرشحة كلينتون قد اصبحت صفة الكذب متلازمتها  المرضية التي لافكاك منها بحيث اصبح يشكك في مدى اهلية تلك السيدة لتكون القائد العام للقوات المسلحة الامريكية وهي المشهور عنها عدم الشعور بالمسؤولية تجاه العلاقات الدولية المعقدة والاستهتار بالامن القومي الامريكي وحياة مواطنيها  اضافة الى ما ضهر عليها من علامات مبكرة لمرض الزهايمر. اما بالنسبة لدول الشرق الاوسط المبتلاة من سياسات كلينتون مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن  فان عليها ان تكون متيقضة وحذرة فان الرئيس المنتخب ترامب له رؤيا مغايرة تماما لرؤية اوباما وهو لن يتساهل في تنفيذ مايعتقده الصواب والاسلم لامن وسلامة الولايات المتحدة الامريكية وعلى القوى العراقية مثلا ان تكون مستعدة للتغيير وتبديل الادوارقريبا وهو يوكد بعزم واصرار ولجميع المكونات العراقية الراغبة في التغيير من انه لن يتساهل مع ايران وطموحاتها والتصدي الحازم لطموحاتها في العراق . والذي يعتبره  السيد ترامب امتياز سياسي ومخصوص لامريكا ففيه خسرت امريكا وقدمت تضحيات كبار كحياة اربعة الاف من مقاتليها واكثر من ثلاثين الف اصابة وترليون دولار وعليه فان على اهل العراق شيعة وسنة عربا وكردا وغيرهم ان يفهموا ان الطريق الى تغيير بوصلة اتجاهات السياسة الداخلية والخارجية يجب ان تصب في اتجاهات تغيير العقليات وليس فقط الوجوه التي حكمت للمدة منذ السقوط للنظام السابق ولحد اليوم. واصبح من ضروريات استمرار التوازن وجود شخصيات ووجوه مقبولة من ابناء الشيعة المعتدليين وهم كثر وبلا شك فان القوى السنية التي ساهمت في العملية السياسية الفاشلة يجب ان ينتهي وجودهم مع الوجوه الشيعية العميلة ويخرجوا من حياة البلد العامة والى الابد فقد خسروا ثقة  اهل السنة واصبحوا مجرد عملة نقدية ساقطة .      
   ويبقى السوال من هي القوى البديلة المرشحة للاحلال                    ,                                                   لقد تسلم الملف العراقي السيد رايان كروكر السفير الامريكي السابق  في بغداد وانيطت به مسؤولية التشاور والتباحث مع الوجوه الجيدة الموهلة للتعاون معها ومع تنظيماتها السياسية ان وجدت فتمت زيارات مكوكية للسفي كروكر بين بغداد وعمان وواشنطن وتحدث السفير كروكر مع ما لايقل عن سبع مجموعات سنية متباية في التطلعات والنزعات ولكنها تجتمع على فرضية واحدة  لم يستطع السفير كروكر ان يفهمها او ان يحلل مغازيها ومختصرها ان كل من هولاء يجب ان يكون هو وجماعته الراس القيادي لاي عملية تغيير واعتيار الباقين مجموعات علقية لاقيمة حقيقة لهم على الساحة السنية السياسية العراقية . ويقينا فان السيد كروكر تمنى على هذه المجموعات توحيد المواقف وتعين سقف زمني واساس عملي يمكن البناء عليه لاقامة تحالف وطني شامل وعملي يظم جميع القوى السنية ولكنه جوبه بعزوف عن هذه الرؤيا التي وكما يراها قادة المجموعات الاخرى المتباينة في الهدف الاساس باعتباران جميع الاطراف الاخرى عميلة لايصح التعامل معها وان من يتحدث معهم السفيرفي نفس الوقت هم الفرقة الناجية باذن الله مما ترك السفير كروكر في حيرة  فمن هو الاصيل ومن هو البديل ومن هو المستهلك المعاد سياسيا كما يقول العراقيين عن ساستهم؟ ونفس القول الذي قيل بلسان اهل السنة قيل وبنفس النفس والصيغ بلسان اهل الشيعة . وبلا شك فان ان السفير كروكر سيكون له حديث خاص مع الادارة الامريكية الجديدة ولابد ان له ما سيضعه من جملة افكار ومقترحات على طاولة الرئيس القادم للبت فيها  ودراستها وغالبا يعود الرئيس الجديد للتداول مع ادارته الجديدة  في الامور الرئيسية العالمية ودراسة التحاليل والابحاث المقدمة له كما في حالة السفير كروكر والتي قد تساعد على رسم الطريق للتعامل  المنطقي والصحيح  لايجاد الحلول لكل القضايا الرئيسية الملتهبة في العالم. . لابد ان ندرك ان للشرق الاوسط والعراق اهميتهم  الخاصة في السياسة الامريكية الجديدة فلدى السيد ترامب اسبابه التي تجعله يغير التوجهات القديمة وغالبا سيلغي اغلب  الخطط الموضوعة لادارة الرئيس المنتهية ولايته  براك اوباما ولابد انه يفكر الان بالبديل والحل للعراق وانه سيسعى لاحداث نقلة سياسية تعيد الاستقرارالى المنطقة ظمن التفاهمات مع روسيا حيث تتفق افكار ترامب مع افكار بوتن في مكافحة الارهاب الداعشي وترك مسالة الاسد لتحلها روسيا مع ظمان الاخيرة لجزء الكعكه النفطية الاستراتيجية السورية المغرية وعدم المساس او التنافس على المصالح المستقبلية الهائلة لامريكا في سوريا و ضمان عدم تدخل روسيا في الشان العراقي واطلاق يد امريكا لتسيير الامور في العراق بانهاء النفوذ الايراني وفك التحالف مع روسيا وربما اعادة النظر في مسالة الاتفاق النووي معها  وكذالك تدمير الارهاب الداعشي الذي تتفق عليه اراء السيد بوتن مع اراء السيد ترامب من ناحية رغبة الروس في عدم السماح لمتطرفي روسيا من الشيشان والابخاز وغيرهم من  ابناء دول الاتحاد السوفيتي السابق  الاسلاميين من العودة لروسيا وتهديد الامن القومي لها وعلى خلاف ماكانت السياسة الامريكية في عهد براك اوباما تخطط له . ونعود فنقول بان ما رشح من اخبار توكد ان حكومة العبادي تحاول ان تظهر بمضهر الطالب النجيب والمطيع  فتعود وتنشر مبادرتها الوطنية والتي لاندري اسباب تاخير نشرها واعلانها الى هذا اليوم وهل لها اسباب تكتيكية وما تم من تسريب اخبار باتجاه النية الى مفاتحة قوى المعارضة في الخارج التي يمثلها الشيخ جمال الضاري والشيح خميس الخنجر وربما تيار غسان العطية وتيارات علمانية وقومية ولن ننسى القوى الكردية التي تعارض القيادات الكردية  التقليدية واطراف اخرى واستثناء حزب البعث مما يخرب قيمة المبادرة الوطنية بمحاولة الغاء قوة اساسية في الشارع العراقي وهو شي فاشل من حيث السلوك والطموح  وتبقى الارادة الامريكية  هي العنصر الحاكم في كل الموضوع علما بان الاختيارات الامريكية للعناصر السنية  تتمحور على شخصين لهم مستقبل سياسي لامع ولكنهما حديثي السن وتجربتهم بالعمل السياسي محدودة الا انهم يعتبرون من اصلح الاختيارات التي ستطرح من قبل السفير كروكر امام الرئيس الامريكي المنتخب والذي اعتقد جازما بانه سيستدعي هولاء السادة لجولة اختبار وفحص دقيق لاختيار الاصلح وربما الموافقة على كليهما لغرض توسيع القاعدة السنية المشاركة في الحكم فعلى الجميع الاستعداد والانتضار لما ستفرزه جولة البحث والتقصي والتي قد تودي الى ضهور قوة سنية قادرة ومتمكنة من اعادة التوازن الى العلاقات المضطربة حاليا بسبب قضايا خطيرة تاتي على راسها مسالة الموصل والمحافظات السنية والحلول للمشاكل المعقدة الاخرى كالغاء الطائفية والمحاصصة السياسية والعزل السياسي ومشاكل المهجرين في الدلخل والخارج والتخالفات الدينية وقضية اصلاح الدستور   والسلام الاجتماعي وعشرات المشاكل العالقة  التي تنتظر حلولا سريعة وايجابية والله الموفق.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع