لابأس ..فالعراق هو الفائز!

                                     

                                                  صبري الربيعي

    

يشهد الله اني بكيت هذا المساء ثلاث مرات , فالذي انجزه العراقيون , العراقيون كلهم من دون مبالغة , يعد في عرف المنجزات الرياضية حالة فريدة .. فهؤلاء الشباب قالوا اليوم للعالم كله انهم من وحد العراق , وأذاب هموما مطبقة على قلوبنا , ومتعتنا في رؤية ما في شعبنا من  قوة واندفاع لإعلاء راية العراق , عراق الشعب العراقي , وليس عراق السياسيين الذين اوصلوا البلاد الى اسوء حالاتها .

اريد ان اقول كلمتي فيما انجزه الأبطال في اطار رؤية موضوعية لهذا الحدث المزلزل انطلاقا من المعطيات التالية:

عدم التكافؤ الواضح فيما بين المنتخبين العراقي والإماراتي من حيث:

آ: الرعاية والأموال التي تنفقها حكومة الإمارات على تدريب وتأهيل منتخبها , من حيث التدريب والرعاية ومعسكرات الإعداد في افضل المنتجعات الأوربية .

ب : عوامل التشجيع المالي المباشر , حيث ان كل لاعب في المنتخب الشقيق , يمتلك من مؤشرات المال ما لا يتوفر عليه حتى اغنى وافضل اللاعبين في الدول المعروفة ببروزها في كرة القدم , كالبرازيل , واسبانيا ,والبرتغال , والأرجنتين  وانكلترا  وغيرها .

ج : استخدام هيئة الإشراف على هذه المباريات  اساليب مشخصة انها تؤثر في مجريات اية مباريات ونتائجها , وارجو ان  لا يخرج لنا من يقول ان هذه الأمور هامشية لا تؤثر في النتائج !  وتمثلت تلك  الإجراءات المنطوية على القصدية واستهداف اضعاف المنتخب العراقي , من خلال حصر المشجعين العراقيين الذين لم يتجاوز عددهم 1000 مشجع ,في مقابل 23000 مشجع اماراتي نقلتهم عشرات الطائرات من الإمارات الى البحرين من خلال جسر جوي .

ج : حصر المشجعين العراقيين في مقاعد قصيّة عن مركز الحركة في الملعب ,

د : لجنة الحكم كانت على درجة واضحة من ترصد اللاعبين العراقيين , وعلى وجه الخصوص الحكم السعودي (الغامدي) الذي كان على درجة اشرها الجميع من ظلمه البين للفريق العراقي ,وقد بدا انه يثأر لهزيمة منتخب بلاده السعودية الذ هزمه المنتخب العراقب . وعدم احتساب اخطاء واعتداءات بينة على اللاعبين العراقيين , رافقها (خشونة ) متقصدة لإلحاق الأذى باللاعبين , وإعاقتهم عن التمتع بلياقتهم البدنية .

ه : الفريق الإماراتي كان قد درس جيدا , و(هذا من حقه) خصائص اللاعبين العراقيين , وقد خطط لإستخدام حلقات القوة والتناول المحكم السريع .

علينا ان نؤكد حقيقة  ..ان هذه المباريات عراقية بامتياز لأسباب هامة .

آ :  المنتخب العراقي لم يأت من معسكره التدريبي , اومن منتجع للراحة , بل جاء بعد خوضه ثلاث مباريات , في نطاق التصفيات بين مباراة واخرى ليس اكثر من يومين .

ب : الفريق العراقي اقتصر على اللاعبين الشباب الجدد , باستثناء نور صبري ويونس محمود وسلام شاكر , في مواجهة الفريق الإماراتي الذي اعتمد لاعبين محترفين قدماء عرف بهم الفريق الإماراتي.  خاضوا مباريات دولية متعددة , وتعرفوا ميدانيا على اساليب ممارسة لعبة (كرة القدم) .

ج: ليس على لاعبينا المبدعين الأشاوس , الحزن , او الندم ,فهم قد سجلوا في هذه المباراة مستوى على درجة عالية من التميز , سيجعل من هذه المباريات علامة بارزة في مباريات كرة القدم الدولية مفردة تدرس في اكاديميات الإعداد .

د : صحيح ان النتيجة في عدد الأهداف كانت للفريق الشقيق , الا أن ابناءنا  قد فرضوا انفسهم على الملعب  ,واحيوا مباريات على درجة عالية من الحرفية , والفنون الكروية , وهي من حيث المستوى , سجلت كونها من اصعب المباريات , في دوريات الخليج , والمنطقة , فقد كان هناك( استقتال عراقي , امارتي ) من اجل الفوز .

لا أعتقد ان أحدا من العراقيين ,  سوف يأخذ على المنتخب , , عدم فوزه بهدف ثان , فهذه هي كرة القدم , يمكن ان تحمل ما لا يتوقعه أفضل خبراءها في لحظة خاطفة !

ولا أظن ان مدرب الفريق العراقي المبدع حكيم شاكر سيلام لعدم تحقيقه نتيجة الفوزالعددي في هذه المباريات , كونه اجتهد والمجتهد يمكن ان يخطأ او يصيب ..وربما يقول البعض ان على حكيم شاكر , تطعيم المنتخب بعدد أكثر من ثلاثة لاعبين قدماء .

وهذه المرة زاحم السياسيون العراقيون وعائلاتهم وابناءهم ايضا الشعب العراقي في حصة بسيطة اقرتها لهم اللجنة المنظمة  وحددت ب1200 مشجع لتقلع الطائرات بخمسمائة عراقي هم ابناء وعائلات المسئولين العراقيين , فيما احتشد الآلاف من المواطنين وقطعوا طريق المطار  , لتحاول السلطة معالجة الأمر معالجة متأخرة اذ نسقت الإجراءات من السلطات البحرينية لإضافة 900 مواطن , الا ان بطء الإجراءات , حال دون التحاق المواطنين المتبقين بمن وصل ,إذ بقيت الطائرات تحوم حول البحرين من دون السماح بنزولها كون هؤلاء المواطنين لم يجر التنسيق بشأنهم مع السلطات البحرينية .

عندما نربط الرياضة بالسياسة , لاننطلق من  فراغ ..ففي الوقت الذي اوصل السياسيون العراقيون الحاليون الشعب العراقي الى الفرقة والتشرذم في المواقف والرؤى , التي لا ينكر التأثير الخارجي في صياغتها . وتمخض كرمهم الحاتمي عن منح كل لاعب من لاعبي المنتخب مبلغ الف دولار فقط , يمكن ان  يمنحها اي اماراتي لصبي يمضي مساءا في اللعب بكازينوها ت الإمارات ومولاتها .

بدوافع الوفاء لجهد هؤلاء الشباب , ومدربهم  حكيم شاكر الذين جلبوا الفوز للعراق في ثلاث مباريات , والفوز الفني المحسوم في منافسة كأس الخليج 2013 , فاننا نتمنى على العراقيين, والجهات التي اعلنت عن هداياها فيما لو فاز المنتخب .. الوفاء بتقديم هذه الهدايا تعبيرا عن تقدير الشعب العراقي للآعبين الذين اخلصوا الأداء وأوفوه حقه .

كما انني اطالب  اتحاد كرة القدم العراقي واللجنة الأولمبية , ووزارة الشباب والرياضة  ولجنة الرياضة والشباب فيما يدعى ب(مجلس النواب) استدعاء السفير الإماراتي في العراق ,وسؤاله عن  أساليب اهانة السلام الوطني العراقي , والإساءة المباشرة من قبل فئات مدسوسة بين المشجعين , وفي الوقت نفسه مباشرة اجراءا قانونية تعالج مثل هذه النواحي السلبية التي حفلت بها المباراة وخلفياتها ونتائجها , لكي تحترم الجهات الأخرى العراق , كما ينبغي وعدم الوقوع في شرك السياسة  فهذه  الإساءت للعراق ..العراق , وليس عراق المسئولين الفاسدين الذين ما كانت مثل هذه العناصر المسيئة بالإساءة للعراق باتيان مثل هذه التصرفات الشاذة لو وجودهم .

واليوم فان أحد عشر شابا اقاموا الدنيا  ,باعداد واداء رائع مهذب محترف ومتميز , سيؤدي دوره بالتأكيد على صعيد نقل (الكرة العراقية) الى آ فاق رحبة عالية المستوى !

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع