المناظرات القذرة بين ترامب وكلنتون

                                                       

                              بثينة خليفة قاسم

لأول مرة يشعر الناس بعدم الاحترام للديمقراطية الأميركية وأدواتها، فحملة الرئاسة الأميركية التي تدار بين المرشح الجمهوري ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون تسيء للولايات المتحدة كلها وليس للمرشحين المتنافسين أو الحزب الذي ينتميان إليه.

لا نقول هذا الكلام لأن المرشحين ضدنا، وإن بأشكال مختلفة، فغالبية الإدارات الأميركية لم تقدم للعرب والمسلمين شيئا، حتى أوباما الذي بدأ حكمه بقراءة القرآن ودغدغة مشاعر المسلمين تبين أنه أكثر رئيس أميركي ضد العرب والمسلمين.
نحن نقول ذلك من باب العجب من إفرازات الديمقراطية الأميركية، فما سمعناه ورأيناه في المناظرات التي جرت بين كلنتون وترامب يظهر درجة كبيرة من الانحطاط الأخلاقي في إدارة الحملة الانتخابية من الطرفين، فهل عجزت أميركا باتساعها وتقدمها وأساليبها في تقييم البشر عن الإتيان بمرشحين لأكبر حزبين تتوفر فيهما سمات الإنسان المتحضر الذي سيصبح رئيسا لأكبر دولة في العالم؟
هل أميركا التي تعطي دروسا للعالم في حقوق المرأة واحترامها سيحكمها رجل يتفاخر بتاريخه بالعبث بأجساد النساء، وينظر إلى المرأة هذه النظرة المنحطة، رجل يقول بالحرف الواحد: طالما أنك نجم يمكنك أن تفعل بالنساء ما تشاء...! هل هذا ما أنتجته الحضارة الأميركية التي يتعالى أهلها على غيرهم من الشعوب والحضارات؟ الرئيس الأميركي يعتبر أهم رجل في العالم، فكيف يكون مصدر فخره وأهم ما في تاريخه تحسس (أجساد) النساء؟ الأميركيون بكل تاريخهم ومكانتهم عليهم أن يختاروا الآن بين صاحب هذه البطولات النسائية وبين عجوز “حيزبون”، تتفاخر بأنها ومسؤولي الإدارة الديمقراطية التي تتبعها نشروا الخراب في العالم العربي وتسببوا في قتل وتشريد الملايين من البشر!
وسواء فاز المرشح الجمهوري الذي جاهد في الدفاع عن نفسه بجمع النساء الكثيرات اللاتي تحرش بهن أو اعتدى عليهن بل كلنتون، في مؤتمر صحافي واحد، ليقول للناخبين إن منافسته هي زوجة أكبر رئيس متحرش في العالم، فلاشك أن العالم الذي نحن فيه سيصبح أسوأ مما كان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

858 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع