شيخ الأزهر يضع النقاط على الحروف لوزير خارجية إيران

                                      

                                              بثينة خليفة قاسم

تحية إعزاز وتقدير للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ولمؤسسة الأزهر الشريف على المواقف الناصعة لهذه المؤسسة العظيمة التي ستبقى دوما منارة للعلم وعنوانا لوسطية الإسلام على مر العصور.

لم نتفاجأ بموقف الإمام الأكبر من قضايا العرب والمسلمين وفي مقدمتها قضية البحرين، ذلك الموقف الذي أبداه فضيلته بكل وضوح لوزير الخارجية الايراني خلال زيارته لمشيخة الأزهر في القاهرة ضمن فعاليات زيارة الأخير للقاهرة ولقائه بالرئيس محمد مرسي، فالأزهر كان ولا يزال قيما على قضايا الأمة الاسلامية وحاميا لسماحة الإسلام ووسطيته.
لم يكن اللقاء الذي جمع بين الدكتور الطيب والوزير الإيراني مجرد لقاء برتوكولي يقوم على المجاملة المتبادلة التي تقتضيها الأعراف الدبلوماسية، ولكن فضيلته وضع لضيفه كل قضايا الأمة ذات الأهمية على مائدة الحوار بشكل يزيد من احترامنا لهذه المؤسسة الاسلامية الكبيرة.
فضيلة شيخ الأزهر رفض رفضا قاطعا تدخل إيران في الشأن الداخلي لمملكة البحرين ودول الخليج العربي،وطلب من الوزير الايراني إبلاغ القيادة الايرانية بهذا الموقف الاسلامي البعيد عن أي تحيز.
ولم تكن قضية البحرين وحدها هي التي اهتم فضيلة شيخ الأزهر بها، ولكنه تناول قضايا أخرى لا تقل أهمية، من بينها قضية عرب الأحواز وأهل السنة في إيران الذين يستغيثون كثيرا بالأزهر الشريف بسبب عدم تمكنهم من ممارسة شعائرهم بحرية والتعرض للملاحقات والتنكيل من قبل السلطات الايرانية، وكذلك لقضية سب الصحابة وسب السيدة عائشة زوج الرسول عليه الصلاة والسلام، وطالب فضيلته الضيف الإيراني بضرورة أن تقوم المرجعيات الدينية في إيران بتحريم سب الصحابة وسب زوجات الرسول خاصة السيدة عائشة رضي الله عنها.
وتأتي أهمية هذه المطالب التي سبق تقديمها للمراجع الايرانية مرارا من قبل الأزهر الشريف لكون الأزهر الشريف مؤسسة معتدلة ولا تتعامل مع قضايا الأمة الإسلامية بنفس طائفي كما يفعل غيرها من المؤسسات والمرجعيات، ولكونه لم يقم بذلك انطلاقا من انحياز طائفي ضيق، فالأزهر الشريف كما نرى ونتابع يحرص على مصلحة الاسلام والمسلمين، ويرى أن بقاء هذه الأمة وقوتها يكمن في اتحادها والتعايش بين مذاهبها وعدم التضييق على أصحاب مذهب معين من قبل أصحاب مذهب آخر.
ونحن خلال سنوات التسخين الطائفي التي عاشتها وتعيشها الأمة لم نشهد موقفا أزهريا به انحياز لطائفة دون سند أو دون مراعاة لوحدة الأمة الإسلامية، وحتى مع الأديان الأخرى كان الأزهر حريصا على الحوار الذي يؤسس للتعايش وقبول الآخر، ولم يكن يوما محرضا على الأقباط المصريين، بل حريصا على احترامهم وعيشهم الكريم على أرض بلدهم.
ومن المعروف أن الأزهر الشريف يحترم المذهب الشيعي ويقر التعبد على هذا المذهب (حسب فتوى شهيرة للشيخ شلتوت)، وبالتالي فإن المطالب التي حملها الإمام الأكبر لوزير الخارجية الايراني يجب أن تكون محل احترام من المرجعيات الايرانية.
فهل ستستمع إيران، مرة، لصوت العقل والاعتدال الصادر عن هذه المؤسسة التي تعكس وسطية وسماحة الإسلام على مر العصور؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع