الطائفية، السلاح النفسي الأخطر في الصراع

                                       

                                               الدكتور/ سعد العبيدي

أزمة مع السيد الهاشمي، يخرج من حولها متظاهرون محددون ينتمون الى مناطق محددة "لمثلث الجزيرة"، يهتفون وحدهم في ساحة التظاهر، بانحياز الحكومة وتسييس القضاء واستهداف الابناء من الطائفة، وتدخل الحكومة صراع ملاواة مع سياسيون من تلك المناطق، وكأن الخطأ يتمحور في جزئهم المحدد من العراق، وكأن المجتمع يوضع على حافة بركان.

ويخفت سعير الازمة، لتأتي أخرى مع المطلك، ويتكرر المشهد الذي يمتد خارج المنطقة المعنية الى دول الاقليم، وكأن المجتمع المحدد يستنجد بامتدادته الاقليمية ليزيد التهمة الموجهة بالانحياز والاستهداف ويقرب العراق من حافة البركان.
ونفاجئ من بعد أن صلحا قد تم على وفق توجهات العرب في تقبيل اللحى، ويتأجل سيل الازمات الى حين، تظهر بعده أزمة العيساوي، فيتذكر المتظاهرون المحددون خبرة التصارع والاتهام، ويزيدون صيحات الهتاف ويوسعون الاتهام بنفس الصيغ السابقة، وتدخل أطراف مقابلة من منطقة أخرى، تهتف بنفس الصيغ وتكيل الاتهام بنفس الاسلوب، محورها طائفي جاهز، سلاح وحيد للتعامل مع الازمات التي تعصف بالبلاد، وكأن الاهل لا يجيدون سواه سلاح لمواجهة الاضداد.
ان التعامل مع سيل الازمات بهذه الطريقة المثيرة للازمات، وردود الفعل عليها بنفس الطريقة التي تعزز الازمات، يبين:
أن المشاعر الطائفية بين عموم العراقيين موجودة وهي وان خفّتْ أو قلت بعد عام 2008 بجهود حثيثة لبعض السياسيين من جميع الاطراف، لكنها بقيت نارا يغطيها رماد خفيف، وبقيت سلاحا سهلا يتم اللجوء اليه سريعا بأقل الجهود وأرخصها تكلفة.
وتبين أننا في العراق لم نغادر قطار الطائفية ولم نعي أخطار عدم المغادرة، التي قد تجرنا بالتدريج الى الاقتناع بأن الحلول المتاحة للنزول منها أي القاطرة هو في فصل السكك عن بعضها البعض، والدعوة الى العيش التفردي كل في منطقته. مؤشراتها بدأت واضحة في الازمة الاخيرة التي حدثت مع أقليم كردستان وما رافقها من أصوات تدعو علنا بضرورة أنفصاله عن العراق.
ان الوضع أكبر من موضوع جريمة يمكن أن يرتكبها أفراد الحمايات الخاصة،  لهذا الوزير أو ذاك، وأخطر من مسئول في الدولة لا يعترف باحتمالات ارتكاب الجريمة من معيته.... انها مشكلة ثقة وتقبل وأطمئنان بين الطوائف والاقوام العراقية تنتج أزمات اذا ما أستمرت على نفس الوتيرة واستمر التعامل الشعبي والرسمي معها بنفس طريقة التضاد المنفعلة، سنجد في المستقبل القريب أصوات من الشيعة تدعو الى فصل السنة، بنفس الوقت الذي تعلو فيه أصوات من السنة تدعو الى الانفصال.
وسنجد حروب قد تنشب بينها دويلات ناقصة السيادة، ليكتشف أهلها بعد فوات الاوان أنهم ومشاعرهم الطائفية قد أستخدموا أدوات حرب نفسية لتدمير وجودهم من الداخل.
                                                               15/1/2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

853 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع