عودة الروح للنوادر و الطرئف / الحلقة السادسة

                                                  

            الدكتور عبدالــــــــرزاق محمــــــد جعــفـــــر
         استاذ جامعات بغداد والفاتح وصفاقس / سابقا

        

1- دروس من مدرسـة الحياة :

-  خلق الأنسان بعقل وشهوة وخلق الحيوان بشهوة.
- لا تمد اليد المعطوبة لصديق اوعدو حتى لا يدركوا ضعفك.
- ان تعيش قصة حب فاشلة خيرا من حياة قاحلة.
- الصراحة بين حبيبين كالماء للنبتة.
-  لغة العيون لا يفهمها الا العشاق.
- الحب من طرف واحد محكوم بالأعدام.
- الحب آصرة بين طرفين لا تخضع لأي منطق متعارف عليه.
-  اذا اردت ان تقتل مشاعر الحبيب فأكتب له شروطك.
- اذا كنت معدوم حاسة الشم, فلن تشعر بعبيق من  يحبك.
- الظروف الملائمة تساعد على ترعرع ونموالحب الصادق.  

 2- حدوثات من التراث العراقي:

مولانه,... هذي مو آيه:
تقام في معظم مدن العراق احتفالات دينية يبدأها المرشد والذي يسمى القارئ والذي يتمتع بدرجة عالية في الفقه وعلوم الدين. ويصادف قبل حضور القارئ ان يصعد المنبر شخص يتلوا المدائح النبوية و لأهل بيت رسول الله, لمدة دقائق ثم يجمع الحضور له بعض المال. وفي احد الأيام تصادف وجود شخص متخلف عقليا, واراد بعض الشباب مداعبته وطلبوا منه صعود المنبر وقرائة  آية قرآنية حتى يجمعوا له بعض المال ! تردد هذا الشخص  في بادئ الأمر ثم وافق وصعد المنبر و بدأ بألقاء الخطبة!
بسم الله الرحمان الرحيم / قال الله في كتابه الكريم: ( بلادي وان جارت علي عزيزة, واهلي وان شحوا عليكرام), وهنا ضج رفاقه الذين ورطوه بالضحك وقالوا: هذه موآيه!  : فقال فورا: اذن حديث نبوي, فقالوا له ولا حديث نبوي فقال لهم اذن من اقوال امير المؤمنين علي بن ابي طالب , كرم الله وجهه , فقالوا له ايضا لم يقل الأمام علي مثل هذا الكلام ,... وهنا زهق بهم وقال : اذن أللي كاله فد ابن قـ----. مثلكم!
المنحوس!

يستخدم هذا المصطلح كل من له حظ نحس, فاذا فشل بعمله يقول: حَظ أمحيسن!,(اي ان حَظه تعيس مثل حَظ أمحيسن),.. وأمحيسن, شخصبة وهمية نسبت لهاالعديد من قصص الفشل, واليك واحدة منها,... حدثت لمحيسن عندما سـافر بالقطار من لندن الى يورك في انكلترى.
* كان أمحيسن يستخدم القطار في تنقلاته, وفي احد المرات لم يقطع امحيسن تذكرة لسبب اوآخر, ولما جاء المفتش طلب منه التذكرة, و ادعى امحيسن عدم توفر الوقت للشراء, وطلب منه المفتش اعادة الشراء!
* ألا أن أمحيسن لم يرغب الشراء ,...وطلب من المفتش ان يجيبه عن السؤال الآتي, فاذا عرفه فسوف يعطيه ضعف قيمة التذكرة واذا لم يجاوب يعفيه من قيمة التذكرة!,فوافق المفتش
على الرهان, وقال أمحيسن للمفتش:
*هل تعرف كم خصية عندي وعند الرجل الجالس بجنبي؟,..
!  وفورا اجاب المفتش : اربعة
فقال أمحيسن له لقد ربحت انا ! واخرج امحيسن شهادة طبية تثبت رفع خصية منه!,... لم تدم فرحة أمحيسن , حيث اخرج  
 الرجل الذي بجانبه شهادة تدل ان جسمه فيه ثلاثة خصاوي!

دفع الله ما كان اعظم:

نادى المنادي في شوارع بغداد في العهد العباسي ليعلن ان الخليفة يرغب بسماع صوت رجل يغني , وسوف يجزل عليه الهدايا النفيسة اذا اطربه, و اذا ازعجه, فسوف يعاقبه بعقاب يعلن عنه في حينه!
توسلت امرأة رجل يشتغل في احد حمامات بغداد  بزوجها ليذهب الى قصر الخليفة  ويشترك في المسابقة! فلم يوافق وقال لها ان صوتي جميل فقط بالحمام!
 فقالت له زوجته: اذن خذ معك الحب أي الزير( وهو الوعاء المستعمل لخزن الماء وتبريده وما زالت الطريقة تستعمل في الكثير من مدن العراق الجنوبية), وضع رأسك به وغني !
لم يوافق الرجل حيث سيعتبر ذلك غش! ويعاقب عليه, وهنا قالت له الزوجة:  اذن خذ معك الشربه (القلة) وضعها تحت عباءتك,.. وسوف لن يراها احد.
*وافق الرجل وجهز نفسه وفق خطة زوجته. ولما حان دوره وراح يغني انزعج الخليفة و امرالجلاد ان يملئ الشربة بالماء ويغطس عود الخيزران فيها ويضرب الرجل حتى ينشـف الماء منها, وفي كل مرة يقول : دفع الله ما كان اعظم!
استغرب الجلاد وقال: لماذا تقول: دفع الله ما كان أعظم؟
 فقال الرجل: احمد الله لم استعمل الزير في الغناء!
 أجازه موظف حكومي:
طلب احد الموظفين اجازة لمدة ثلاثة ايام للقيام بمراسم الدفن وحضور مأتم والده المتوفي هذا اليوم, وكتب طلبا /عريضة/ الى مديره, و وافق المدير على الطلب وقدم التعزية للموظف وخرج الموظف مسرورا لموقف مديره, وبعد مرور اكثر من شهر احتاج ذلك الموظف الى التفرغ لعمل خاص ولا بد من اخذ اجازة, و استخدم  نفس الطريقة السابقة, معتقداً نسيان المدير اجازته السابقة, ونفذ فكرته وتقبل المدير الطلب ووافق عليه كما حدث في المرة السابقة!
 *** خرج الموظف مستهزأ بسذاجة المدير , وانطلاء الحيلة عليه , ومرت الأيام وبرزت في حياته اعمالا تحتاج للتفرغ من عمله الرسمي , ولم يجد وازعا يمنعه من  تكرار هذا الأسلوب  لأيمانه بسذاجة مديره!,... وادى الدور السابق وتم كل شيئ,..
فوجد الموظف فرصة ثمينة بالحصول على اجازة من دون أي قطع لأي مبلغ من راتبه, بأدعاء وفاة والدته ليموه الكذبة على مديره, وتم له الأمر بكل بساطة,... وراح يكيل المديح لعبقريته التي فاقت ذكاء مديره!
 ***  لا اريد ان اسبب الضجر للقارء, فقد وجد الموظف متعة مثمرة وهكذا اراد الأستمرار في غيه وكتب مرة ثانية عريضة لمديره طالبا اجازة ثلاثة ايام بمناسبة وفاة أمه!     
**وما ان قرأ المدير العريضة حتى كتب عليها/ غير موافق / وسلم العرضة للموظف وعلت الدهشة وجه ذلك الموظف وقال للمدير, لماذا يا أستاذ؟, ابتسم المدير وقال للموظف: كنت على اعلم ان لك عدة آباء والكل يعرف انك بن عا...ة , ومن الصعب ان تعرف من هو ابوك الحقيقي, ولكن من المحال ان تكون لك غير أم واحدة!

الشهيد العائد للوطن
عندما نشبت الحرب بين العراق وايران, تساقط الشهداء واعلنت السلطة العراقية اكرام عائلة الشهيد مبلغا من المال (10  آلاف دينار) مع تحمل مصاريف الدفن والعزاء.
وفي احد المرات وصلت الى احدى قرى الجنوب سيارة تكسي تحمل نعشا ملفوفا بالعلم العراقي لشهيد من  احد ابناء القرية ،اســتلمت تلك الأسرة الجنازة وقاموا بمراســيم الدفن والعزاء وبعد مرور ثلاثة شـــهور على الوفاة , اراد الوالد ان يزوج زوجة الشهيد الى اخو الشهيد الأصغر منه وفق التقاليد المعمول بها في تلك المنطقة لحفظ البنت من الأنزلاق او الزواج من غريب وخاصة عندما يكون لدى المتوفي ذرية, وقد كان للشهيد طفل عمره سنه.
 تم كل شيئ من دون مراسم الأفراح المتعارف عليها احتراما لدم الشهيد. ....ومرت الأيام وتبين ان الشهيد كان مفقودا ولم يرغب بالألتحاق بوحدته العسكرية, ولتشابه الأسماء وصلت جنازة غريبة لتلك العائلة لتدفع ثمنا لا يعوض بأموال الدنيا كلها!! حيث طلب الجندي المرافق عدم فتح النعش لفداحة الأصابة وامتثل الأب للأمر في حينه.
وبعد خمسة أشهر, وصل ذلك الشاب الشهيد بالخطأ الى قريته ليلا ولم يرغب ان يوقظ والديه وأراد ان يعملها مفاجئة لهما في اليوم التالي ! واتجه الى كوخ زوجته ولما اقترب من السرير وجد بجنب زوجته رجلا ومن دون وعي, استل غدارته وصوبها نحوهما وارداهما قتيلين !!.....سمع الأب والأم صوت الطلقات وافاقا مذعورين وتوجها نحو كوخ ابنهما والتقت الوجوه وراحت الأم تزغرد لمشاهدة ابنها الذي اعتبر شهيدا, والأب يلطم على رأسه ويصرخ بأعلى صوته!

  
الحمار وابنه الجحش!
كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية معشر من الحمير , وفي يوم من الأيام أضرب حمارعن الطعام مدة من الزمن , فضعف جسده وتهدلت اذناه,..وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن فأدرك ابو الحمار وضع ابنه في تدهور مستمر واراد ان يفهم منه سبب ذلك؟ فأتاه على انفراد ليستطلع حالته الصحية التي ازدادت تدهوراً.
فقال له : ما بك يابني؟ احضرت لك افضل انواع الشعير وانت لا تأكل ؟وما زلت رافضاالأكل!اخبرني ما بك؟؟؟..ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟؟
هل أزعجك أحد؟
رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا :
نعم ياوالدي!! أبي .. انهم البشر!..
دُهش والد الحمار وقال لابنه الصغير:
وما بهم البشر؟؟؟ يا بني؟
 فقال له: انهم يسخرون منّا نحن معشر الحمير!
فقال الأب وكيف ذلك ؟؟
قال الأبن: ألم تسـمع  كلما قام احدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار..أنحن حقا كذلك لا نفهم؟
وكلما قام أحد ابنائهم برذيلة يقولون له يا حمار... ويصفون أغبيائهم بالحمير,ونحن لسنا كذلك يا أبي..لأننا نعمل دون كلل ولنا مشاعر..وندرك الصح من الخطأ!
* عندها ارتبك ابو الحمار ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره في هذه الحالة السيئة.
* ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا اقناعه حسب منطق الحمير,..
* انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على المخلوقات!    
لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهو لنا نحن معشرالحمير بالاساءة فانظر مثلا..
هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال اخيه؟؟
هل رأيت حمار ينهب طعام أخيه الحمار؟
هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه؟
هل رأيت حمار يشتم أخاه الحمار أو أحد ابنائه؟
هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم
يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟
طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الأنسانية!  
اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك وأطلب أن ترفع رأسي عاليا
وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار!,...واتركهم يقولوا ما يشاؤون..فيكفينا فخرا أننا الحمير لانقتل ولا نسرق لا نغتاب ولا نسّب!
أعجبت كلمات الحمار الاب فقام الأبن وراح يلتهم الشعير
وقال : نعم سأبقى كما عهدتني ياأبي
سأبقى حمار ابن حمار!

  

اليمامة العمياء
لم يرغب صابر أن يسبب ألما لأي شخص قد  يلمس صدقا في سرد ما عاناه من متاعب عندما سار خلف تلك اليمامة التي حسبها الهناء المنتظر، ولم يشك في حينها أن ما رآه هو السراب بعينه ، فقد كان أعمى البصيرة ، ولذا دفع سنينا من  عمره ثمنا باهظا لصيد تلك اليمامة او قل" الوهم" الموشح بالهناء.. يوم سار وراء عواطفه المطمورة من سيئ إلى أسوء ، متصورا أنه سيكسبها  إذا ما بذخ عليها المال والهدايا بسخاء و على نار هادئة ،... فخسر المال والوقت لأنها امرأة ذات خبرة معمقة وليس كما تصور بأ نها ساذجة وعديمة الخبرة كما تقول المطربة نجاة الصغيرة: لسه في الحب بتتعلم جديد
"اي انها عذراء وترفض أي علاقة جنسيه غير شرعية, ولم تسمح لأي مخلوق أن يمسها قبل موافقتها على الزواج منه" ..وهكذا كبرت تلك اليمامة في عينه وراح بين مصدق ومكذب لما يسمع منها,.. وترك برهان ذلك للزمن ،... وخسر الرهان وكسب الذكريات ليدونها كعظة لمن يتعض بأخطاء الآخرين قبل فوات الأوان، طالبا من كل فاشل في الحياة أن يتعامل مع الواقع مهما كانت قسوته, فالأخطاء الجسيمة في حياة كل منا قد تكلفه سعادته أو قل حياته..... فالمرأة في مجتمعنا الشرقي ، ومهما بلغت درجة ثقافتها أو تعلمها غير صــريحة وترغب بالهيمنة على الرجل إن شعرت بحبه لها وتبدأ اللعب بعواطفه والتلذذ بشوائها،... وكلما زاد سعيرها، ازدادت نشوة لترضي غرائزها!        
 *** الكثير منا لا يعير أي اهتمام,.. لأي نوع من الأمراض الاِجتماعية  لجهله بخطورتها أو لضعف في قدرته لمواجهتها، ويدفع الثمن غاليا ويندم في وقت لا ينفع فيه الندم ... ونتيجة لتدهور العادات الحميدة ، صار من الضروري التروي في أخذ القرار، لحين القناعة بنجاعة الحل ومن دون أي تردد ، فأ ثر التردد مدمر وقد تكون عواقبه أسوأ بكثير من الفشل في تنفيذ  غاية ما من دون استشارة ، فالخوف من الفشل اشد وطأة من الفشل ذاته,... وكما قال المتنبي:
 أذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة = فأن فساد الرأي أن تترددَ
** لم يتردد صابر في قراراته,... وقد أطلق أحد الزملاء عليه لقب "أبو سريع", أي الذي يتخذ قرارته بأقصى سرعة وصار متهورا في رد الفعل، ... فبعد اليأ س من وجود انـسانة تقدره لشخصه لا لمركزه العلمي أو الاِجتماعي وضع القدر أمامه تلك (اليمامة) وأعجب بها وتبعها كالمسعور , وطوقها بكل جرأة، وألقى عليها التحية، ونظرت نحوه بتعجب ولم ترد التحية، إلا أنها ابتسمت له وسألته "شكون انتي , وفق اللهجة التونسية التي تؤنث المذكر؟" أي من أي بلد هو؟... لأنها ميزت لهجته الغريبة والمختلفة عن لهجة بلدها, فأجا ب  "عراقي" فسرت وعلا وجهها ابتسامة مكللة بالأستغراب المشبع بالرضا ،... فارتعش لتلك النتيجة وهو غير مصدق على قدرته أو قل, علي ترويضه لتلك"اليمامة المتوحشة,  التي بانت له للوهلة الأولى كأنها " لبوة " أو امرأة حديدية "متمردة " ... فهدأ قليلا , ثم  بجانبها كالأطرش في الزفة ! فقادته الى أقرب مقهى ,..وبدأ الحوار بينهما  بكل أدب وحشمة ، وأسمعها عبارات عاطفية مكتومة في صدره ، ...فشكرته, وقالت: "يعيشك", ثم راحت تطرح عليه وابلا من الأسئلة وبدأ يجيبها مندون وعي, حيث فقد في تلك اللحظة كل سيطرة ذهنية,.. وعاد صبيا في مقتبل العمر, وتم التعارف المبدئي , وأخذ عنوانها,.. ولم توافق أن تعلمه أي شييء عن حياتها ، سوى أنها موظفة في شـركة ، وأنها خرجت لأنجاز بعض المهام الخاصة بالشركة!,... وهكذا هو يجلس قبالتها غير مصدق إن كان  في علم أم في حلم ,..ثم أهداها بعض مقالاته الأدبية وتصفحتها بدقة, فعرفته بنفسها, وبسيرتها,.. وقالت إنها ليسانس آداب, فـسـرلمستواها الأدب وبالمثل ثمنت مكانته العلمية, العالية ومركزه الاِجتماعي ... ثم ناقشته ببعض ما ورد في تلك المقالات من أفكار.
*** أما هي ، فقد أعلمته بأنها مازالت عزباء,  ولم يمسسها أي بشر وأنها فشلت في أول خطوبة لها وهي في الثامنة عشر من عمرها,  ثم أعيدت خطبتها بعد عدة سنوات من زميلها في الكلية ،... إلا أن تلك الخطوبة لم يكتب لها النجاح،حيث كبست الخطيب متلبسا بالخيانة العظمى!  
أكدت أنها تمقت مثل هذا السلوك وممارسة الجنس قبل الزواج  كما أنها تَمقت الخديعة  ولهذا, لم تعثر على الشخص المناسب ليكون بعلاً لها ،... وإن فشلها مع شخصين جعلها تفقد الثقة في أي رجل مهما كان مستوى ثقافته!
**على كل حال, ...فقد لمست من أسلوب حديثها أنها تخطط لصيد زوج مغفل يعوضها ما فاتها من سنين عمرها،... فهي الآن في منتصف العقد الثالث ،... إلا أنه وبشكل غير مباشر، أفهمها استحالة زواجه منها لأن عمره كان ضعف عمرها !,
شعر صابر برغبتها بتكوين علاقة ما معه ، طالما أنه غريب وليس له خبرة بالسلوك الاِجتماعي لبلدها ،وبعلائقها الخاصة  حيث ليس من المعقول أن امرأة في عنفوان شبابها وخريجة جامعة وفاشلة في زواجها أو قل حتى خطبتها مرتان تكون من دون علائق حميمة!  
**استمرت علاقته بهذه المرأة,... بهناء تشو به الشكوك فهي تأتي الى داره  وقتما تشاء وتطلب أنواعاً من الأكلات العراقية  وفق مزاجها ، وتأخذ حريتها، وكثيرا ما كانت تستحم وتنام في  بيته, بمفردها, عندما يكون في العمل لعدة ساعات!
***كانت تصرفاتها ملفته للنظر, ... فهي لا تثبت بمكان معين  تلوج بالشقة و تعبث بكتبه وأوراقه , وهو فرح بها  على أمل وتكون له "عشيقة "!  يعوض بها ما فاته من سنين!
 ***كانت تأتي أياما متتالية ثم تختفي أسابيع ، وفي كل مرة يكتشف فيها شيئا جديدًا ، بالرغم من الغموض الذي يكتنفها ، فقد بدت العلائق تتعدى اللمس والهمس إلى ما هو أعمق ، إلا أنها كانت تمهد لذلك ثم تمتنع فيزداد ثورة,.. ثم تلاطفه وتعده بيوم آخر ، وكان يصدقها!

 *** حمد صابر الله كثيرا على هبته له هذه اليمامة!, فوجد بكنفها متعة مفعمة بمرارة لم يحـس بمثلها منذ أيام الشباب, وبتكرار اللقاء كان يكتــشـف في  كل مرة شيئا جديدا فيها,... بالرغم من  الغموض الذي يكتنفها ، وتمكنت بذكائها وحدسها الذي ليس له نظير, أن تهيمن على عواطفه وتدفعه لكي يتعلق بها بشكل جنوني أو قل يهيم بها عشقا ، وكان يحمد ربه على هذه الحالة ، حتى يخفف من وطأة الغربة والحنان لعائلته, فقد وجد نفسه مغمورًا بسراب الهناء  بعد أن طـُمرت عواطفه!
 **ومرت الأيام وهو  يزداد ثقة بفشله مع تلك الصبية الغريبة الأطوار، حيث لم يجد شبيها لها فهي غامضة في تصرفاتها،... ولذا شعر بملل من هذه العلاقة الزائفة أو قل "حب" من طرف واحد ، حيث لم يلمس منها أية مشاعر عاطفية,.. حتى بحدود المجاملة كأصدقاء, وسارت الأمور من سيئ إلى أسوء!  
*** من المعلوم ان الشك هو اول بذرة يغرسها العاشقان في حقل حبهما , فأ ذا نمت هذه الحبة وصارت شجرة , فســوف تدمرالهيكل على من فيه , طال الزمن أم قصر!
 
يتبع في الجزء 7 مع محبتي

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع