العراق والأولمبياد بين المصارع كرار عباس ومهدي المشجع

                                           

                            احمد طابور

    

" لو كان الوداع رجلا لقتله "

ربما هذا كان لسان حال الغالب من المستمتعين والمشاركين في أولمبياد ريو دي جانيرو ٢٠١٦ حين أعلن عن نهاية الروعة المستمدة من المنافسات الاولمبية ، والتي عاد منها العراق بخفي حنين كما العادة ، الجدب الحاصل بالنزوع الى عدم التتويج لم يتأت من فراغ او هو محصلة حظ سيّء ، وإنما كان نتيجة حتمية للتردي الاداري المصاحب للعراق منذ ان سرق البعثيون الحكم بغدرهم لعبد الكريم قاسم ، والذي وضع لمسات ادارية مبنية على طموح جبار للنهوض بالعراق ووضعه في مكانته التي يستحقها كبلد ريادي كما كان اسلافه ، وفي زمنه فقط حصل العراق على الوسام البرونزي اليتيم بسواعد الرباع الراحل عبد الواحد عزيز .
من المؤكد سنسمع تبريرات كما اعتادت  آذاننا على  ان تسمعها لافظة الفشل نحو مدارات بعيدة وتوهيمية بعزفها الجماعي على وتر خربان مللنا من الندب على شرفة قصره .
مشاركة العراق :
كرة القدم  العراقية استطاعت ان تحقق بعض الصمود وخصوصا لقاءها التاريخي مع البرازيل بوجود  الأشهر عالميا نيمار ، ولذلك نحيي بهم تلك الروح مع التحفظ ببوح الانتقاد!، اما المشاركين الآخرين فارتأوا بان يرتضوا بشرف المشاركة ، ونحن نتألم لهم ونتألم منهم وذلك من خلال تصفيقنا لهم لأنهم استطاعوا خطف بطاقة المشاركة بجهد جهيد كون بطاقة التاهل الى الاولمبياد ليست بالأمر اليسير وبذات الوقت تقتلنا مرارة خساراتهم السريعة .
التقشف وظاهرة مهدي المشجع :
ادعت اللجنة الاولمبية بداعي التقشف بعدم مشاركة العراق بالبطاقات المجانية وللذي لايعلم ما معنى البطاقات المجانية أودّ شرح الموضوع باختصار ، حين ترغب في الدخول الى منافسات الاولمبياد عليك بخوض عدة منافسات كأن  تجتاز رقما في رفع الأثقال او رقما في الساحة والميدان او تتحصل على مركز متقدم في قارتك ....الخ ،  وكل هذا تحدده دساتير الاتحادات  الدولية بإشراف اللجنة الاولمبية الدولية وهي ليست بالأمر الهين ، في حالة البلدان  الضعيفة التي لا تجاري الكبار تمنح اللجنة الاولمبية الدولية بطاقات مجانية لتشجيع تلك البلدان على الرياضة ،وبما ان العراق وبمرارة الأسف كالصومال في نظر اللجنة الدولية فيمنح كل مرة عدة بطاقات ويشارك العراق بها ، في هذه المرة قررت اللجنة الاولمبية العراقية بعدم المشاركة من خلال البطاقات المجانية بداعي التقشف ، وحرمت بقرارها هذا ثلاثة  رياضيين اهمهم المصارع كرار عباس الذي لم يتأهل للاولمبياد رغم حصوله على برونز بطولة اسيا التأهيلية حيث انهم يمنحون البطاقة للأول والثاني ، ولاني قريب من هذا المصارع وجدت فيه العزيمة والاصرار لتحقيق حدث استثنائي ، فحين اخبر في بداية الامر بانه سيمنح بطاقة التاهل ، وتأهب للذهاب الى معسكر تدريبي في ايران يتحمل جزء من مصاريفه الاتحاد العراقي للمصارعة والجزء الأكبر تبرع به مجلس محافظة كربلاء بعد ان تبنى موضوعه عضو مجلس المحافظة المهندس محمد الطالقاني،  كون المصارع كرارعباس من أهالي كربلاء ، وللاسف أصيب المصارع بخيبة أمل حين تم إقصاؤه من المشاركة بداعي التقشف ، لكن الطامة الكبرى التي  يجب  ان تخضع للتساؤل او ربما ابعد من ذلك  بإخضاعها للمساءلة ، وذلك ان البعثة الاولمبية العراقية كانت مترهلة باشخاص فائضين عن الحاجة وعلى سبيل المثال المشجع الكروي مهدي والذي هو حمصة المطابخ الرياضية وخصوصا  انه يصاحب المنتخبات الكروية في اغلب سفراتها ، وقد لا تخلو منسابة رياضية الا ودعي اليها بل تعدى ذلك الى المجال الثقافي ولا أنسى صرخته التملقية المدفوعة الثمن في المسرح الوطني باحتفالية بغداد عاصمة الثقافة حين رج صوته الجهوري صالة المسرح  " نوفل ابو رغيف انت انت الرئيس " باعتبار ان نوفل ابو رغيف مدير عام دائرة السينما والمسرح ، فالسؤال المطروح  لماذا تواجد مهدي في ألعاب ريو دي جانيرو معية البعثة الاولمبية العراقية ؟  هل ان وجوده  في البعثة افضل من كرار المصارع او كرار الرباع او احد  الابطال العراقيين الشباب الذي ان لم يحقق الإنجاز المرجو منه فانه من المؤكد سيستفاد خبرة وأهمها كسر حاجز الخوف من المنافسات الاولمبية والتي ستصب في مصلحته وبالتالي مصلحة العراق  في قادم الايام .  
تقليل وتقنين المسابقات الخارجية :
من هنا وكما دعيت ودعا بعض المهتمين سابقا ، ادعو اليوم اصحاب الشأن الرياضي ان  يلتفتوا الى البنى التحتية للتنمية البشرية الرياضية ، من خلال تقليل وتقنين المنافسات الرياضية الخارجية و التاكيد على المنافسات الوطنية وتكثيفها وبث روح الثقافة الرياضية المجتمعية من خلال الدعم الحكومي ومن خلال ما سيتوفر من وفرة مالية ناتجة من عدم هدر الأموال في مسابقات خارجية لم تكن الا عبارة عن نزهات وفساد لاصحاب دكاكين الرياضة ، كتبت بحثا في ٢٠١٢ في هذا الموضوع وسلمته كمقترح لوزير الشباب والرياضة انذاك والذي وافق عليه مباشرة الا انه لم ير النور لانه ضاع بين سلات المهملات لعلي ابو الشون مدير عام التربية البدنية في وزارة الشباب في ذلك التاريخ ، سأنشره لاحقا او سأرسله لاصحاب الشأن ان ارتأوا ذلك .
وكما قال نابليون "لايشعر بمرارة الفشل الا من تجرعه "
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع