صواريخ الحقد الفارسية تُحرق الفلوجة العربية !!‏

                                        

                           أحمد الملا

أظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تشكيلات مليشيا الحشد الإيرانية العاملة في العراق وهي تضع صورة " نمر النمر" المواطن السعودي الذي أعدمته السلطات السعودية بتهمة التحريض ضد الدولة والتأجيج للطائفية وقيامه ببعض العمليات الإرهابية, وتقديم العون والمساعدة لبعض الإرهابيين والجواسيين الإيرانيين في السعودية,

حيث وضعت تلك المليشيات صورته على الصواريخ التي تطلق على مدينة الفلوجة، حيث كلفت هذه المليشيات ومن قبل الحكومة العراقية بالتمركز على حدود مدينة الفلوجة وعدم دخولها, وهذا ما دفع بتلك المليشيات أن تستخدم المدفعية والراجمات والصواريخ لضرب مدينة الفلوجة كخطوة أولى وتمهيدية لدخلوها من قبل قطعات الجيش العراقي, وهذا الفعل هو تأكيد على التصعيد الطائفي الذي تقف وراءه إيران.

وهنا نسأل ما دخل مدينة الفلوجة العراقية بقضية إعدام النمر السعودي ؟ هل أهل الفلوجة من طلب إعدامه ؟ مواطن سعودي له علاقة وثيقة بإيران وقد طُبق بحقه القانون السعودي, فما دخل الفلوجة العراقية ؟ هل لأن أهلها من السنة العرب ؟ هل لها علاقة بالسعودية ؟ لو كانت لها علاقة بالسعودية لما حصل بها ما حصل من عمليات تجويع وتهجير ونزوح, كان على الأقل فتحت السعودية أبوابها أمام النازحين الذين ضاقت بهم السبل في جسر بزيبز الذي كان المنفذ الوحيد لهم إلى المدن الآمنة, لكن ما تقوم به تلك المليشيات الإيرانية من أتباع سياسة الأرض المحروقة هو عبارة عن حقد فارسي دفين على كل العرب وبالخصوص المناهضين والرافضين لها ولمليشياتها ومشروعها التوسعي في العراق, متخذة من التصعيد الطائفي ذريعة في عملية التصفية لأهل السنة وإبادتهم.

تعتبر مدينة الفلوجة من المدن العراقية المناهضة والثائرة ضد المحتل الأميركي ولحكومات الفساد وبالخصوص حكومة السفاح المالكي " الإبن المطيع لإيران " وهي المدينة الأولى التي انطلقت منها شرارة الإعتصام ضد هذه الحكومة, كما إن أهل هذه المدينة هم ممن ناهض ورفض التدخل الفارسي في العراق, وأغلب أبنائها من الضباط والطيارين المشاركين في حرب الثمان سنوات " الحرب العراقية – الإيرانية " وهذا ما دفع بكل تلك الأطراف " إيران, أميركا, الحكومة العراقية " أن تتفق على تصفية هذه المدينة وإبادة أهلها ومحوها من خارطة العراق, حتى إن عمليات تحريرها من قبضة داعش كانت إجراءاتها بطيئة جداً, بحيث بدأت عمليات تحرير الموصل المعقل الأكبر لتنظيم داعش والفلوجة كانت أخر المدن ؟؟!!.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى الحقد الذي تكنه كل الأطراف المذكورة على هذه المدينة وأهلها, التي بدأت عمليات تحريرها بعد أشهر طوال من تجويع أهلها, ولا نعلم إن كانت عناصر داعش المتواجدين فيها عددهم أكثر بكثير من المتواجدين في صلاح الدين أو الموصل أو الرمادي ؟؟!!, ومع ذلك أوكلت مهمة حرق هذه المدينة للمليشيات الإيرانية, مليشيا الحقد الفارسي وليس الحشد الشعبي, فلو كان بالفعل حشداً شعبياً عراقياً لما رفع صور النمر السعودي الموالي لإيران, مليشيا تدعي الإنتماء إلى العراق والدفاع عن أهله وأعراضهم ومقدساتهم وفي الوقت ذاته تقوم بقتلهم وتجويعهم وتأخذ بثأر إيران ومن إرتبط معهم !!.

تطالبون بثأر النمر وتقتلون العراقيين من أجل شخص لم يقدم أي شيء للعراق على المستوى الديني أو العقائدي أو السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي ؟؟ والأغرب من ذلك إن الأعم الأغلب فرحاً ومستبشراً بما تقوم به هذه المليشيات من عمليات إبادة لأبناء العراق في مدينة الفلوجة وينادون " يالثارت النمر " !! بينما لا توجد أي ردة فعل حول المعاناة التي يتعرض لها العراقيون في عموم العراق وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في حوار له مع صحيفة الشروق ...

{{... النمر ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثَبَتَ أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟ !...}}.

لكن ما دفع بهذه المليشيات الفارسية للقيام بهذا الفعل هو خدمتها للمشروع الفارسي التوسعي في العراق ونزولاً لرغبة إيران وليس من أجل الدفاع عن العراق والعراقيين, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي "هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام ", لقد شوهت هذه المليشيات صورة الإسلام وشوهت صورة مذهب الرحمة والعفو والرأفة وأصبحت أداة بيد حلم الإمبراطوريات التي قضى عليها الإسلام, وهذا ما يريده أعداء الإسلام من الفرس يريدون أن يتقاتل الإخوان فيما بينهم والخاسر الوحيد هم العراقيون والنتيجة ثكالى وأرامل ويتامى ودماء تسيل وأعراض تنتهك ودمار شامل للبلاد " الأرض المحروقة" فلم يبق من مدننا وعراقنا سوى إطلال.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع