الدكتورة عاتكه وهبي الخزرجي (١٩٢٤- ١٩٩٧)

                   

                            صباح الراوي

      

            

        الدكتورة عاتكه وهبي الخزرجي (١٩٢٤- ١٩٩٧)

خريجة دار المعلمين العالية عام ١٩٤٥. مارست التدريس في ثانوية الأعظمية للبنات لسنوات عدة قبل سفرها الى باريس في بعثة للحصول على الشهادات العليا . حصلت على شهادة الدكتوراه من السوربون عام ١٩٥٥ عن رسالتها الموسومة ( العباس ابن الأحنف ١) .وقد اشرف على رسالتها هذه المستشرق المعروف ( ريجي بلاشير ٢) . وبعد حصولها على الشهادة العليا عادت آلى العراق لتصبح مدرسة في دار المعلمين العالية / قسم اللغة العربية . اكتسبت شهرتها بكونها شاعرة وعلى ما اذكر فقد صدر لها ثلاث دواوين شعرية ( ١. انفاس السحر ١٩٦٣ ، ٢. لآلاُ القمر ١٩٦٥ ، ٣. افواف الزهر ١٩٧٥ ) يميل شعرها الى التصوف ولعل من أسباب ذلك تأثرها بوالدها المرحوم وهبي الخزرجي العالم الديني المتصوف الا ان بعض التقارير تشير الى ان فشلها في حياتها العاطفيه التي تمثلت في زواجين لم يكتب لهما النجاح قد اثرت في هذا الاتجاه الشعري . رايتها في الأعوام ١٩٦٣-١٩٦٨ عندما كنت طالبا في كلية التربية تنشط في عقد الموتمرات الأدبية على قاعة الكلية شهريا . كانت امرأة جميلة أنيقة في مظهرها ذات شخصية قوية ومحترمة . كانت غرفتها في الكلية ملتقى للادباء والشعراء والباحثين واساتذة اللغة العربية . اذكر من جملة من كان يراجعها الشيخ احمد الوائلي الذي كان يستشيرها في أمور تتعلق بدراسته قبل حصوله على الدكتوراه من القاهرة . كانت رحمها الله في جدال متواصل مع رئيس القسم الدكتور عبد الرزاق محي الدين في أمور تخص منهج التدريس في القسم . اما صوتها فلا زال يرن في أذني . كان القائها للشعر عذبا بصوت رخامي يبعث بالروح هياما ونشوة تارة وحزنا وتشاؤما تارة اخرى خصوصا حين تتغنى بشعر العباس ابن الأحنف .
ومن جميل شعرها :
هواك هوايّ الذي يعرفون
وسُرّك سري فما يمكرون
احبك فوق الهوى والظنون
وفوق الذي يحسب العاشقون
هواك هواي أيا عالما
تقاصر عن وصفه الواصفون
وفيك عشقت الجمال الرفيع
وأدركت سر ضياء العيون
جمالك يا مالكي أية
يَضِل باسرارها المهتدون
اما شعرها العمودي فقد تمثل في قصيدتها المشهورة في حب بغداد
قسما بالإله عزّ وجلاّ.         ان قلبي عن حبها ما تسلّى
هي مني روحي وما انصف الت.   عبير لا بل أعزّ منها وأغلى
هي عندي دنيا من الحسن طابت   وزكت نبتةً وفرعاًً واصلا
حاش لله ليس حبك يلقى          غير قلبي له مكانا واهلا
قسما بالذي براك من السح.       ر ومن صّور الجمال فأعلى
والذي نّور الجبين فكانت          طلعة كالصباح يمناً ونبلا
أنا أهواك فوق ما عرف ألح.     - ب كانا في الحب قيس وليلى
ليتني مت في هواك فما اك.     - رم في حبك الممات وأحلا
آيه بغداد يا عروس الليالي      فقت بالعز بدرها اذ تجلّى
وبدنيا الامجاد كان لك السب.    - ق تباعاً والقَدْح فيها المعلى


١. العباس ابن الأحنف وهو ابو الفضل العباس بن الأحنف اليمامي النجدي . وهو شاعر عربي عاش في العهد العباسي . ولد في اليمامة بنجد وانتقل الى بغداد بعد وفاة والده . وهو شاعر رقيق الغزل . قال عنه البحتري.( انه ابو الفضل عربي شريف النسب نشاء في بغداد وفيها اشتهر . نال حظوة لدى الخليفة هارون الرشيد .) كما قال فيه الجاحظ ( انه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا فأحسن فيه وأكثر ) والفن الواحد هنا يعني به الغزل العذري مع ميل الى التصوف . ومن جميل شعره
اشكوا اللذين اذاقوني مودتهم        حتى اذا ايقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصباً     بثقل ما حملوني ودهم قعدوا
جاروا عليّ ولم يوفوا بعهدهم     قد كنت أحسبهم يوفون اذ عهدوا
لأخرجنّ من الدنيا وحبكمُ     بين الجوانح لن يشعر به احدُ
٢. ريجي بلاشير (١٩٠٠-١٩٧٣) من أشهر المستشرقين المعروفين في العالم العربي . اشتهر بترجمته الفرنسية الأدبية لمعاني القران الكريم . كما كان له اثر بالغ في كتابه عن الشاعر الخالد ابو الطيب آلمتني .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

822 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع