ومضات من تاريخ العراق/ح١٦

                                

ومـضات من تاريخ العراق
توليف / الدكتورعبدالرزاق محمد جعفر
 ح ١٦/العملية السياسية في العراق!

*** تنبأ المحتلون الأمريكيون بتأليف الحكومة العراقية المؤقتة في نهاية شــهرمايــس 2003, وكان " بريمر" اول مســؤل أمريكي يحكم العراق , ووعد بأن يكون الخامس عشرمن مايـس, آخرموعد لتأليف اول حكومة عراقية موقته,.. ولذا نظمت الولايات المتحدة الأمريكية اجتماعاً لكل الطوائف العراقية المختلفة من العرب والأكراد والأقليات الدينية والعرقية الأخرى, اضافة للمنفيين من العراقيين في  الخارج.
*** في 28 نيسان 2003, التقى العراقيون لأختيارحكومة انتقالية تضمن السـيطرة على عموم العراق بســرعة, ولكن في حقيقة الأمر لم يكن التوقع في مكانه,... وســبب خـَيـبـة أمل لأفراد الشـعب العراقي لأختفاء الأمن فجأة,...فأزداد الموقف سـوأً في العاصمة والمدن الغربية مثل: تكريت وحديثه يوما بعد يوم,وعزى المراقبون ســبب ذلك لعدة عوامل من اهمها, حل الجيــش العراقي والشــرطة والأمن , الا ان اسـتمراراعمال العنف والسرقة في بغداد دفع قوى التحالف الى تغييرخططها وجُمدت فكرة الحكومة الأنتقالية وغيرتها الى مجلــس الحكم , من اجل كتابة الدسـتور, وأجراء انتخابات ديمقراطية " نزيهه " لتثبيت دعائم حكومة قوية دائمة ذات سـيادة,
وكانت تلك الحالة لاتطابق رغبات الشـعب,ولذا تخوف العراقيون من رؤية انفسهم مرة اخرى تحت مظلة القوى الأجنبية أي "الأسـتعمار"!,..حيث نظرالعديد من العراقيين للولايات المتحدة الأمريكية على انها بلد محتل ,وليس مُحـَرر,.. كما زعمت عند مفاوضاتها مع المعارضـة في المهجر!, واصبح العراقيون قلقين لتأخرالقوات المحتلة من الأنسحاب , وصاروا مـُحقاين في
 مقاومة القوات الأجنبية المحتلة للعراق , وطالبوا الولايات المتحدة الأمريكية بتمكين الحكومة العراقية بكل ما يلزمها من عتاد للقوات المسـلحة وســحب قواتها من العراق , ألا أن"بريمر", الحاكم الأمريكي , طلب من مجلـس الحكم التحضـيرللدسـتور, والتهيؤ لوضع خطة للأنتخابات وتوزيع الحقائب الوزارية على الوزارات  وبعد اشــهرمن المباحثات تحسـنت علائق الحـكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية, ووافقت القوى العراقية المختلفة على الدخول في العملية الســياســية , وهكذا قدم مجلس الحكم في ايلول 2003 خمـس وعشرين اسـماً من الشخصيات العراقية لتولي مواقعاً في الحكومة, محل الأدارة الأمريكية,.. واختارمجلـس الحكم شخصيات ذات كفائة  لتبؤا الوزارات المهمة مثل وزارة الشـؤون الخارجية والمالية والأقتصاد والداخلية والنفط , وبدأت تلك الحكومة الجديدة الأعداد لكتابة الدســتوروالتحضــير الى الأنتخابات,.. ثم ثـَبـَتـت الولايات المتحدة الأمريكية الموعـد النهائي في 15 كانون الأول 2003 لأتمام المهمة لكتابة الدسـتور والتحضـير للأنتخابات, وستتيح  للعراقيين الحصـول على حكومة ديمقراطية, ولذا,.. طا لب الكثير من العراقيين الولايات المتحدة الأمريكية بنقل العديد من مهام  القطعات العسـكرية لهم, وارادوا انتخاب اعضـاء الســـلطة ديمقراطياً, وليس عن طريق التعيين من قبل ســلطة الأحتلال , لذا اصــدر المرجع الديني آية الله السـيسـتاني,.. فتوى مفادها:   
" رفض الخطة الأمريكية بالأشـراف على الدستور وطلب من العراقيين القيام بذلك بأنفســهم" الا ان كافة الطوائف فقدت الثقة ببعضها, وكل طائفة متخوفة من الآخرى لبسـط نفوذها عليها
وفي تشــرين الثاني 2003 اطلقت الولايات المتحدة الأمريكية خطة لتثبيت حكومة انتقالية في حزيران  2004 , يناط بها الحكم حتى كتابة الدسـتور والأشــراف على الأنتخابات,... ألا أن المرجعية الشيعية, رفضـت طريقة الدعوة الى المؤتمر اي "ممثلين عن الشــعب", واســتبدال ذلك في انتخابات ديمقراطية مباشــرة , لكي يدلي كل عراقي بصوته بحرية , ولذا أيـدَ معظم العراقيون العملية السياسـية من اجل بناء الديمقراطية الجديدة في العراق !
*** وعلى اية حال, فأن الولايات المتحدة الأمريكية ابدت قلقها رسمياً, وبينت ان الأنتخابات المباشــرة من المحتمل عدم اتمامها بهذه الســرعة في مثل هذه الأوضـاع في العراق , لعدم توفر البطاقات الأنتخابية, الا ان القيادة العراقية, اقترحت ان تحل البطاقة التموينية كبديل عن البطاقة الأنتخابية,.. ولكن هذه الفكرة بينت صعوبات جديدة , حيث هناك العديد من العوائل العراقية التي لا تملك مثل تلك البطاقة, لأســباب تعود لعلاقتها مع النظام الســابق,.. فأقترح عدد من قادة العراقيين, فكرة  اخرى, مفادها نقل الســلطة من الولايات المتحدة الأمريكية الى مجلــس الحكم , وبهذا, ســوف تجرى الأنتخابات في 2004 لتعيين الحكومة الموقته.

 *** وهكذا قدمت الحكومة الأمركية والحكومة العراقية, طلباً الى هيئة الأمم المتحدة,.. لحل مســألة تكوين الحكومة العراقية,..ولبى الســيد كوفي عنان ســكرتيرهيئة الأمم في ذلك الحين,  اســتعداده لأرســال خبراء من الأمم المتحدة.
 *** أدى الوضع الجديد في العراق , الى تخوف قوى التحالف من انقسـام الشــعب العراقي , وأحتمال أشـتعال الحرب الأهلية , كما ان الأكراد وافقواعلى قرارالولايات المتحدة الأمريكية, واعلنوا عن عدم رغبتهم بالأنفصـال, اي بتكوين اقليم مسـتقل بأسـم كردستان العراق, وفضلوا البقاء كجزء من الحكومة العراقية الجديدة, وان تتجنب كل ما يؤدي الى زعزة حكومة العراق المركزية,.. وعلى اية حال, ان رغبتهم كانت في حدود المطالبة بحكم ذاتي , او ما يســمى :  بـ " الفدرالية ", مع الأحتفاظ بقوتهم العســكرية المعروفة بأســم " البشــمركه ", وربط مدينة  كركوك الغنية بالنفط بأقليم كردسـتتان,.. والملفت للنظر, ان السُـنه شـعروا بتهميشـهم, لفقدهم المراكز التي كانوا يشـغلونها في العهود الســابقة, ولذا كونوا تكتل خاص بهم, لتثبيت وحدتهم السياسية, ومتطلعون لنهاية الأحتلال الأمريكي , ليكون لهم صوتاً مؤثراً في الحكومة العراقية الجديدة , وأن معظم الشـيعية والأكراد, رغبوا في بقاء قوات التحالف في العراق حتى الأنتهاء من بناء قوة الجيـش العراقي والشــرطة والأمن,.. لتكون بمستوى جيد يعتمدعليها في اسـتتباب الأمن  في ربوع العراق.
*** ان اغلب سـكان العراق هم من الشــيعه,وهذا يعني ان اية انتخابات ديمقراطية حرة,سوف يتمخض عنها حكومة شـيعية, وان معظم الشـيعة يؤمنون بوجوب فصــل الدين عن الدولة, كما في الدول المتطورة مثل , روســيا والصــين, و الدول الأوربية وامريكا.
***أن عدم الأســتقرارالسياسي في العراق ادى الى اعمال النهب وفقدان الأمن, و ســـبب ذلك اعظم مشكلة للدولة وللشعب ولأمريكا وبريطانيا , و سارع المحتلون بتكوين الحكومة العراقية الأنتقالية, واناطوا بها مهمة كتابة الدسـتوروالأشـراف على انتخابات المجلس النيابي.
*** أن معظم الكتل الســياســية العراقية, طالبت بضــرورة انســحاب القوات المحتلة بأسـرع مايمكن ومساندة الحكومة الجديدة ,... كما ان معظم ابناء الشــعب العراقي , طالبوا بأن يكون الأسـلام المصـدر الأسـاسي للتشـتريع عند كتابة الد ســتور وتأليف الحكومة, وابدى الشــــيعه اسـتعدادهم للمحافظة على اسـتقرارالعراق ووحدته, بالأعتماد على حقوق وطموحات الطوائف الأخرى,... وكان واضحاً , ان الولايات المتحدة الأمريكية, تتخوف من مشــاهدة حكومة دينية شــيعية في كل اجزاء العراق , مماثلة للحكومة الأســلامية في ايران وتتخذ نفــس المســار في عدائها لآمريكا , كما ان بعض القادة يعتقدون بتهديد الحكومة للأقليات من الطوائف والأعراق التي لا تتبع المذهب الشــيعي!
*** المراجع الأمريكية والبريطانية , كانت تعتقد بأحتمال نشـوب الحرب الأهلية بين الطوائف الا ان ذلك لم يتحقق بالرغم من محاولة جهات خارجية بمساعدة المعارضين للعملية السـياسـية بخلق الأزمات للوصول الى الهدف, ولكن من دون جدوى !, وأن مرد ذلك يعود الى التعايــش الســلمي بين الطوائف في كافة المدن العراقية التي تظم نســباً متفاوتة من الطوائف المختلفة,.. والحقيقة التي تبرهن على هذه الأقوال عدم حدوث تصـادم مسـلح بين تلك الطوائف ولا حتى  شـجارشـخصي بين الصـغاراو الكبار بسـبب الأختلاف الطائفي, وأن هناك من القادة الشـيعة من لا يرغب بحكومة شــيعية , الا انهم يتطلعون الى حكومة تطبق الديمقراطية , أو حكومة وفاق وطني , تضم كافة مكونات المجتمع العراقي.
*** كان العراق تحت الهيمنة البريطانية , منذ ســـنة 1920 , وان جميع الحكومات المتعاقبة كانت بعلائق جيدة مع بريطانيا وامريكا لغاية الفترة التي نشــبت فيها الثورات الوطنية, والتي اطاحت بالعهد الملكي , واسـسـت حكومات متباينة في علائقها مع الدول الكبرى , لغاية تولي حزب البعث الحـُكـم , وتأرجحت سياسته بين الموالات والعداء مع الدول المجاورة واوربا وامريكا , حتى احتلال بغداد في9/4/2003 .
*** الحقيقة التي لا يمكن نكرانها , هي اســتحالة قيام حكومة اســــلامية على النمط  الأيراني في العراق, حيث هناك تفاوت بالآيدلوجية بين المرجعية الدينية العراقية و الأيرانية , معروفة لدى القيادات الدينبة , لا اريد الخوض بها,.. وعلى اية حال, وبعد يضــعة اشــهر , اصـبحت مســألة الأنتخابات في الصـدارة, وثـَبـَتَ القادة العراقيون الموعد النهائي لكتابة الدســتور الدائم  في الثامن من مارت 2004, الا ان الموعد اجـلَ عدة مرات بسبب بعض المشاكل السياسية,.. وللهجمات الأرهابية, واخيرا تمكن مجلــس الحكم  من انجاز ذلك الدســتور.  ً

ملاحظة : نشـرت لي الكاردينيا الغراء ما تيسر من معلومات حول تاريخ العراق لأبناء الجالية العربية في المهجر , في 16حلقة,  ولا أريد الأستمرار في الكتابة لأسباب عديدة,..منها هجرتي عن الوطن منذ عام 1970,.. وأن الأعتماد  على ما ينشر في الصحف الألكترونية , قد يسبب مشاكل لا حصـر لها,.. بسبب تباينها ودبلجة العديد منها لغرض في نفس يعقوب!,وأترك أكمال الموضوع لذوي الأختصاص وفق المصادر أدناه:
                                         
Reference       المصــادر                 
1. Renewed Emam, Dr.Al-Said Muse Al-Mossawy,
Al-Modhtehedan, Iraq’s Shiite and Iran’s Shiite, Higher Islamic Institute in California, 1995.
الأمام المجدد الدكتور موسى الموسوي, المضطهدان شيعة العراق وشيعة ايران, المعهد الأسلامي العالي, 1995
2. Sybhi Abdel Hamied, Asrar Thouret Temyz, Encyclopedic Arabic Dar, Baghdad.
صبحي عبدالحميد ,اسرار ثورة تموز1958 ,الدارالعربية للموسوعات , بغداد.
3. Dr. Raja’e Hussain Hussni Al-Khatab, Al-Mesylie Al-Tarikhie in assassination of King Qazi, Affaq Arebie Library, Al-Mansyr Baghdad
الدكتورة رجاء حسين حسني الخطاب, المسؤلية التاريخية في مقتل الملك غازي, مكتبة آفاق عربية , المنصور بغداد.
4. Al-Said Mohamed Al-Mossawy Al-Shirazi, Le’ialy Bishawer: Al-Belagh Mo’esese (Foundation), Beirut, Lebanon.
السيد محمد الموسوي الشيرازي, ليالي بيشاور, مؤسسة البلاغ بيروت الطبعة العاشرة ,لبنان.
5.  Zaien Al-Abidein Bin-Al-Hakim, Al-Messael Al-Mossierh: Dar Al-Moarikh Al- Arabi, Beirut Lebanon 1994.
زين العابدين بن الحكيم , المسائل الميسرة , دارالمؤرخ العربية, بيروت  لبنان.

6. Mohamed Shibieib, Wathbe Fi’Al-Iraq, (Leap in Iraq): Dar Al’thakafe, Baghdad.
محمد شبيب, وثبة في العراق , دار الثقافة, بغداد.
7. Al-Said Mohammad Baker Al-Hakim, Ahel Albeit, Al-Kuwait Printing.
السيد محمد باقر الحكيم , اهل البيت , مطبعة الكويت.

8. Debra A. Miller, The Iraqi War, Lucent Books, An imprint of Thomson Gale, a part of the Thomson Corporation.

9. Dilip Hiro, Iraq In The Eye of The Storm: Published by Thunder’s Month Press / Nation Book 161 William Street, 16 Th. Floor, New York, NY 10038.

10. Jon J, Fialka, and Warriors Covering the Gulf War: The Wood row Wilson Center Press Editorial offices. Washington, D. C. 20024 – 2518.

11.  The Iraq War, Williamson Marry and Robert H. Scales, Jr.: The Belknap Press of Harvard University Press Cambridge, Massachusetts and London England.
    
12. William R. Polick, Understanding Iraq: Harper Collins Publishers Inc, 10 Est. 53 rd streets, New York, NY 1022.
 
13. Noah, Feldman, What We Owe Iraq: Princeton University Press, Princeton and Oxford.
 Lawrence Freedman and Efraim Karsh,

14. John Bullock and Harvey Norris, SADAM’S WAR: The Origins of the Kuwait conflict and International Response.

15. Yaacou Shmoni POLITICAL DICTIONARY Of the  ARAB WORD
Macmillan Publishing Company New York, N.Y. 10022
 
16. The Cambridge History of Islam P. M. HOLT / professor of Arab history Published by the press Syndicate of the Univ.
of Cambridge.
17. Encyclopedia of Islam and the Muslim World Editor in Chief / Richard C. Martin Emory Univ. Atlanta.

18. The Oxford Encyclopedia of the Modern Islamic WorldJohan L. Esposito, Oxford Univ. Press.

19. Charles Tripe History of Iraq Cambridge University Press
40 West 20 Th. Street, New York, NY 10011-4211 USA.

20. The Reckoning SANDRA MACKEY 500 Fifth Avenue, New York, NY 10110

21. IRAQ: 1968- 2003 David Downing Reinter / 100 N. LaSalle, Suite 1200, Chicago, IL 6o602
    
22. IRAQ DANISE BALCAVAGE  Education Group Company 330 West Olive Street   Suite 100 Milwaukee, Wisconsin, 53212 USA

23. IRAQ / political Carton Daniel Leone, President Bonnie Szumski, Publisher

24. Warriors Covering the Gulf War Jon J, Fialka The Wood row Wilson Center Press Editorial Offices Washington, D. C. 2004- 2518

27. The Iraq War Williamson Marry and Robert H. Scales, Jr. Massachusetts, and London, England.

مع  محبتي 

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

http://algardenia.com/maqalat/23431-2016-04-29-06-53-50.html 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع