أحزاب العار : هذا هو حصادكم !الحلقة الرابعة عشر

                                          

                           عباس العلوي


قيم اخلاقية مفقودة !

من قضى نصف حياته او اكثر في سراديب الحزب يخاف من ظله لايستنشق غير الهواء الملوث الخانق/ ومن كان جائعا يعتاش على حقوق الخمس والزكاة /

ومن كان يبيع والسِبَح والمحابس والفرارات في حي السيدة زينب / ومن كان شحادا في الساحة الهاشمية بعمان / ومن كان حملدارا لايجيد غير الاحتيال على حجاج بيت الله / يصل بين عشية وضحاها على البغلة الامريكية الى سدة الحكم يُهيمنُ بها على كنوز العراق / من الطبيعي ان يُصبح سبُعاً ضارياً لايعرف الرحمة مع المال والعباد / واذا ماملك في سابق ايامه ذرة من الخلُق فمكانها الآن تحت الحذاء !

تجربة الحكم لحرافيش الاحزاب في 14 عاما مليئة بمشاهد الانحطاط / بدءا من المعمم المزيف وحتى الافندي الاجوف / انتعشت بورصة الوثائق المزورة في سوق مريدي العراقي وكوجه مروي الايراني من القطيع الذي وجد نفسه بضربة حظ برلمانياً او وزيرا وسفيرا ! وتكريسا لهذه الحرمنة / اصبح منح الرتب العسكرية والمناصب الكبرى في الجيش/ تباع بتسعيرة دولارية معروفه / وماأعقب فضيحة [ 50 الف جندي فضائي ] الذين نزلت رواتبهم في جيوب جنرالات الهزيمة والعار كان اعظم / كل هذا ياكرام جرى ويجري تحت سمع وبصر القائد العام للقوات المسلحة

< خوش قائد وخوش جيش > !

عالجَيش الفضائي راح جَم مليار ** لأن طلعت حكومتنه فضائيّه

طلع جيش العراقي للقمر صاعد ** وبكل الكواكب يحرس وكَاعد

بالموصل اظن ما جَان متواجد ** جَان بكوكب المريخ دوريّه

كَلي ياشعب هذا الشكل حاله ** كَام يدوّر بصطـلات الزبالــه

صارت عالارض رحلات اطفاله ** مدارسنه صفّت يا ناس ارضيه

انتقل < جنون البقر > من العسكر الى رؤساء الكتل البرلمانية التي فتحت دكاكينها لبيع منصب الوزير ومن بدرجته بمبلغ فلكي تحت الطاولة أوعلى رؤس الاشهاد قبيل كل تشكيلة حكومية /

لم يلتزموا بشرف الوعود التي اطلقوها في الانتخابات/ وما اكثر بالونات التنمية الانفجارية التي طركَعت البلد واجلستنا على الحصير !

لاتعترف خرفان الاحزاب بالمهنية او الكفاءة العلمية / يكفي ان تضع بائع خضرة على رأس وزارة الداخلية سنوات طويلة / اوصبيا خريج لغة عربية وزيرا للأعمار والاسكان / او مهندسا كهربائيا فاشلا ممقوتا من الناس مستشارا للأمن القومي / او صراف عُملة سابق وزيرا للنقل / او طبيبا ثرثارا خرفا لاعهد له بالمهنة وزيرا للخارجية / اومُعمّما مزيفا صرف على بواسيره الملايين من

المال الحرام رئيسا لهيئة مستقلة والقائمة طويلة جدا / هذا الصنف الكارثي الذي لايفتح تلفونه الخاص الا على < لجان الحزب الاقتصادية > وذوي القربى والعشيقات / اعمى لايرى البلاء الذي سببه للبلد / لايفهم معنى الاستقالة حتى لوضربت على رأسه مئة نعال !

يايمّة انطيني الدربيل / انظر حبّي واشوفه

والله صَعبه كلش / ترك الكرسي ما آعوفه

واحنه تلطّش بالكرسي / مثل العلج بالصوفه !

ومن مشاهد اللصوصية المضحكة المبكية / ما ذكرته المواقع الخبرية العراقية قبل شهور قليلة عن زعل رئيس بلدية الناصرية الذي اقيل توا من وظيفته بتهمة عدم الكفاءة قال :

[ انا اشتريت المنصب / ان كنتم لاتريدوني ارجعوا لي المبلغ الذي دفعته ] !

في ظل عشق حيتان دولة البطيخ للمال والسلطة / اصبح للشرف معنى آخر / شرف يستخف بصراخ شعب يغلي فوق صفيح ساخن واحتجاجات مدوية تشق عنان السماء طلبا في انقاذ البلد من هاوية السقوط / شرف احزاب السلطة لايختلف عن شرف عصابات المافيا / انحاز لها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء / اغتالت مطالب الناس / فرّخت لنا ماسمّي بوثيقة الشرف التي تنص على احتكار الاحزاب للمرشحين الجدد في اي تعديل وزاري مرتقب / وتلزم رئيس الوزراء تنفيذ ذلك / ولكي تبعد الشبهة عن نفسها / قام كل حرامي بترشيح نائبه كي لايطير < الجمل بما حمل > بطرفة عين / جرى كل ذلك تحت عنوان وثيقة الشرف / وربما شرف العاهرة كان اعلى منه منزلة ومرتبة / لأنها لاتؤذي شعبا بأكمله ! حيّا الله شاعرنا المبدع احمد مطر حينما قال :

راح نصير أحنا الخـُرْفانْ / و نرَجـِّـعْ نـَفـْس السَجّـانْ أحنا الشَعبْ الطايحْ حظـّهْ / و أحنا الشعب البايـِعْ أرضَهْ و أحنا الشعب الدايـِمْ / يرضَههْ بها الجَلاّْدْ / لازِمْ يُحْـكُمْـنهْ < القَـوّاد > !

اجادت شلة الدجل المتاجرة بالشعائر الدينية واللطم امام الكاميرات في ايام عاشورا / ونافست نجوم السينما بالتمثيل على طريقة < صوّرني وانا ما أدري > كما تفوقت في فن لسعة الافعى امام كل من يقف في طريقها / وهنا لا أجد اصدق من الفيلسوف سقراط الذي قال قبل الاف السنين

[ لقد كنت رجلا نزيها لذلك لم اكن سياسياً ! ]

اكتفي بهذا القدر/ التفاصيل معروفة للجميع / اختم برائعة صديقي الشاعر الراحل رحيم المالكي رحمه الله :

تجار الحكومة والشعب حمّال

وياهو اليجي باجر نغير الحال

من هاية السوالف حملنا اجمال

إذا إنعدل وضعه ينعدل ذيله

حكومتنا الرشيدة لييش هذا البوكَ

ترة لهذا الشعب قط ماتضيع احكَوكَ

باجر بإنتفاضة إنشكَ كثير احلوكَ

عرفنا الباكَنه ونعرف اليوميله

وللحديث بقية
السويد في : 21 / 4 / 6201

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1051 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع