قصة اغنية ( ايا من وجهه قمر )‏

                                    

                         د.رعد العنبكي

            

               قصة اغنية (ايامن وجهه قمر)

ايا من وجههُ قمرُ * * * وَيامن قَلبهُ حَجرُ
ويامَن جَل في عَيني * * * ويامن لي عِندَهُ خَطرُ
ويامن من لَيس في الدُنيا * * * لِنفسي غَيرهُ وَطرُ
اغَركَ ان حُبكَ في * * * صَميم القلبِ يَستَعرُ
بسلطانٍ على جسمي * * * فما يُبقي ولا يَذرُ
وانكَ كُلما اذنَبتَ * * * جئتُ اليكَ اعتَذرُ
وانتَ الدهر جائرَهُ * * * وَما اقوى فانتَصرُ
ومايُدريك والايام * * * في تَصريفها عِبرُ
لَعلك تَبتلينَ بما اب * * * تليتُ بهِ وازدَجرُ
اذا ما رَمتُ هجركُمُ * * * يكادُ القلبُ يَنفطِرُ
اما والله لَو اني * * * على الهجرانِ اصطَبرُ
اذا لا رحتُ عينا قد * * * اطالَ عَذابها السَهرُ
الا يا جاهلاً بالحُ * * *ب سَلني عَندي الخَبرُ
فان مَذاقَهُ مرٌ * * * وشربه صفوةِ الكَدَرُ
نهاري كلُهُ عِبرُ * * * ولَيلي كُلهُ سَهرُ
جفُوني ماؤُها دررُ * * * وقلبي حشوهُ فكرُ
وكان يليِهُ اني * * * نظرتُ فشامني النَظرُ
هذه القصيدة الغزلية والتي نظمها ابو الفضل العباسي بن الاحنف وهو :
شاعر عربي عباسي ولد في اليمامة بنجد وهو شريف النسب وانتقل الى بغداد
احب فتاة سماها (فوز) لكي لا يصرح باسمها الحقيقي واشتهر بقصائده الغزلية والتي كان محورها يدور بحبه الاوحد  وقد لقب  ( بمجنون فوز ) واشتهر بشعره الغزلي الرقيق ولم  يتجاوز الى المديح والهجاء وكان من الظرفاء ولم يكن من الخلعاء كان اذا تكلم لم يحب سامعه ان يسكت وكان فصيحا جميلا ظريف اللسان  لوشئت ان تقول كلامه كله شعر
وكان يشبه في عصره – بعمر بن ابي ربيعة في العصر الاموي وكلاهما انصرف الى الغزل ومن شعره الغنائي :
وما الناس الا العاشقون ذوو الهوى * * * ولاخير فيمن لايحب ويعشق
ويقول شاعرنا العباسي بشان حبيبته (فوز ) :
كتمت اسمها كتمان من صان عرضه * * * وحاذر ان يفشي قبيح التسمع
فسميتها فوزا ولو بحت باسمها * * * لسميت باسم هائل الذكر اشنع
حتى استطاعت شاعرتنا العراقية الدكتورة عاتكة الخزرجي  في رسالتها لنيل الدكتوراه ان تميط اللثام عن (فوز ) وان تثبت بالادلة والبراهين والنصوص الشعرية انها :( عليه بنت المهدي ) اخت هارون الرشيد وان هذه الحقيقة هي التي حالت بين العباس والتصريح باسمها في شعره والاكتفاء بالاشارات  والرموز
حيث كان شاعرنا على علاقة وطيدة بهارون الرشيد وكان من ندمائه المقربين ويصحبه في رحلاته واسفاره – وهو من شعراء القرن الثاني للهجرة ولد عام 103ه – وتوفي عام 192هـ

           

عفيفة اسكندر
فنانة قديرة لصوتها لون فريد رائع يحمل نكهة بغدادية اصيلة عذوبته تنساب كماء زلال
والى جانب تذوقها الموسيقي لكل شئ جميل واصيل دخلت عالم الفن وهي في سن الثامنة عام (1935) وهي اول مغنية عراقية غنت الشعر وقدمت ما يقارب (60) قصيدة وغنت لمشاهير الشعراء امثال :
شاعرنا الذي نحن بصدده ابو الفضل العباس والبهاء زهير والاخطل الصغير والشيخ علي الشرقي وقد كتب عنها الاستاذ والصديق الشاعر الغنائي المرحوم عبد الكريم العلاف في كتابه قيان بغداد :
(هي قلب الجمال النابض اودعت يد القدر فيها اوصاف بديعة وخصلا لايمكن ان تخفي محاسنها بل بدت وتجلت في اكمل الجمال في نظر عشاق الجمال – جمال ساحر من صنع الخلاق لا من صنع الحلاق لن تجد فيه شذوذا
وبهذا اكتفي عسى ولعل افوز باحسنها !!
رعد العنبكي
ملاحظة : الشاعرة العراقية القديرة الدكتورة عاتكة الخزرجي هي عمة صديقي القديم وصديق مجلتنا الدكتور صباح الخزرجي

   

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

831 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع