"عراق مدني بخارطة واحدة وبيئة نظيفة خالية من التلوث والفسا وحياة رغيدة تسعد العراقيين لأعادة بناء بلدهم"

                                          

                           سرور ميرزا

علمتنا الأحداث الرائعة التي يشهدها العراق عبر تحرك الوعي الشبابي في التظاهرات عن قيمة الحياة في فكرهم وأساليب مطاليبهم فتكاتفت الأيدي وتناغت الأقلام ضد الظلم والطغيان والأستبداد وسلب حقوق شعوبها وإحتكار ثرواتها، كما إنها علمتنا كيف ستغير هذه التظاهرات السلمية أن توحدت شعاراتها بعيداً عن المفاهيم الطائفية والعرقية المميتة المعايير والسبل الهادفة للتغيير والأصرار على رفض الخضوع والأستسلام ليتحقق المثل القائل (بأن النصر هو صبر ساعة) وإن نصب الحرية للفنان المبدع جواد سليم بكل ما رمز به هو تعبير هادف متناغم بكل صيغ النهوض بعد معاناة وبؤس واستغلال تتخللها سمفونية الشاعر بيرم التونسي إذا الشعب يوما أراد الحياة......، إنها ليست نتاج سياسة وثقافة أوربية أو أمريكية بل هي إستفاقة عقل ورؤية واضحة للحياة بقيمها الأنسانية، إن ما حصل سابقا ويحصل الآن أوقدته وحركته ثلاثة مؤثرات:

الأولى: السنين الطوال للمعانات والبؤس وفقدان أبسط انواع الخدمات وهدر الكرامة من خلال تحكم فئات جلبها المحتل الامريكي والنظام الأيراني وعلى اسس طائفية وعرقية ودستور ملغوم بالثغرات وهذه الفئات أحاطت نفسها بشلة من الأقرباء والمفسدين فكانت لهم وحدهم مقادير الحكم والثروة أي حكم اللصوص فأنكسر حاجز الخوف عند العراقيين....
والثانية: مشاهدة استمرار خراب البلاد بكل جوانبه واستفحال العمليات المنظمة للقتل والتهجير والتشريد، وافرغ البلد من كفاءاته المتنوعة، فهل يبقى متفرجاً وساكتاً؟
والثالثة: وجود مواقع التواصل المختلفة كالأنترنيت والفيس بوك والتويتر واليوتيوب التي توصل مباشرة الخبر والحدث وتداعياته وفعالياته لشتى البقاع الداخلي والخارجي..
 
فما كان للعراقيين اللذين صبروا ما فيه الكفاية سوى اختيار واحد هو الخروج بمسيرات ومظاهرات سلمية في اثنتي عشرة محافظة ومن قلب بغداد ومنبعه شارع الفكر والحضارة شارع المتنبي الذي يعتبر ذاكرة العراقيين عندها وساحة التحرير بعد ان إنكشفت كل الحقائق عن زيف ما يتشندق به من ظل يحكم ويستخدم سياسات الخداع والوعود بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل وتطوير البلد في حين ظهر انهم يعشقون الكرسي بدلاً من الوطن يتمنطقون بشعارات وممارست دينية والدين منهم براء وبداخلهم فعل إستبدادي وتسلطي ولا يعيرون للمعاناة والكرامة والعيش الكريم لشعبهم بشيء، فالثروة لهم والتلاعب بمقدرات شعبهم بيدهم، فأنطلق التسونامي وبدأت أحجار الدومينو تترنح للتساقط ..
مع الاسف أصبح في عراقنا العظيم سلسلة متغيرات كثيرة لم يألفها من قبل، منها توغل ايران وبكل أذرعها وتحت أعين ودراية المحتل منذ بداية الأحتلال ومجموعة مسيرة مرتبطة بهما كل حسب أجنداته  لاتعرف معنى الحكم وكيفية إدارته بل إنها ساهمت بالقبول بتهديم أركان الدولة العراقية وموؤسساتها وإرثها الـتأريخي والثقافي بغية الوصول الى تفتيت الجسم المجتمعي لأبنائه من خلال قتل وتشريد كوادره العلمية والصناعية والأقتصادية والثقافية وتجهيل من يتبقى وفق التسعير الطائفي والعرقي، مما تسبب في فوضى خلاقة وضياع مسبب لحرية وكرامة أبناء البلد مما خلق خوفا مؤقتاً من القبول بالأمر الواقع لضياع أبسط أنواع الخدمات من ماء متوفر صالح للشرب وكهرباء ومدارس ومستشفيات وقواعد صناعية وأمن وتشريد، هذا كله أيقظ نيران الغضب في أجسام العراقيين فأنطلقت طلائع الشباب بطريقة عفوية، فأنكسر حاجز الخوف والخذلان والهوان والخضوع للثقافة الطائفية والدينية المسيسة،  إن أبرز ما نلاحضه ونحن في الغربة للتظاهرات التي انطلقت منذ آب الحالي الا  وهي حركة جماهيرية عفوية ابتدأها عدداً من الناشطين والمثقفين مبتدأين من صفحات التواصل الأجتماعي، فابتدأت من الناصرية والبصرة حول سوء الخدمات في قطاع الكهرباء والماء وتوفير فرص العمل، وجاء هذا الاحتجاج تزامنا مع موجة الحر الشديدة التي مرت على العراق والمنطقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة (50 درجة مئوية) ومع تفاقم تردي قطاع الكهرباء في العراق، أذا البداية بأنصاف الحلول وهي بداية صحيحة في ظرفها الموضوعي، لكن كرة الثلج ابتدأت بالتدحرج لتكبر معها المطالب ولتشمل محاسبة الفاسدين وفتح ملفات الخراب الذي لحق العراق على كافة الاصعدة، من سوء الخدمات إلى الفساد الذي ينخر كل مفاصل الحكومة إلى ازدياد معدلات البطالة والتدهور الاقتصادي الذي اصاب بلدا يعتاش على البترول، بعد انهيار اسعاره العالمية، والمؤشرات تشير بعدم تحسن أسعاره، إلى المحاصصة الطائفية وتردي أحوال الجيش والقوى الأمنية والتي يعشعش فيهما ميليشيات هدامة، كل ذلك ظهر في شعارات المتظاهرين في لافتات رفعت لتصب غضبا شعبيا على رموز اعتبرت سببا في هذا الفساد، ونرى ونشاهد حالة  الارتباك التي سادت اروقة أحزاب الفئة الحاكمة ومجلس نوابها  منذ أب الحالي، أن مايجري هو نقطة اللاعودة في عملية إستنفار شمولية أن ظلت متماسكة بأهدافها وصولا الى التغيير من خلال إنشاء الدولة المدنية التي تراعي حرية الفرد وحقوقه الإنسانية وأن يكون الدين في عمق إيمان الفرد دون الحاجة لأي محددات اوطلبات مرجعية، وفي ضوء هذا الزخم المتنامي يتوجب إشراك مسألتين مهمتين في هذا المد الجماهيري الواسع وهي مكملة لتلك التظاهرات:

 
* عراق واحد لا للتقسيم، فالعراق ظل ويظل في ذاكرتنا وقلوبنا لوحة حية وفسيفساء رائعة ملونة وجميلة تمثل أطيافه الموحدة، تربته، جباله، أنهره، واحاته، صحرائه، أهواره، روافده، كل واحد منه فيه قصصاً وشعراَ وعلماَ وهندسةً وأختراعاً وفلسفةً وأدباَ وموسيقى وتراثاَ وفروسيةً.....حملته حضارات شامخة مسطرة منذ بدء الخليقة تغنى بها العالم كونه صاحب أول لغة مكتوبة وسن أول قانون نظم الحياة وأعطى للأنسان حقوقه ذكرناها في المقالة المعنونة"كانت للعراق رسالة وبالرغم من ما حصل تبقى رسالته خالدة" فلم تتأئر وحدته رغم أطيافه وأديانه وأعراقه لأنها أصيلة وعميقة الجذور، فلو تأملنا خارطة العراق التي لاتمثل حقيقة مكانته الأصلية والتي رسمتها إتفاقية سايكس بيكو إلا إننا تعايشنا معها بضوء المواثيق الدولية والأقليمية التي أقامها ألأستعمار بعد الحرب العالمية الثانية.
لازالت بعض الوجوه الكالحة تعتقد بان العراق لا يستمر الأ من خلال تقسيمه وهنا اود الاشارة الى مقابلة سابقة للاستاذ عصام الجلبي ومداخلته المهمة العميقة النابعة من حبه وشعوره الوطني ونظرته الثاقبة في قطاع النفط والغاز وهو الذي ساهم ويساهم باعطاء أروع الحلول لاستنهاظهما وطنيا، وهو ينظر الى خارطة العراق أقتبس مقولته في رسالته "هذه خارطة العراق تستحق الأحتفاظ بها لا أدري ما تخبئه الأيام من المصائب، هذه الحدود الأدارية الرسمية، أقترح تعميمها رداَ على ما نشر من خرائط إستهدفت خرائط جديدة مستوحاة من  فكرة نائب الرئيس الامريكي بايدن
ألم يحذر المرحوم الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري من أن التقسيم حالة مستحدثة لا أساس لها في تأريخ العراق لا القديم والحديث حتى حين كان يحتل تراه يتحرر كليا.
إن المواعظ والأستشراق توجب علينا محاربة ثقافة التقسيم وتغير بنيتها الى ثقافة التوحيد إبتداءً من دستور نوح فلدمان الذي هو الدستور الحالي، وهو دستور التقسيم بدلاً من دستور التوحيد المستمد أفكاره من الستراتيجية الصهيونية ومخطط بيرنارد لويس صاحب أخطر مشروع لتفتيت الوطن العربي والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية وينص على التقسيم وفق الأسس الدينية والقومية والأثنية وهو نفسه ماطرحه بايدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي، متجاهلةَ بتعمد المسؤلية القانونية والأخلاقية لأتفاقية لاهاي وملحقاته بشأن التزاماتها بقوانين الحروب من ؤخلال إجراءات الأمن وعدم التجزئة، إذا إنه ساري ويتم إستقطاب الأيدي الملوثة لتنفيذه ولو طال الزمن لهذا يجب محاربته بشتى الطرق والوسائل.
هل نريد دولة مجزءة ومتحاربة ومتصارعة؟
هل نريد حكاماً يؤتمرون ويؤمنون بتجزئة عراقنا العظيم؟
هل نريد تفتيت المجتمع وتقسيمه جغرافياَ وطائفياَ ودينياً؟
هل نريد دولة يحكمها معممين لا يفقهون واجب الدين وأخلاقياته السمحة والمعتدلة؟
فبضل ما هو موجود لانتوقع من نبتة الصبار أن تثمر وردة التفاح فهل نصدق الفقيه المتسيس وفوضى الحكم وملذات السرقة أن يبنوا عراق الغد.
لتستمر الأغاني والقصائد ولتكتب الأقلام وتصدح الحناجر من خلال المظاهرات لعراق واحد موحد غير قابل للتجزئة، وأن تتوحد إرادتهم وثقافاتهم وهتافاتهم في كل تظاهرة رافعين خارطة العراق وأن تتحلى النساء وقلادة العراق مؤطرة في أعناقهم، إنه العراق ذو التنوع الموحد فلا تقسيم جغرافي ولا تقسيم عرقي ولا تقسيم طائفي بل إرتباط وتجانس إحتماعي متنوع وموحد، إن حبي للعراق ليس غزلاَ فقط بل هو شغاف القلب عشته يوم مولدي وترعرع معي شبابياَ، والغربة تشهد كم ألمنا يستمر ونرى تهديم معالمه وشرذمة موارده وإهانة كرامته وحريته وإستقراره ولكن جذوره موجودة وتنبع نحو الخلاص والتوحيد ويرجع إسم العراق عزيزاَ ومتوجهاً نحو ما يصبو إليه.
وكباحث علمي يتوجب علي ان اناشد المتظاهرين ان يرفعوا ايضا شعارات جعل بيئتنا نظيفة وخالية من كل اسباب التلوث والطلب بمحاسبة ومحاكمة مسببيها...
* في عالم ضبابي أحدثته إضطرابات هوجاء مثلتها الوحشية الأمريكية والبريطانية التأريخية نازعين إنسانيتهم فالتاريخ تطبعه أحداثه وطالما إننا لازلنا نعيش أحداثه فضميرنا وضمير الأخرين يتوجب عليها تدوين حجم وتأثير ما تعانيه البيئة في العراق نتيجة ما أقترف بحقها من كوارث متراكمة نتيجة إستخدام القصف باليورانيوم المنضب والأسلحة المحرمة دولياَ مثل الفوسفور الأبيض والنابالم للأعوام 1991،2003، ضد شعب العراق وقواته المسلحة وتربته ومياهه وهوائه والتي تعتبر وصمة عار على جبين الحضارة الغربية وجريمة في حق الأنسانية والبشرية مخلفةَ وستخلف الضحايا وأنتشار واسع للأمراض السرطانية والولادات المشوهة.
إن أول دليل مادي لإستخدام اليورانيوم المنضب قدم لفرق التفتيش كان عام 1993 لعينات تم تحليلها في مختبرات منظمة الطاقة الذرية العراقية من قبل باحثون عراقيون إلا إن فرق التفتيش لم تفعل ما يستوجب إبداء المعونة العلمية والقياسات الضرورية في حين كنت أشارك معهم في المسح البيئي للأنهار والتربة وأوراق الشجر لكافة مناطق العراق وبصورة دورية ما عدا المناطق التي قصفت باليورانيوم المنضب حيث كانوا بتجاهلوه بعمد، وكان جل اهتمامهم معرفة إن كان العراق قد عاد لمزاولة نشاطه النووي والكيميائي والبيولوجي، في حين إن العينات كانت تفحص في أرقى المختبرات العالمية منها مختبرات لوس الموس وسانديا الامريكية، وهذه نفس المختبرات بعد عام 2005 تصرح بأن هناك إستخدام لليورانيوم المنضب في العراق آه من هذا الزمن الرديء وفي تلك الفترة كتبت مقالة في جريدة الثورة حول اليورانيوم المنضب وإستخداماته وتأثيراته وعمره الزمني، مع ذلك وبدون مساعدة إستطاع الجهد الفني والأكاديمي والبحثي العراقي أن يحدد المناطق الملوثة وأن يجمع الأليات المدمرة في مناطق محددة ومنع الناس من الأقتراب منها ووضع دراسات لكيفية المعالجة، ومع ذلك كان الأعلام العالمي مسيراً لعدم فضح ما أرتكبته قوى التحالف في حينها أي عدوان عام 1991 ولا بد أن نكتب بإعجاب شديد وتقدير عالي عن ما قام به البروفسور الألماني هورست كونثر مدير معهد البرت شويتز رغم تعرضه للمضايقات والأستجواب إلا أنه نقل الصور المرعبة للذين تعرضوا للأشعاع وخصوصا الأطفال وعمل بحوثا ودراسات ساعده كادر عاقي متخصص وهنا بدأت بعض الأقلام الخجولة الكتابة حول الموضوع وفي عام2003 ونتيجة الغزو والأحتلال نزعت مرة أخرى دول العدوان من إنسانيته مستخدمة 1700 طن من قذائف اليورانيوم في جنوب ووسط البلااد وصلت مشارف بغداد يضاف إليها 320 طن عام1991 ،ونتيجة للفوضى التي خلقها العدوان والأحتلال تلوثت مناطق كثيرة وضاع جهدا متميزا عمله الكادر العراقي في فترة التسعينات حتى 2003 من سيطرة وتسجيل وقياسات ومعالجات رغم الحصار وقلة الأجهزة الموجودة، ونتيجة لغياب الدولة وضياع معالمها أقدمت مجموعة من الرعاع بسرقة براميل اليورانيوم وتفريغها وبيع البراميل وهنا إنتفض كادر من منظمة الطاقة الذرية رغم الخطورات بالملاحقة والتوعية لأهالي المنطقة فتم حصر وأرجاع اليورانيوم الى منطقة الخزن، وهنا أضيفت مناطق أخرى للتلوث علما ان الأمريكان لم يتدخلوا في باديء الأمر الا بعد إلحاح الكادر العراقي وأبلغوهم بأن ما يحصل سيؤثر عليه لأنه كانت بعض من قطعاته وطائرات الهليكوبتر متمركزة في التويثة وأبلغوا بأحتمال سرقته من قبل إيران ويتذكر ذلك زملاء لنا ممن شارك في الأستعادة والسيطرة.
ونتيجة لعمليات النهب المنظم وبيع السكراب فإن غبار اليورانيوم المترسب والمتطاير والمنقول فتلوثه لا يعترف بالحدود الجغرافية لهذا أشارت صحيفة إنكليزية بأن التلوث وصل الى شمال البلاد.
في تشرين الثاني 2004 قام الأمريكان والبريطانيون بمجزرة تضاف الى مجازرهم بالقصف والهجوم على الفلوجة مستخدمة السلاح الكيمياوي الفوسفور الأبيض الذي كان تأثيره واضحاَ على المدنيين وقد عرضت محطة في التلفزيون الأيطالي فيلما أثبتت فيه إستخدام ألولايات المتحدة الأمريكية الفوسفور الأبيض وكان عنوان الحلقة(الفلوجة: المجزرة الخفية) بتأريخ7 تشرين الثاني 2005 لمرسلها رانوتشي حيث قابل عسكرين أمريكان وأفاد واحد منهم بأنه رأى أجسام نساء وأطفال محروقة نتيجة هذا السلاح وإنه قادر أن يهلك أي شخص في محيط 150 متر مما خلق أنتشار واسع للأمراض السرطانية والولادات المشوهة تقع مسؤليتها على دول العدوان.
وجاء زمن الأعتراف بعد أن ظهرت حالات الأصابة لجنود الأحتلال وبعض من الباحثيين الغربين الذين أجرو المسوحات للمناطق الملوثة وما نبه به باحثون عراقيون ودوليون لواقع البيئة العراقية ومقدار تلوثها إعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بأن قواتها إستخدمت ذخائر اليورانيوم المنضب في العراق، كما إعترفت هولندا بإستخدام اليورانيوم المنضب في العراق وأفغانستان، تبعتهما انكلترا مما يعني الأعتراف بالمسؤلية لجرائم يحاسب عليها القانون الدولي من حيث التعويض والمعالجة البشرية والبيئية.
قدمت مذكرة من علماء وباحثين عراقين وعرب وأجانب وشخصيات مرموقة الى الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة وغيرها مدعمة بتقرير موثق لما حل بالييئة العراقية في حين إن المؤسسات العراقية الحالية ظلت تكتفي بالتصريحات دون الأفعال.
بعد أن وافق مجلس الأمن على رفع الحظر عن واردات العراق النووية وإنهاء القيود المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل بموجب القرار 687 لعام 1991بعد ضياع أكثر من عشر سنوات من المساومات والتعطيل والمراوغة كان يتوجب أن تتستنفر وزارة البيئة ووزارت العلوم والتكنلوجيا والصحة والخارجية والدوائر البحثية برسم خطة عمل والتزامات زمنية طويلة لتحديد إحصاء دقيق وخارطة مناطق التلوث ومساحته ووضع الخطط اللازمة والطلب من الدول تحمل تبعات ما أقترفته من مسببات التدمير البيئي والبشري وتغطية تكاليفها والأستعانة بخبرات المنظمات الدولية والأنسانية ذات العلاقة، ودعوة الكفاءات العراقية المهجرة والتي لديها الأمكانيات العلمية والعملية لتنفيذ عمليات الازالة، كما يتطلب فحص ومعالجة كافة الأشخاص اللذين تعرضو لهذه الأسلحة الفتاكة وتعويض المصابين والأموات، كذلك تجهيز مناطق الطمر البيئي والتخلص من كافة المواد الملوثة وإزالتها، وتهيئة مختبرات ومعدات واجهزة قياس وتحسس لليورانيوم والفوسفور الأبيض، ليتحرك الشارع العراقي بذلك.
إننا نحتاج لجهود كبيرة وأستثنائية وعالمية وأموال لتغطية لمدة 20-30 سنة.
إن ماكتبته هو جزء يسير لما أمتلكه من معلومات بحكم عملي السابق ولكن هناك خبراء لهم دراسات وبحوث ومقالات ومساهمات عن هذا الموضوع أذكر منهم بأعتزاز الدكتورة هدى عماش والدكتورة سعاد العزاوي والكتور هيثم الشيباني والدكتور بهاء الدين معروف وغيرهم ممن عملوا بجد وتفاني عندما شكلت السلطات العراقية الفرق المختصة من المؤسسات البيئية والطبية ومراكز البحوث لدراسة الواقع البيئي ومعالجته بما في ذلك ما أصاب إنسانه.
أن هذه المظاهرات تمثل فعلا بداية لثورة ودعوة لتغير الحكم ليواصل مسيرته نحو عراق ديمقراطي، علماني، كامل السيادة، لا يعرف التمييز على أساس ديني ومذهبي وعرقي، عراق موحد وببيئة نظيفة وان يحاسب كل من تسبب بأذيته وان يبقى الدين مصدر سعادة الانسان وأيمانه الشخصي، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1020 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع