حچاية زغيرونة ( السائس والسياسي )

                                    

                    د.بشير عبدالواحد يوسف


يحكى ان ملكاً من ملوك أيام زمان يملك مهرة بيضاء جميلة موضع اهتمامه واعتزازه وعنايته ......

يهتم بها وبتربيتها وكأنها أبنتهُ ..... السائس المشرف عليها تقدم به السن وأحيل على التقاعد فطلب الملك من الوزير الاول ان يجد لها سائساً بديل ..... مولاي الملك هذا السائس الجديد..... مولاي أنا سياسي ولست سائساً ..... الملك ما الفرق هذا يسوس الناس وهذا يسوس هذه المهرة فأنت في كل الأحوال سائس أريدك ان تعتني بهذه المهرة وتداريها كما تهتم بعينك ..... حاضر مولاي الملك وبعد عشرين يوم من العمل هرب السائس ...... ولكن تمكن الحراس من إلقاء القبض عليه وأحضارة للملك ....... الملك يحاسب السائس عن سبب هروبه ......مولاي صحيح هذه مهرة أصيلة ولكنها لم ترضع من حليب أمها الأصيلة ..... لقد غشوك بها وانا خفت من ذلك فهربت...... الملك يزجر السائس ويأنبه ويرميه في السجن ويقطع عليه الطعام والشراب ....... الملك يستدعي الوزير الاول الذي أهداه هذه المهرة ويطلب منه ان يخبره حقيقة هذه المهرة والا عرض نفسهُ للعقاب الصارم ...... مولاي والله انها مهرة أصيلة وأمها مهرة أصيلة ولكن حصل مالم يكن بالحسبان حيث ماتت أمها في الولادة فأضطررنا ان نرضعها من البقرة ، هذه كل الحكاية.... الملك يستدعي السائس من السجن ويسأله كيف عرفت انها لم ترضع من أمها الأصيلة ..... مولاي المهرة الأصيلة تأكل عليقتها وهي مرفوعة الرأس وتأكل العشب الطازج فقط أما هذه فتأكل اي شيء أمامها وكأنها بقرة من الأبقار .....تعجب الملك من فطنة السائس وقال للحرس أعطوه تمن ومرق ليأكل حتى يشبع وقال له أحسنت أريدك في خدمة الملكة زوجتي لتستفاد من فطنتك وهكذا بعد عشرة ايام من الخدمة عند الملكة هرب السائس ..... الحرس بامرٍ من الملك يلقون القبض على السائس ويقدموه مذنباً امام الملك ...... لماذا هربت أيها السائس مولاي أعطيني الأمان أخبركَ الحقيقة والله ...... لك الأمان اخبرني الحقيقة ..... مولاي الحقيقة مرة وانا أخاف منكَ ..... قلّْ فأنا أعطيتك الأمان يارجل ...... زوجتك مولاي تربية ملوك ولكنها ليست بنت ملوك ..... وكيف عرفت بذلك ... مولاي لاحظ انها عندما تتكلم تغمز بعينها وهذه من عادات الغجر ( الكاولية ) ....غضبَ الملك وأمر بسجن السائس وقطع الطعام والشراب عنهُ وذهب لأهل زوجتهُ وطلبَ منهم أفهامهُ الحقيقة حتى لو كانت مرة ... أضطرهم الى أفهامهِ الحقيقة ....... صحيح أيها الملك لقد عرفنا بعد زمن من ولادتها ان بنتنا الحقيقية ماتت في الولادة وان المولدة والخدم خافوا من أنتقامنا منهم فجائوا بهذه البنت من الغجر دون علمنا ولكننا ربيناها تربية ملوك .... عاد الملك مهموما وأمر بأحضار السائس وأطعامهُ تمن ومرق وشكرهُ على فطنتهِ واخبرهُ أنهُ من اليوم يعمل في خدمةِ الملك شخصيا ليستفاد من نباهتهِ .... السائس في اليوم الثاني يهرب ولكن الحرس يلقون القبض عليه ويقودوه للملك لمحاسبتهِ...... سيدي الملك سامحني لأني خفت ان أقول لكَ الحقيقة فتؤذيني .... الملك وأي حقيقة يارجل .... مولاي أعطيني الأمان ... لكَ الأمان يارجل .... مولاي هل تعلم انكَ لست من نسل ملوك ........ ماذا تقول أيها الكلب ارموه في السجنِ وأقطعوا عنهُ الطعام والشراب ..... الملك يفكر وهو بين الشك واليقين وذهب مهموماً لامهِ الملكة الام وأجبرها ان تقول لهُ الحقيقة المَرة ...... الملكة وهيِّ تبكي اسمع ياولدي مرت على زواجي من أبيك سبعة سنوات دون أنجاب ..... وهددني الملك بالطلاق وزواجهُ من غيري وانا كنت أعرف انه السبب ولكنهُ يكابر فأضطررت مجبرة ان أعاشر الطباخ واحمل فأنت من صلب الطباخ ياولدي .... قال لامه أكتمي السر ولاتبوحي به لاحد أبداً...... وعاد فأستدعى السائس من السجن  وأمر بأطعامهِ تمن ومرق حتى شبعَ ، وقال بعصبية ، كيف عرفت أيها السائس أني لست ابن ملك .... مولاي الأمان ..... لكَ الأمان والله.....
مولاي الملوك عطاياهم ذهب وفضة وجواهر وأنت عطاياك تمن ومرق فأكيد انت ليس من نسل الملوك ...... تعجب الملك من فطنة السائس وذكاءه وأمر ان يكون الوزير الاول ليستفاد من فطنتهِ ونباهتهِ لانهُ حقاً سياسي وليس سائس ..... ويامكثر السياس اللي يحكمون كسياسيين وقادة عسكريين  والله الساتر .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

681 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع