مرتكزات القوة الايرانية في المنطقة العربية/ج8

                                            

مرتكزات القوة الايرانية في المنطقة العربية/الجزءالثامن


9. ايران وتنظيم القاعدة.

يكتسب هذا المرتكز اهمية قصوى ,حيث ركزت عليه ايران واستغل من قبلها استغلالا كبيرا لما لتنظيم القاعدة من تاثير على تهديد السلم والامن الاقليمي والعالمي, لقد توسع حجم تنظيم القاعدة حتى بلغ عدد الاقطار التي يتواجد بها (28) بلدا وزاد عدد تنظيماته  لتبلغ (42) تنظيما.
تعود علاقة ايران مع تنظيم القاعدة الى شهر تشرين الثاني عام 2001 عبر ارسال تنظيم القاعدة وفدا رفيع المستوى الى ايران للتباحث بصدد تامين ملاذ آمن لبعض قيادات تنظيم القاعدة وعوائلهم وبعض من عائلة اٌسامة بن لادن بالاضافة لبعض الارامل والايتام, بعد ان احتلت القوات الامريكية افغانستان وسقوط امارة طالبان, عهد الجانب الايراني للتنسيق في هذا الامر الى قوة القدس.
كان الاتفاق ينص على بقاء القيادات في ايران شرط أن لا تزاول اي نشاط , وعلى المساعدة في عودة بعض العوائل الى اوطانهم.
تم وضعهم في بيوت منعزلة تحت الاقامة الجبرية اول الامر حيث حددت حريتهم وتم مراقبة فعالياتهم ثم سرعان ما منحوا بعضا من الحرية في الحركة واجراء الاتصالات الخارجية.
الشخصيات القيادية التي لجأت الى ايران:
1. ياسين السوري( عز الدين عبد العزيز خليل من سكان القامشلي) " مسؤول عن جمع الاموال من الشرق الاوسط  الى ايران وارسالها الى قيادة القاعدة في باكستان", رصدت الولايات المتحدة الامريكية مبلغ( 10 ) مليون دولار ثمنا له.
2. سيف العدل ( مسؤول عن خلية الاستخبارات والامن ). عقيد سابق في الجيش المصري وكنيته"ابو ابراهيم المدني".
3. ابو محمد المصري ( العقل المدبر لاحداث عام 1998). وكنيته ابو محمد الزيات.
4.سليمان ابو الغيث ( كويتي) ظهر في الاعلام كمتحدث بأسم تنظيم القاعدة, تتضارب الانباء عن مصيره فهنالك راي يقول انه لازال في ايران والرأي الآخر انه عاد الى افغانستان وسرب خبر انه في اليمن.
5. ابو الخير المصري
6. ابو حفص الموريتاني"محفوظ ولد الوالد" عاد الى مورتانيا, رصدت الولايات المتحدة مبلغ ( 25) مليون دولار ثمنا له.
بناء على أوامر اسامة بن لادن , اسس تنظيم القاعدة في ايران ( مجلس الادارة) وضم الاعضاء المذكورين اعلاه, وكان المجلس تحت اشراف اسامة بن لادن ويعمل المجلس على تقديم المشورة لقيادة تنظيم القاعدة في افغانستان وفي بعض دول العالم.
كان للمسؤول الامني والاستخباري" سيف العدل " دورا بارزا في اسناد تنظيم القاعدة في قتالهم لنظام كرزاي في افغانستان , وكذلك في دعم واسناد الهجوم الذي حدث في مدينة  الرياض / المملكة العربية السعودية في مايس 2003, حيث تشير بعض المعلومات الصادرة من اجهزة الاستخبارات الامريكية, انهم رصدوا مكالمة هاتفية صادرة من "سيف العدل" في طهران بالامر في تنفيذ عملية الرياض.
ان فلسفة علاقة ايران مع تنظيم القاعدة تنحصر في مد ايران يد التعاون والمساعدة مع اية قوة مهما كان فكرها  تحت ( ذريعة ) العداء من الولايات المتحدة الامريكية.
بالرغم من استهداف تنظيم القاعدة في العراق للشيعة ,الا أن الأهم في نظر ايران مشاركته في الكراهية لاميركا.
لقد تلقت القاعدة ضربات موجعة في العراق واليمن والقرن الافريقي وباكستان  وشمال افريقيا, الا ان القاعدة في ايران ضلت بمأمن من هذه الضربات.
مع بداية العام 2003 قامت الولايات المتحدة بعقد لقاء مباشر مع المسؤولين الايرانيين حيث طلب الامريكان مساعدة ايران في تسليم هذه القيادات الى بلدانهم وقد رفضت ايران ذلك بادئ الامر الا انها وافقت بعد حين حيث سلم " ابو حفص الموريتاني الى السلطات الموريتانية, كما سلمت بعض العناصر الغير قيادية الى افغانستان ومن ثم تم تسليمهم للسلطات الامريكية.
بين عامي 2009 - 2010 رفعت ايران اجرئات الاقامة الجبرية والحجز عن بعض قيادات تنظـيم القاعـدة لديها وعـن افراد عائلة اسامة بن لادن , وأعطتـهم حرية السـفر لكـن بقـي  " مجلس الادارة" يعمل من داخل ايران.

حددت ايران بعض الشروط لعمل مجلس الادارة وتتلخص بمايلي:

1. عدم القيام باي عمل انطلاقا من الاراضي الايرانية.
2. عدم استهداف الحكومة الايرانية.
3. اعطائهم حرية التمويل والاتصال والعمل مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في الباكستان.
4. حرية العمل مع تنظيمات القاعدة في البلدان الاخرى.
5. السماح بادخال المقاتلين الاجانب من ايران.

العلاقة بين شيعية ايران وسنية القاعدة

تبقى العلاقة بين ايران والقاعدة يشوبها نوع من الغموض على الصعيد الايديولوجي, لكنهم يتشاركون بأهم من ذلك " هو العداء لاميركا وحلفائها واسرائيل والسعودية " وتتسق هذه فلسفة هذه العلاقة  الغامضة انسجاما مع المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة ".

لماذا ابقت ايران بعض قيادات القاعدة لديها.

1. اجراء دفاعي تمنع به تنظيم القاعدة من مهاجمة ايران,
2. اذا ما هاجمت اميركا او اسرائيل فستعمل ايران على تكليف القاعدة بمهاجمة اسرائيل والمصالح الامريكية وحلفائها.
3. تحتفظ ايران بعلاقات جيدة مع حركة طالبان افغانستان وغاية ذلك تكبيد اميركا الخسائر واضعاف قوتها في المنطقة وستستخدم تنظيم القاعدة لنفس الغاية, لما تمتاز القاعدة من فاعلية وتأثير .

مستقبل العلاقة بين ايران وتنظيم القاعدة.

بالرغم من قيام ابو مصعب الزرقاوي والذي يعد قائد أحد اهم التنظيمات الفرعية للتنظيم العالمي بتكفير الشيعة في العراق واستهدافهم مما ازعج النظام في ايران, الا ان مستقبل العلاقة بينهما يحكمها مستوى الصراع مع الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل.
فاذا تطور الصراع الى مستوى الحرب فان العلاقة ستتطور وستقدم ايران كافة التسهيلات المطلوبه من سلاح واموال وحرية التنقل والوثائق الازمة لتمكن القاعدة وأخواتها من ضرب القوات الامريكية وحلفائها, اما اذا استمر الصراع على الوتيرة الحالية والتي تشبه الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي , فان مستوى العلاقة سيأخذ نفس المستوى , حيث تقديم التسهيلات البسيطه مع الاحتفاظ بهم على الارض الايرانية, اما اذا ماحل الصراع بانقياد ايران للشروط الامريكية فيما يخص البرنامج النووي, فسيكون رجال القاعدة في ايران ضحية لهذا الاتفاق وسينتهي فعلهم على الساحة الايرانية.

الدكتور . وليـد الراوي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

507 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع