نريد زعيماً عربياً مثل الرئيس التركي أردوغان

                                           

                         د.محمد صالح المسفر

كان لدينا زعما ء عرب يشار إليهم بالبنان، أذكر منهم جمال عبدالناصر، الملك فيصل، هواري بومدين والشيخ زايد وصدام حسين،الغرب يحسب حسابهم وينصت إلى خطاباتهم وتصريحاتهم السياسية، وتهتم مراكز الدراسات والصحافة العالمية بما ينطقون.

كان البعض منا يختلف مع هؤلاء القادة فيما يفعلون في أوطانهم البعض منهم لا يؤمن بالديمقراطية ويعتبرها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، والبعض منهم له شروط في تحقيق الديمقراطية وأهم شروطه توفير لقمة العيش لكل مواطن كي لا يبيع صوته لمن يدفع الثمن وآخرون لهم رأي في كل من الديمقراطية والشورى لكن كلهم لم يساوموا على استقلال بلدانهم وحافظوا على وحدة أراضيهم،رحم الله ذلك الجيل من القيادات العربية.

(2)

اليوم بليت الأمة العربية " بحكام " والحق أنهم لا يستحقون كلمة حكام لكن نقولها تجاوزا دمروا الأوطان بكل معنى التدمير وأجفل شعوب تلك الأوطان عن ديارهم هربا من الحروب الدامية وصونا للعرض وشتتوا شمل الأمة العربية قاطبة وقسموهم إلى ملل ونحل وتكالبت علينا الأمم من كل مكان أذكر من أولئك الحكام بشار الأسد والسيسي ومحمود عباس ونوري المالكي، وبلينا بحكومات تسيطر عليهم الفرانكفونية وهم في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس إنهم يصارعون إرادة شعوبهم في التغيير.

أراضينا العربية وبحارنا وأجواؤنا مملوءة بأساطيل الدول الكبرى وطائراتها المقاتلة بطيار وبدون طيار وأراضينا تنتشر عليها جيوش مرتزقة نموذجها " بلاك ووتر " وحتى قصور ومنتجعات بعض حكامنا العرب أصبحت تحرس بذلك النوع من الجيوش السوداء.

يُقتل الشعب وتنتهك أعراض العفيفات وتتوسع هذه الأنظمة في بناء السجون والمعتقلات بدلا من المدارس والجامعات والمستشفيات كل ذلك من أجل أن يبقى الحاكم الميمون في كرسيه إلى أن يلاقي ربه. لا هم لمن ذكرت من الحكام ببناء الدولة على أسس عصرية ولا هم لهم إلا بالتطاول في بناء العمارات الشاهقة والاستيلاء على موازنات الدولة، الشعب السوري العظيم واجه كل الغزاة والطامعين وبنى حضارة وأقام صناعة وطنية يضرب بها المثل، وحقق فائضا زراعيا وكذلك الشعب العراقي العظيم فأين انتهى بهما المطاف؟ إنهم يعيشون في مخيمات اللجوء والشتات كل ذلك من أجل أن يسود بشار الأسد إلى الأبد وكذلك كان نوري المالكي في العراق والذي يأبى أن يخرج من قصر الرئاسة حتى هذه الساعة والذي هو ملك الدولة وليس ملك ساكنه.

لقد كان بمقدور بشار الأسد أن يكون بطلا قوميا لكل العرب لو أنه أدرك عندما بدأت المعارضة السلمية في المدن السورية في مطلع عام 2011 تطالب بالإصلاح السياسي والقضاء على الفساد والمفسدين فورا وبلا تردد بالدعوة إلى مؤتمر شعبي في حوار وطني نزيه لكل حكماء وعلماء وفقهاء وقادة أحزاب والتجار والمفكرين السوريين ويكون شعار مؤتمره " الإنسان إلى الفناء والبقاء للوطن " ونادى تعالوا نبني وطننا جميعا ونقبل بتداول السلطة ونعمل جميعا من أجل سورية وأمتنا العربية، لو فعل ذلك لجنب سورية الدمار الذي لحق بها وبحزب البعث والدولة السورية، لكن الأنانية وشبق السلطة وحب الذات حال بينه وبين تحكيم العقل، فهذه سورية الحبيبة وصلت إلى ما وصلت إليه من دمار وخراب وتحتاج سورية لعشرات السنين لتعود إلى سيرتها الأولى حصنا من حصون الأمة العربية.

وكذلك نوري المالكي في العراق الذي وصل إلى ما وصل إليه وهو مشحون بالأحقاد والثأر والتبعية، لو أنه قال للشعب العراقي البطل جئت إلى الحكم ولست أفضلكم وأعلن بصوته العفو عما سلف وأطلق سراح المعتقلين السياسيين ودعا إلى عودة كل كوادر الدولة العراقية إلى مراكزها وحرم نهب المال العام والفساد والرذيلة لكان خيرا له وللعراق الشقيق ولكن الحقد يظهر من عينيه وسوف تكون نهاية المالكي وفي القريب العاجل مهينة

(5)

نموذج الزعيم الصادق في عصرنا اليوم هو رئيس الجمهورية التركية الطيب رجب أردوغان،هذا الزعيم الذي رفض الانجرار خلف المطالب الأمريكية الداعية لمحاربة " الدولة الإسلامية ــ داعش ــ) وأعلن أنه لن ينضم إلى التحالف الدولي لتلك الحرب إلا إذا استجابت الولايات المتحدة الأمريكية لشروط انضمام تركيا إلى التحالف وتلك الشروط هي:

(1) إعلان منطقة حظر جوي في الأراضي السورية الحدودية مع تركيا.

(2)، إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية الهدف منها رد اللاجئين السوريين في تركيا إلى وطنهم بعد هروبهم من وحشية النظام السوري ضدهم، وتوفير الحماية الدولية لهم.

(3) تدريب المعارضة السورية وتزويدهم بالسلاح ليتمكنوا من دحر قوات النظام وإسقاطه.

(4) شن عمليات عسكرية ضد قوات النظام السوري بهدف حماية المدنيين السوريين.

السؤال الذي يثور بين الناس لماذا لم يفرض القادة العرب شروطهم للانضمام إلى التحالف ضد " داعش " والمتمثلة فيما يلي:

(1) انسحاب إسرائيل إلى حدود الخامس من يونيو 1967.

(2) تحميل إسرائيل وحلفائها تكاليف إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على غزة، كي لا تعاود مرة أخرى تلك الحرب.

(3) عدم تزويد إسرائيل بالسلاح لأن ذلك السلاح لم يستخدم إلا ضد العرب الفلسطينيين ومن أجل التوسع الإسرائيلي.

(4) هدم الجدار العازل طبقا لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بعدم شرعية إقامة ذلك الجدار العازل.

آخر القول: الزعماء هم الذين يفرضون شروطهم على الغير فهل هناك اليوم زعيم عربي أو زعماء قادرون على فرض تلك المطالب على المجتمع الدولي كما فعل أردوغان؟ أشك في ذلك. لكن أمتنا ولادة للزعماء عبر التاريخ، وسيأتي ذلك اليوم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع